حقيقة كنت اقتنيت كتابا من مكتبة ،كوناكونيا بدبي تلك المكتبة الكورية الشاملة الرائعة، بعنوان:
The Indian English novel
الرواية الإنجليزية الهندية
ومازلت في بدايات القراءة، وهي تتحدث عن الروايات التي تمجد الاستعمار وتخلق له الأعذار وقد ببدا في عهد الحرب العالمية الثانية ومابعدها، واللافت في الأمر ان متب النقد الغربية تقول حقبة، بينما نرى انها ماازلت تمتد إلى الآن بعد ان قرانا هذا الموضوع االلافت:
النقـد الكولونيالي
31 مارس، 2015
بقلم : عزالدين ميرغني
بمثل ما ظهر الأدب الكولونيالي في أوروبا , والذي كان يمجد الاستعمار ويحاول أن يجد له العذر والمبررات , بل ذهب في القول بانه ولولا هذا الاستعمار لما عرفت افريقيا الحضارة والتقدم . فإن النقد في أوروبا لم يسلم من هذه النظرة الاستعلائية . وقد تزامنت أيضا مع هذه المدرسة المشار اليها . وقد بدأت سافرة وصريحة في نهاية الخمسينيات في القرن الماضي . وهذا النقد الكولونيالي أشد مباشرة وصراحة من الرواية والقصة . فهو يقوم علي التبخيس والسخرية من الكاتب العالمثالثي وكتاباته في مختلف ضروب الأدب والكتابة . وهي أكثر ما تخص الكاتب الأفريقي . ويقول الروائي النيجيري المشهور ( أشينوا أشيبي ) في أحد مقالاته , أنه عندما طبع أول رواياته , وقام بنشرها في العام ( 1958 ) , كان أول مقال نقدي كتب عنها , كتبته الناقدة الإنجليزية ( هونور تراس ) في أحد المجلات الإنجليزية , وقد كان نقدها عنصريا حاقدا وهو أقرب الي الانطباع الشخصي . وقد كان بعنوان ( تحياتي الي فوضي الكتابة ) وقال أشيبي : ( لقد أصابني مقالها بالإحباط والألم , فقد وصفتني بالكاتب الذي يريد أن يتسلق علي أكتافنا . والمجلة التي نشرت هذا المقال كانت تصفني بالكاتب الزنجي المغمور . ) . وقد قالت هذه الناقدة في مقالها الذي ما يزال يحتفظ به ( أشيبي ) حتي الآن : ( هذا الأسود رغم تحضره الظاهري , ولغته الإنجليزية السليمة والراقية , والذي يتقلد وظيفة مرموقة في ( راديو لاغوس ) , يريد أن يعود بنا في نصه الروائي الأول الي ثقافة أجداده المتخلفة ورغم أنه يكتب بلغتنا ولكنه جحد كل ما فعلناه لكي تتواكب بلاده مع الحضارة والتقدم . ) . وبعد عشرين عاما من صدور هذا المقال وفي السبعينيات , تكتب ناقدة إنجليزية أخري , الناقدة ( أواندرسكي ) , تقول : – ( إن الكاتب الأفريقي عموما , لم يعدد ويبين في رواياته , وقصصه , قسوة وظلم الرجل الأفريقي للمرأة في مجتمعه . ولم يذكر فضل الإدارة البريطانية في حماية وتحرير المرأة من قسوة الرجل وساديته وتخلفه . ) . واكثر ما يركز فيه النقد الكولونيالي المضمر والخفي أحيانا , والصريح السافر في أغلب الأحيان , رأيه الصريح في أكثر من كتاب وأكثر من مقال , القول الشهير والمتداول بأن المصدر الأول للكتابة والوعي المغذي له , ليس هو ذاكرته الشخصية , وثقافته المكانية , وليست حكايات أجداده وجداته , كما يدعي ويتمشدق أغلبهم , وإنما هي نتاج كتابات الأوربيين , ونقلا عن دوائر المعارف , وتجارب الرحالة , ومغامرات المكتشفين , وعلماء الأجناس والمجتمعات الأفريقية . وهذه الناقدة الكولونيالية , تنسف تماما وتحاول أن تمحو ذاكرة الكاتب الأفريقي تماما , وتنزع جزره من المكان . وهذه الناقدة ( اندريسكي ) , تقول دائما في كتاباتها , بأن المدرسة الواقعية الفيكتورية , هي التي صنعت الرواية الأفريقية , وليست الأسطورة والحكاية الأفريقية , وما يسمي الثقافة الأفريقية كما يدعون , فكل هذا إنما هو نتاج بحثنا ومغامراتنا , وتنقيبنا ومقارناتنا , فقد وجدها الكاتب الأفريقي معدة ومنقبة وجاهزة . وهي ثمرة عشرات السنين من البحوث المضنية . ليأتي البعض ويدعي البعض بانها ذاكرته الشخصية , وخياله المبدع الخلاق . ويعتبر الكثير من النقاد الأوربيين , بأن الثقافة الأفريقية كانت ثقافة شفاهية قابلة للضياع والنسيان , كانت خجولة وغير واثقة من نفسها , حتي جاء الأوربي بمعرفته بمناهج البحث وفنون التوثيق , وأخرج كل خباياها , فكتبت ودونت . واستفاد منها الكاتب الأفريقي في القصة والرواية والمسرح . ) . ويقول النيجيري ( أشيبي ) : – ( إن النقد الكولونيالي , ليس في المقال فقط وإنما هو موجود حتي في النصوص الروائية القديمة , والتي تري بأن المثقف الأفريقي مهم لبس القناع الأوروبي المتحضر , فهو قناع مؤقت يخلعه في أي وقت يريده . ويعود متخلفا كما كان . وخير مثال لذلك روايات الكاتب الإنجليزي ( جون بوشمان ) 1910م . وفي احد رواياته يري بأن الإنسان الأفريقي العادي , يمثل الأصالة والثقافة الأفريقية أكثر من إنسانها المتعلم. ويري الكثير من النقاد الإنجليز , بأن أنصاف المتعلمين في أفريقيا , هم الذين أفادوا بلادهم وثقافاتها أكثر من مثقفيها . مثل سائقي العربات , وخدم المنازل , ومدرسي المراحل الأولية , وغيرهم . وقد أطلق عليهم أحد النقاد ( حاملو الأسطورة الأفريقية الحديثة ) . لأنهم يمارسونها حتي في حياتهم الخاصة دون مواراة أو خجل . وليس مثل المثقف الذي يكتبها ولا يمارسها . وفي هذه الأيام تدور في الأوساط الثقافية الأوربية , وتظهر بعض المقالات التي تبين بأن الرواية الأفريقية , ما هي إلا تقليدا للرواية الأوربية الأمريكية , بل الأمريكية , خاصة روايات وليم فولكنر والذي جسد ثقافة الجنوب الأميركي الزنجي أكثر من ما فعل أي كاتب أفريقي , يدعي بأنه قد حفر عميقا في ثقافة قارته. وحتي من بين الأفريقيين كالناقد النيجيري (موراليزي ), والذي يري بأن الكاتب الأفريقي يوجد بداخله شخصية اميركية أوربية . وقد قال أيضا بأن الكاتب الأفريقي يحاول أن يلعب بثقافته ليصل إلي ما يسمي بالكاتب العالمي . وهو يحاول أن يقصقص الأدب ليلبس جلباب العالمية والذي يفصله النقد الأوربي كما يريد . وفي نفس هذا المعني تقول ناقدة أمريكية , ( إن الكاتب الأفريقي في سعيه لنيل العالمية والشهرة , وهي شهادة في النهاية يعطيها له الغرب , قد جعله هذا السعي يخلق مسافة بينه وبين ذاته وأصالته , وبينه وبين وطنه وشعبه , من الصعب تجسيرها أو تضييقها . وهذا السعي الي العالمية هو الذي جعل الكثير من الكتابات والنصوص الأفريقية , مقلدة ومصنوعة . ويقول الكاتب ( أشينو ) , ( للأسف الشديد فإن أغلب النقد الأوروبي يريد أن يشجع الكاتب الأفريقي ويقول له بأن الماضي الأفريقي قبل الاستعمار الأوربي , ليس ماضيا مشجعا للكتابة والتخييل , وانما كل ما يجب أن نكتبه هو ما بعد الاستعمار ودخول اللغات والحضارة الأوربية , وقد وجد آذانا وأقلاما جاهزة وقد كتبت وتكتب حتي الآن .
النقـد الكولونيالي | صحيفة ألوان
من المضحك فعلا ، اننا نطالب إعلاميا بالعدالة ونبذ الفوقية والشوفينية ونمارسها عالميا، فهل هي حالة خاصة أم عامة تحتمي ببعض ظل؟
د. ريمه الخاني -ولنا عودة