كيف ندرس سيرة سيدنا محمد ﷺ (08)
أحيانا يرد إلى ذهني سؤالا ملحا: كيف ممكن لمسلم القرن الواحد والعشرين أن يعيش حياة النبي ﷺ أم أن الأمر صار ضربا من المحال مع اختلاف الزمان والمكان؟
والبحث عن هذا المطلب يرادوني كلما أمسكت كتاب للسيرة، ومن أول سطر ومن أول صفحة، وأنا أبحث عن جسور الالتقاء بين عالمنا وعالم السيرة، وكلما توغلت في تفاصيل أحداثها أجدني أبتعد عن مرادي، حتى أصل إلى الشمائل المحمدية الذي غالبا ما يلحق في أخر الفصول، حينها فقط أجد بغيتي، واستمتع بكل جملة فيها وأتوقف عند كل سلوك وصفة والمتأمل في الشمائل يجد الوصف الدقيق لسلوك النبي ﷺ وطبائعه كلزوم الصمت والتفكر، وغلبة الحياء والسماحة في التعامل، والقصد في السير والتبسم حين التخاطب، وغيرها من الخصائل التي تتكون في الشخص بتراكم ممارسة سلوكيات بسيطة، بصورة دائمة متكررة وبشكل مقصود، وهوما يعرف بالعادات الشخصية، ولقد صدر مؤخرا في هذا الموضوع كتابات مميزة، لعل أشهرها العادات السبع لستيفن كوفي والعادات الذرية لجيمس كلير و كتاب قوة العادات لتشارلز دويج.
نصيحتي لكل دارس للسيرة أبدأ بالشمائل المحمدية فسوف تختصر لك الطريق، فتفهم السيرة وتحب نبييك وتتغير حياتك، وتكسب سمت الصالحين، واحدر من علم لا يورث خشية ولا ينتج سلوكا، ولا يقدح فكرا، وقد قَالَ بْنُ مَسْعُودٍ رضي الله عنه : «لَيْسَ الْعِلْمُ لِلْمَرْءِ بِكَثْرَةِ الرِّوَايَةِ وَلَكِنَّ الْعِلْمَ الْخَشْيَةُ»
#المنهاج_التفاعلي_للسيرة_النبوية
منقول