رحلت يا هيثم:(إلى روح صديقي الغالي
هيثم إلياس جريس الدحدل
أعيد نشرها
فذكراه لا تغيب وإن غيب جسدي التراب)
وتتهاوى في عينَيَّ كل أبيات الرثاء، كل كلماته، حتى الحروف تذوب.
صرختي التي صرختُ حين علمتُ كانت مكتومة في صدري، مكتومة من يوم غادرتَ، من الليلة التي اجتمعنا فيها والتقطنا الصور.
كان شيء في أعماقي يوحي إلي أنها غيبة لا ردة منها.
لم تكن محظوظاً في هذه الحياة، لكنك كنت تغالبها.
كنتَ دوماً بحّاثاً عن الحق، طالباً للحياة الأبدية، ترى أن السعادة ليست إلا فيها.
لكن لم يلج خاطري لحظة، أن رحلتك نحو الأبدية ستبدأ باكراً هكذا.
.................................................. ...........................
أحقاً لن يبلغ مسمعي صوتك مرة أخرى؟، لن أرى طيبتك الممزوجة بقهر كتيم؟، لن تُمتعني سخريتك المملوءة مرارة؟
أم إن الشجا يبعث الشجا، والفراق هو الفراق؟
لقد رحلتَ يا صديقي، بعدتَ عن العيون التي أحبتك، لكن ثق وأنت هناك أن القلوب لن يغير حبَّها إياك غيابُك، ولن يصرفها عن ودك فقدانُك.
ذلك أن قدر الطيبين أن يخلدوا في ملكوت القلوب، وأن يعرجوا منه نحو ملكوت السموات.
صديقي ....
ولن يستطيع قلمي أن يخط كلمة الوداع، لأنك معي وإن غُيِّبتَ عن بصري.
لكنني .... لن أستطيع ألا أبكيك.

فقلت له إن الشجا يبعث الشجا ..... فدعني فهذا كله قبر مالك.