فيلم روائي قصير جدا طوله "92" سنة..

القصة والمعالجة.. الاستعمار البريطاني الفرنسي
سيناريو وحوار.. سايكس وبيكو
إخراج.. الهاشميون الجدد
إنتاج.. المشروع الصهيوني الإمبريالي الوظيفي
المنتج المنفذ.. البترودولار الخليجي
بطولة.. التحالف الكومبرادوري البيروقراطي الأمني الأردني

المشهد الأول..

الطائرة تحلق الآن في أجواءِ دولةٍ "نظامها" لا ينافسُ "الشعبَ" على دولةٍ متلكها هذا الأخير وحده، لأنه نظامٌ يفهم أن "الشعب" هو صاحب القرار في اختيار "نظام دولته"، وأنه ليس أكثر من مستخدمٍ لدى الشعب مقابل أجر..

هذه أجواء "دولة مدنية ديمقراطية"، يقودها "نظامٌ" مُنتخبٌ من قِبَلِ الشعب..

"حضرات السادة الركاب مهلا، فالطائرة ما تزال تحلق بعيدا جدا عن أجواء الأردن"..

المشهد الثاني..

نحن الآن في أجواءِ دولةٍ "نظامها" و"شعبها" يتنافسان على "دولةٍ" يمتلكانها معا، ويعترف كلٌّ منهما بشراكة الآخر له في السيادة عليها وفي إدارتها..

هذه أجواء "دولة غير ديمقراطية"، عندما يلتقي "نظامُها المستبد" و"شعبُها" الثائر في منتصف الطريق على برنامج إصلاحي..

"حضرات السادة الركاب انتبهوا، بدأنا نقترب من أجواء الأردن، لكننا لم نصل إلى تلك الأجواء بعد، فنسبة تلوث الهواء ما تزال متدنية، وهي أقل مما هو معهودٌ في الأردن"..

المشهد الثالث..

نحن الآن في أجواءِ دولةٍ "نظامها" و"شعبها" يتنافسان على "دولةٍ" يصرُّ كلٌّ منهما على أنه مالكها وصاحب السيادة عليها، وصاحب القرار الأول فيها..

هذه أجواء "دولة غير ديمقراطية"، عندما يُصِرُّ "نظامها المستبد" على عدم التجاوب مع مطالب "الشعب" الإصلاحية، فيما يُصِرُّ الشعب على تغيير النظام فيها..

"حضرات السادة الركاب أطلوا من النوافذ، الطائرة تستعد للهبوط، إنها تحلق في أجواءٍ قريبةٍ من الأردن، فالتلوث وروائح القمامة القادمة من الأسفل شديدة النفاذ"..

المشهد الرابع:
إننا الآن في أجواءِ دولةٍ "نظامها" و"شعبها" يتنافسان على "دولةٍ" سرقها "طرفٌ ثالث"، فـ "النظام" يُصِرُّ على إدارتها لصالح "السارق"، و"الشعب" يُصِرُّ على استعادتها من ذلك "السارق" عبر تغيير النظام الذي ليست له من وظيفة إلا تأمين "المسروق" لـ "السارق" في عملية "سرقة" متواصلة..

والطائرة تقترب من الأرض..

هذه أجواء "دولة وظيفية مستبدة" يقودها "نظام" يقوم على تحالفات طبقبة داخلية لخدمة أجندات خارجية..

"حضرات السادة الركاب حمدا لله على سلامتكم، لقد هبطت الطائرة بأمان، أهلا بكم في الأردن..

الرجاء وضع الكمامات تجنبا للاختناق أو التسمُم، فنسبة التلوث عالية جدا"..