في نزع الشرعية عن الجماعات الإسلامية المتطرفة
مصطفى ابراهيم
27/6/2015
طالما بقيت الجماعات الإسلامية المعتدلة أو الوسطية والمتنورة تدور في نفس فلك الجماعات الإسلامية المتطرفة وتحاورها من خلال الفضائيات وتناقشها بعقلية الحزب والسلطة وتتحالف معها وتدعمها وتنتصر لها وتدافع عنها كما يجري مع جبهة النصرة على سبيل المثال أو في غزة، ومع الأنظمة التي تدعمها وتغذيها وتنافسها في استقطاب الناس من خلال العنف وذات الأفكار القديمة.
وطالما بقيت مكانها ولم تستطع تمييز نفسها عنها ولم تقطع معها حبل الود والتواصل و تدافع عن الإسلام بروح العصر ونشر التسامح والرحمة والموعظة الحسنة وبدون إكراه، وهي من أهم المبادئ التي انتشر من خلالها الإسلام، ونبذ العنف ومواجهته وحشد كل الجهود من أجل ذلك بنزع المشروعية عن تلك الجماعات التي امتهنت القتل والإدعاء بإقامة الدولة الإسلامية والحق الالهي المقدس والشرعية الربانية بالحكم.
فهي لن تخرج من عقدة المنافسة والخوف من التغيير وستبقى الصورة النمطية للإسلام وعنف الجماعات الاسلامية المتطرفة حاضرة في عقول وأذهان الناس ويستمر التشويه والضرر بالإسلام والمسلمين ويبقى التبرير وبقاء الوضع الراهن على ما هو و أسوء ايضاُ.
فالقضية فكرية بامتياز والمعركة معركة عقول وأفكار وصورة الإسلام والمسلمين والتفكير من أجل المستقبل، وحتى اللحظة لم يجرؤ أي من العلماء المسلمين المؤثرين من الخروج من دائرتهم الحزبية المغلقة أو التابعة للنظام الاستبدادي، وعدم قدرتهم على التفكير بصوت عالي وقراءة موضوعية متأنية لكل الأفكار المتداولة وفتح نقاش بين المسلمين بطوائفهم ومذاهبهم الفكرية المختلفة.
وعليه فالجرائم التي ارتكبت في تونس والكويت لن تكون الأولى والأخيرة، و ستستمر طالما بقي ملوك الطوائف السلطوية والحزبية و أفكارهم القديمة المتوارثة من بنات عصرها وليس عصرنا الحاضر بتفاصيله وتطوره العلمي والاقتصادي. فالقتل والتعذيب ومجازر أحكام الإعدام والزج في السجون، والحرق والبراميل المتفجرة وتفجير النفس والسيارات المفخخة والقمع والاستبداد والجهل والتمسك بالسلطة واستغلال الدين وكتب الفقهاء وتفاسيرهم و فتاويهم و أفكارهم المتطرفة و أساتذة الجامعات ودعاة الفضائيات وخطباء المساجد والتي تحرض على العنف والكراهية، والوعود بإيصالهم للجنة والزواج من الحور العين، ستبقي قائمة.
فهي من تغذي الطائفية والتمييز بين البشر وغياب العدالة وانتشار الفقر والبطالة، و أنظمة الكفر الديكتاتورية المؤمنة و غير المؤمنة من رؤساء وملوك وسلاطين وأمراء أحزاب سياسية إسلامية و قومجية بحق الانسان في الحياة الكريمة من جميع الطوائف والمذاهب الدينية والسياسية هي من جلبت القتل واستباحة الدم وتمزيق الاوطان في العراق وسورية واليمن وتونس وليبيا ومصر وفلسطين والسعودية والكويت اليوم.

وغدا الاْردن و قطر والإمارات وغيرها من دول الخليج الذي غذت وتغذي التطرّف وتموله وتقمع حرية الناس في الحياة والتنوع الفكري و السياسي. الناس من يدفعون ثمن سياسات ملوك الطوائف الاسلامية القومية والعلمانية، ودعاة القتل وسيأتي اليوم الذي يدفع فيه كل أولئك ثمن جرائمهم و أفكارهم الجهنمية بحق الناس وأوطانهم.