|التعاون الاوربي الصفوي ضد الدولة العثمانية |

بعد وفاة الشاه محمد خدابنده ( 1578-1587 ) خلفه ابنه عباس الكبير الذي يعد من القادة الأقوياء وقد تطورت إيران في زمنه أدرك الشاه عباس بأن لا قبل له بمواجهة العثمانيين الا بتأسيس جيش مجهز فأقدم قائد جيشه ( وردي خان ) علي تأسيس وتجهيز جيش حديث مستعينا بالأوروبيين الذين كانوا في قتال وصراع مع العثمانيين الاقوياء أصحاب المدافع المتطوره ...

في السنوات الأخيرة من القرن السادس عشر جاء إلي إيران من بريطانيا السير أنطوني شيرلي وأخوه السير روبرت , وكان في حاشيتهما رجل خبير بصب المدافع فانتهز الشاه عباس الفرصة واستعان بالرجل لتجهيز جيشة بالمدافع القادرة علي مجابهة المدافع العثمانية التي كانت تعد في ذلك القرن أعظم مدافع العالم علي الإطلاق ...

وفي عام 1602 بدأ الشاه يشن غارته علي التخوم العثمانية وبعد سنتين استرجع مدينه تبريز بقوة مدافعه الجديدة ( عاصمة الصفويين الاولي والتي سقطت في يد العثمانين بعد معركة جالديران ) , ثم صار من بعد ذلك يكسب النصر تلو النصر حتي تمكن عام 1623 من فتح بغداد بعد حصار دام ثلاثة أشهر أكل الناس فيها الأطفال وبلغت قيمة الحمار ألف أقجة *

والظاهر أن الشاه عباس فعل ببغداد مثلما فعل الشاه إسماعيل الصفوي قبله وربما زاد عليه ايضا فقد هدم مره أخري قبر الامام أبو حنيفه – رحمه الله – والشيخ عبد القادر الجيلاني ثم وزع دفاتر لتسجيل أسماء أهل السنة من سكان بغداد بقصد القضاء عليهم جميعا ولو لم يتدخل السيد دراج كليدار الحسين لنفذ الشاه ما أراد فقد كان هذا السيد ذا جاه لدي الشاه واستطاع أن يشفع للكثيرين من أهل السنه وسجل أسمائهم في دفتره باعتبارهم من محبي أهل العبا – أي من الشيعة – فأنقذهم من القتل ...

وساهمت تلك الحروب التي قادها الشاه عباس ضد الدولة العثمانية في إضعافها وتشتيت جهدها عن مواجهة أوربا وكان للشاه عباس اتصالات مع الجانب الأوربي فقدم عروضا للآسبان عن طريق البنادقه كي يتقاسم أراضي الدولة العثمانية معهم فتحصل الأولي علي الجزء الأوروبي وتستأثر الثانيه بالآسيوي ولم يكن هذا العرض سوي أحد العروض الكثيرة التي حملها السفراء الايرانيون ..
------------------------------
* أقجة : وحدة نقدية فضية مغولية وظلت مستعملة ومعناها الضاربة إلي البياض

المصادر :

- عبد الحسين نوايي , وعباسقلي غفاري فرد – تاريخ التحولات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية في إيران عهد الصفوية.

- عباس العزواي – تاريخ العراق بين احتلالين.

-محمد عبد اللطيف هريدي – الحروب العثمانية الفارسية وأثرها في انحسار المد الإسلامي عن أوربا.

من :

[ الصفوية التاريخ والصراع والرواسب - مركز المسبار ]
________________________
الصورة : السير أنطوني شيرلي السفير البريطاني لدي الدولة الصفويه في عهد الشاه عباس الكبير .

* ع *




نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي