القنابل الموقوتة !!
إن كانت الفضائيات السيئة قنابل .. فإن مجموعة (إم بي سي) قنابل ذرية!!
شاهدت (لقطة) عبر إحدى القنوات التي تستخف دمها .. وكانت قصيرة مجرد مشهد للفنان (المالكي) وهو يتحدث مع زوجته .. وكانت تحدثه عن ابنهما (شحط) المختل عقليا .. في ذلك الحوار القصير :
هددها بالضرب .. وشمرت هي – وزأرت – استعدادا للرد بالمثل .. وتلقى الأب ضربة بحجر صغير من (نبيلة / نبيطة) ابنه .. ووضع الأب سيجارة في فمه .. وقال أنه يريد أن يصاب بالسرطان - التدخين يسببه – وانتهى المشهد بمضاربة بين الأب والابن!!
مشهد واحد فيه كل هذه(البلاوي)!! وكعادة الفن الاختباء خلف (الجنون) أو (الحلم) – حلم النائم الذي رفع عنه القلم،مثل المجنون تماما – هذا المشهد أعادني إلى مقالة كتبتها تحت عنوان (القنابل الموقوتة) .. وهذا هو بنصه :
لم أعلم أنني أحبكم إلى هذه الدرجة!! أي إلى درجة(إقامة الحجة)!! أم أنه الوجه الآخر للمحبة؟!! لا أعتقد أن هذه مقدمة جيدة ..
لنقل أن هذا الأسطر كان نتيجة (طعنة) من خنجر الإحساس بالغربة .. لا. الإحساس بالغربة لا يشبه (الطعنة) .. إنه أقرب إلى ما عبر عنه الشاعر بدر شاكر السياب بقوله :
وتغرقان في ضباب من أسى شفيف .. دفء الشتاء فيه وارتعاشة الخريف ..
والموت والميلاد والظلام والضياء .. فتستفيق ملئ روحي .. رعشة البكاء ..
الإحساس بالغربة يشبه ما يقوم به بعض المخرجين بتصوير "الظلام"حين يسيطر على "النور"فيولد شعورا يشبه ذلك الشعور الذي تولده لحظات الغروب وما ترمز إليه من التلاشي والانتهاء.
أعتقد أن عبارة (إقامة الحجة) جامدة بعض الشيء ..- التنبيه أقرب - ولكنها تعبر بشكل جيد عن انتماء كاتب هذه السطور إلى عالم آخر غير هذا(الواقع).
يبدو أنني مضطر لإفشاء (سر) يعبر تماما عن قصدي من العبارات الأخيرة .. قبل فترة نقل إليّ ولدي الأصغر – في الصف الثالث الابتدائي – سؤالا استنكاريا طرحه عليه ابن خالته – في الصحف الخامس الابتدائي – والسؤال يقول بعد إعادته إلى الفصحى :

- أتضعون "رقما سريا"- تشفير - لقناة الجزيرة الرياضية؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

والإجابة .. نعم .. بل وكل قناة يحتمل أن تعرض العداءات أو السباحات .. إلى آخر العاريات .. على أقل تقدير أرفض أن تكون تلك المشاهد ضمن الأمور (العادية) التي تمر عبر نشرات الأخبار الرياضية،حتى في القنوات الإخبارية .. وهذا الأمر رغم (رجعيته) إلا أنه يظل ضمن الحرية الشخصية كما أحسب..
يبدو أن هذا الشهر هو شهر (الغربة) بالنسبة لي .. ولعل الغربة استغلت (مرضي) لتغرس أنيابها .. أو تلقي عليّ بغلالتها الشفيفة!!
كنت أركب مع ولدي .. وفجأة (عكس السير) ليختصر الطريق !!!!!!!!!!!!!!! لا تعليق رغم أنني (علقت) حينها.
ثم كنت مضرجا بما أعانيه – والحمد لله على كل حال،ونعوذ بالله من حال أهل النار – وكانت أصوات بعض صغار الأسرة تصلني في غرفة نومي .. حين نمى إليّ صوت (صغيرة) – لم تتجاوز السادسة – وهي تقص شيئا رأته – فيما يبدو – على التلفاز .. ثم قالت :
(وباسو بعض .. عادي)!!!!!!! التعجب من عندي
وقبلها استمعت إلى (غلام) – في الصف الأول المتوسط - يحكي قصة فيلم أو مسلسل .. ويقص كيف أن (المرأة) تظاهرت بالإغماء إلى جوار المسبح .. ليحملها البطل!!!!!!!
من السهل الحديث عن (الشغالات) وسماحهن للأطفال بمشاهدة التلفاز معهن .. ولكن الواقع أن المجتمع يبدو قليل الاهتمام بما يشاهده الأطفال .. في الغرب معلوم أن هناك أوقات مخصصة لأفلام (الكبار) أما نحن .. وفي مجتمع أطفاله لا ينامون مبكرا كما ينبغي .. فالوضع شديد الاختلاف .. ومع ذلك فإننا نستطيع أن نذكر أنه تم اكتشاف مجموعة من (الأطفال) – في بريطانيا – اتفقوا فيما بينهم أن يسهر أحدهم ليسجل أفلام(الكبار) ثم يشاهدونها فيما بعد!! كما نذكر بدراسة أجراها أحد الباحثين – أمريكي على ما أحسب – ذكر فيها أن (الأطفال) أصبحوا (يبلغون) مبكرا!!
وأخيرا نأخذ "لقطة"من دراسة للدكتور مصباح كامل، ألقاها في مؤتمر عن (الإعجاز العلمي في القرآن والسنة) – أقيم في الكويت قبل سنوات – ومما جاء في تلك الدراسة ..
((إذا كنا ننقل الآن قول الغرب فليس على سبيل الاستشهاد بهم ولكن لنرى ماذا فعل بهم وماذا هم يفعلون بالعالم، { ذكر بعض الإحصاءات الغربية عن الاغتصاب وحمل الفتيات الصغيرات، والأمراض الجنسية } نتيجة – هم يقولون ذلك – نتيجة الاندفاع في مشاهدة المشاهد الجنسية المثيرة، كما يقولون أن موضوع الشذوذ ليس موضوع وراثي فقط، وليس تغير في الجينات، ولكنه موضوع يخضع إلى تعرض النشئ في مرحلة مبكرة لمثيرات جنسية))
وقبل أن يقول قائل أن صغاره لا يشاهدون إلا قناة (سبيس تون) للأطفال .. فإننا نردد المثل الشعبي :
- ما أخس من قديد إلا عسفان!!!
فلو أن باحثا رصد عدد القتلى والمنتحرين في مسلسل واحد هو (المحقق كونان) لرأى عجبا .. أما عبارات (الضرب) و(القتل) و (التدمير) .. فحدث عنها ولا حرج ... ولا ننسى سوء الأدب مع الآباء بل وضربهم إذا لزم الأمر!!!!!!

تلوحية الواع :

من رسالة وصلت بريدي : ((العائلة السعودية لما يتابعون فيلم والكل مركزين مع الفلم وفجأة تطلع لقطة \"بوسه \"
كل واحد يصير يدبر شغلة ويصرف :|!
الاخت : تلعب أخوها الصغير كأنها ماشافت شي :*
الأب : صب شاي صب
الأم : نحط العشاء ولا بدري :|
الاخ : ياكل اظافره مسوي ماشاف شي

الشعب السعودي شعب مؤدب))





أبو أشرف : محمود المختار الشنقيطي – المدينة المنورة