كل عام وحواء بخير


محمد ناصر نصار

غدا الثامن من آذار مارس اليوم العالمي للمرأة مناسبة تحتفل بها المجموعات النسائية في العالم ، على إثر عقد أول مؤتمر للاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي والذي عقد في باريس عام 1945 وتُحتفل أيضا بهذا اليوم في الأمم المتحدة ، كتكريم للمرأة في العالم لما تقدمه من تضحيات وواجبات لمجتمعها فهذا اليوم لم يأتي منحة بل إنتزعته المرأة الغربية بعد سلسلة طويلة من الإحتجاجات في أمريكا و أوربا نتيجة التمييز بين الرجال والنساء في العمل والوظائف والحياة الإجتماعية ، وليس فقط في العالم الغربي المرأة تعاني قديماً أو حديثا بل أيضا في المجتمعات العربية والدول النامية فالمرأة تمتهن حقوقها السياسية والإجتماعية والإقتصادية .
لطالما ساهمت المرأة على مر العصور جنباً إلى جنب مع الرجل في بناء الأمم والحضارات فهي الأم النواة الأولى للمجتمع من حيث التربية والتهذيب وشاركت الرجل في السلم والحرب وتساوت أحيانا معه في بعض النظم مع بعض الإختلافات والفروقات في قضايا أخرى فالتاريخ مليء بالنساء اللاتي تقلدن العروش وحاربت مع الجيوش فتلك حتشبسوت و بلقيس وشجرة الدر وجان دارك والكثير من النساء على مر التاريخ ساهمت بشكل مؤثر في الحياة السياسية والإقتصادية والإجتماعية ، وكانت في بعض الحضارات يؤخذ رأيها و إستشارتها وقد يكون لها بعض السلطات في النظم القديمة ، وكثيراً من النساء كافحت وناضلت ضد الاستعمار والاحتلال لبلادهم فتلك جميلة بو حريد الجزائرية المقاتلة ، وليلي خالد الفدائية العنيدة .
المرأة الفلسطينة هي مثال لكل نساء العالم فهي الأم التي قدمت الشهداء والأسرى وصابرت ورابطت واحتسبت لم تتوانى ولم تلين عن درب تحرير فلسطين فهي تعلم الطريق طويل فلقب خنساء فلسطين تداول على نساء قدمن أربعة وخمسة شهداء فأم رضوان الشيخ خليل قدمت خمس شهداء وغيرها الكثير ، ومن نساء فلسطين من لها عدة أبناء أسرى في السجن ومن نسائنا من تقاوم ظلم الإحتلال والمستوطنين فهي تدافع عن بيتها وأرضها وأبنائها ، فالكثير منهن سقط دفاعاً عن فلسطين شهيدات وشاهدات على ظلم الإحتلال كوفاء إدريس وأيات الأخرس وريم رياشي وميرفت مسعود ومنهن من عانت ويلات الأسر وسطرت ملحمة إسطورية فمن تصنع الحياة في السجن وتلد في السجون وتقارع التعذيب الجسدي والنفسي فهي أحق بالخلد في التاريخ الإنساني .
المراة الفلسطينة تألقت في كثير من المجالات السياسية والإقتصادية والأدبية والعلمية وأصبحت نتافس نظيراتها على المستوى العربي والعالمي لكن ما زال مجتمعنا الفلسطيني يعاني من مشاكل متعلقة بقضايا المرأة والتي لا أنكر أن الدول المتقدمة تعاني منها لكن بنسب أقل ، فالشراكة السياسية للمرأة ضعيفة ، وهناك بعض الحالات للنساء المعنفات في المجتمع وحرمان المرأة من الميراث أو الزواج او من ممارسة حقوقها الطبيعية في بعض المجالات ، لذا يجب على الجميع ان ينظر بنظرة موازية للرجل والمرأة في مرحلة البناء فلا يمكن ان نستثنى المرأة لا في النضال نحو التحرر ولا في البناء المؤسساتي للدولة الفلسطينية فإحترام المرأة وتقديرها وتميزيها سينعكس بالـتاكيد على النسيج المجتمعي والبناء المؤسساتي .