اعترافات
قرأت اليوم مقالاً حزيناً لأحدهم يهاجمني ويقول: كيف لك ان تزعم أنك تلميذ مدرسة جودت؟؟ وهو لم يهادن أي طاغية ولم يسكت عن جريمة، فيما لم نسمع منك اعتراضاً على مجازر حماه؟ وتصدرت الفضائيات في الدفاع عن النظام السوري وتبرئته من دم الحريري ومن فوضى العراق.....

والحقيقة آلمني هذا الاتهام، وأشد ما آلمني فيه أنه صحيح، واننا كنا كذلك...

إنها مريرة جداً هذه الاعترافات... ولكنها ضرورية لينتبه الجيل الجديد.... فلا يقع في أخطائنا ... إنها أيام عار تلك التي ابتسمنا فيها للظالم وجاملناه وغفرنا له مخازيه بحجة أنه مقاوم وأنه يشتم إسرائيل!!!

لا تصدقهم إذا برروا لك الدفاع عن الباطل تحت عنوان: مصلحة الدعوة، والحفاظ على المنبر، وسلامة التلاميذ، والضرورات تبيح المحظورات، والطاعة لولي الأمر ولو أخذوا أموالكم وضربوا أبشاركم!! وإنا لنبش في وجوه أقوام وقلوبنا تلعنهم!!!

رحمك الله يا جودت.... من أين نأتي بتاريخ نقي أبيض كتاريخك المشرق، ونحن الذين أمضينا شبابنا في ثقافة المداراة والمداهنة والتبرير.. وكنا نسمي هذا اللون من الجبن والخور: ثقافة الحكمة

قالوا: يا رسول الله.. هل يزني المؤمن؟ قال: قدر الله وما شاء فعل
قالوا: هل يشرب المؤمن الخمــــــــــــــــر؟؟ قال: قدر الله وما شاء فعل
قالوا: هل يكذب المؤمن؟؟ قال.... لا .. لا .. إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون