جيش الدفاع .. بين نار المقاومة وخذلان " الحريديم "
قلم / غسان مصطفى الشامي


غول وشبح (الدولة العبرية) الأمنية بدأ في العد التنازلي، وفي سلسلة السقوط نحو الهاوية، فقد سجلت المقاومة الفلسطينية الباسلة انتصارات كبيرة على الجيش العدو الذي كان يرفع شعار " الجيش الذي لا يقهر "، فقد قهر هذا الجيش جنرالات الحجارة وأسقطوا نظرياته العسكرية، عندما تطورت المقاومة من الحجر والمقلاع إلى البندقية والصاروخ والمدفع، كما أن أقدام الجندي الصهيوني توقفت عن المشي قدما ولم يعد بمقدورها التحرك فقد أصبحت تجر أذيال الهزائم.. توقفت أقدام الجنود الصهاينة وآلياتهم ومدرعاتهم عند حدود غزة وحدود جدار الفصل العنصري بعد الهزائم المريرة في جنوب لبنان وانسحابه منها وفي قطاع غزة وهروبه في سبتمبر 2005م .
وبين الفينة والأخرى تشتد وتيرة الاحتقان والقلق لدى القادة الصهاينة وهم يبذلون جهدهم الكبير في الحفاظ على منظومتهم الأمنية من الاختراق، فقد لجئوا خلال هذا العام لإحداث أوسع تنقلات داخل المنظومة الأمنية، فقد تمت إجراءات نقل لـ (380) ضباطا صهيونيا في شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية لإعادة تنظيم عمل هذه المؤسسة، فيما شعر الصهاينة بالغضب الشديد من التصريحات التي أطلقها الوزير الأمريكي جون كيري، حينما حذر الدولة العبرية قائلا " إن الازدهار والأمن اللذين تنعم بهما هم وهم مؤقت"، كما أن الأجواء السياسية والأمنية مشحونة في ظل تنبؤات بفشل المفاوضات الجارية مع فريق عباس، وإعلان الصهاينة السيطرة على سفينة على سفينة " كلوز سي " في الخامس من مارس، والتي تعددت الروايات بشأنها حيث كانت محملة بصواريخ مطورة وعدد كبير من البنادق والقذائف، حيث اتهمت إسرائيل أن إيران وراء هذه السفينة التي أرسلت للمقاومة في غزة .
كما أجج غضب الصهاينة وقلقهم من تطور المقاومة في غزة، عندما أعلنت كتائب القسام، وفصائل المقاومة عن تطورات المقاومة الفلسطينية والاستعدادات لأية حرب صهيونية قادمة، وأن هناك العديد من المفاجآت بانتظار العدو في حال فكر بأي حرب ثالثة.
وبسبب التطورات الحاصلة على الأرض يقوم جيش الاحتلال بعمل جوالات ميدانية وزيارات المتواصلات لقوات جيش الدفاع وقادة الاحتلال للحدود مع قطاع غزة من القلق الصهيوني من اشتعال جبهة الجولان، كما قامت قوات الاحتلال مؤخرا بتشديد الحراسات على الحدود مع غزة.
كما عبر حديثا قائد سلاح الجو الصهيوني "شحار شوحاط" خلال مؤتمر أمني عن خشية (إسرائيل) من امتلاك المقاومة في غزة ولبنان لطائرات بدون طيار مفخخة، قد تستخدم خلال أي حرب في المستقبل، بالإضافة لوجود ترسانة من آلاف الصواريخ على الجبهتين ، مشددا على ضرورة التعامل مع عشرات الطائرات بدون طيار على الجبهتين الشمالية والجنوبية، منوها إلى أن الطائرات بدون طيار التي تمتلكها المقاومة يتم التحكم بها لاسلكيا وبعضها صغير يحمل بضع كيلوغرامات وأخرى كبيرة تصل حمولتها إلى مئات الكيلوغرامات.
وبحسب المصادر الصهيونية فإن فصائل المقاومة الفلسطينية أطلقت قرابة 1500 صاروخ في أسبوع واحد خلال الحرب الصهيونية على القطاع عام 2012م، ومما استعدى الصهاينة في التفكير في تطوير منظومة القبة الحديدة لتكون قادرة على تغطية المجال الجوي بشكل كامل، حيث تبذل فصائل الفلسطينية جهدا كبيرا في تطوير منظومة المقاومة ووسائلها بحيث تكون قادرة على الوصول إلى أهداف مركزية للاحتلال لتكون على رأس الأهداف في أية حرب جديدة.
كما تمكنت المقاومة الفلسطينية حديثا من السيطرة على طائرة استطلاع سقطت في رفح، وهي الطائرة الثانية التي سقطت خلال هذا العام، ويعد هذا الأمر تطور نوعي في سلاح المقاومة الفلسطينية التكنولوجي، فيما اعتبر الصهاينة أن ما حدث أمر خطير و تحسب له قيادة الجيش الصهيوني ألف حساب، خاصة أن هذا التطور له ما بعده في التفكير في إرسال طائرات استطلاع تابعة للمقاومة للمناطق الصهيونية، والقدرة على التصدي الدائم لأية طائرات صهيونية تخترق المجال الجوي على حدود القطاع ..
أما الجبهة الداخلية في جيش الاحتلال فهي تتعرض للتصدع جراء الأزمات الداخلية للجيش، والانهيار الأخلاقي الذي يعيشه الجيش بسبب انتشار المخدرات والممنوعات وسط الجنود، فضلا عن عدم الالتزام بالكثير من القرارات التي تصدر من قيادة الجيش، كما تطفو على السطح بين الفينة والأخرى رفض آلاف اليهود المتشددين " الحريديم " الخدمة في الجيش وهم يخوضون صراعا كبيرا لمنع تمرير قانون التجنيد على الكنيست، حيث قام قرابة 100 ألف يهودي مؤخرا بتنظيم مظاهرة وسط مدينة نيويورك الأمريكية يعبرون عن رفضهم لقانون التجنيد.
في ظل التطورات الحاصلة على صعيد المقاومة، تبقى خيارات الحرب على قطاع غزة تمثل تحديا كبيرا أمام جيش الاحتلال، وقد تفتح عليه أبواب جهنم وقد يحدث ما لا يتوقع في مواجهة الحرب وصد الهجمات الصهيونية عن القطاع.

إلى الملتقى ،،

قلم / غسان مصطفى الشامي