منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 4 من 4
  1. #1

    أمي يا ملاكي ... بقلم آرا سوفاليان

    أمي يا ملاكي ... بقلم آرا سوفاليان
    ـ صباح الخير يا حبيبي
    ـ صباح الخير يا أمي
    ـ كم الساعة عندكم الآن في الشام
    ـ السابعة صباحاً يا حبيبتي
    - آسفة لآني أيقظتك في هذه الساعة المبكرة لا بد أني أزعجتك
    ـ لا يا حبيبتي فنحن نستيقظ في السابعة إلاّ ربع لأن باص المدرسة يأتي في السابعة والنصف فأمامنا خمس واربعون دقيقة يتم فيها تجهيز حبيبتك آني وأختها كارني للذهاب إلى المدرسة
    ـ هل غيرت حليمة عادتها القديمة
    ـ لا يا حبيبتي فأنا أخلد إلى النوم حوالي الرابعة صباحاً
    ـ أخوك ينهض في السادسة ويتناوب وزوجته على تدبير شؤون أطفاله من أجل المدرسة ويتوجب عليه أن يكون في السابعة على رأس عمله ... ويعود في الخامسة مساءً وزوجته تعود في الرابعة أي قبله بساعة وأولادهم يصلون قبلهم وأتولى أنا استقبالهم وتحضير طعام الغذاء .
    ـ من أجل ذلك أحب سوريا يا أمي فأنا هنا حر ولا رب عمل لي ... ولا يركض خلفي رب العمل والعصا في يده.
    ـ كيف حال أميرتي الصغيرة آني
    ـ مجتهدة في مدرستها ومحبوبة وتدخل إلى الإدارة بدون إذن وتقابل مدير المدرسة باعتباره صديق والدها وهو صديقها بالمعية ... وقدمت بالأمس شكوى ضد طالب في صفها صعد إلى الصف أثناء الفرصة وفتح حقيبتها المدرسية واستعار قلم الباركر الجيل ذو الرأس التيتانيوم وفيه خزان الحبر يكفي لعشرة سنين والذي أهديتها إياه في عيد ميلادها دون أن يعيده
    ـ وماذا فعل المدير
    ـ استمع إليها من الأول إلى الآخر وطلب منها العودة إلى الصف حيث سيتولى لاحقاً التحقيق بالموضوع ... ولكنها رفضت العودة إلى الصف إلاّ بصحبة قلمها بحجة أن والدها سيتهمها بالتقصير والتفريط بهدية عيد ميلادها.
    ـ وماذا فعل المدير
    ـ صعد الى صفها منفرداً وعاد ومعه قلمها ...
    ـ وكارني
    ـ كارني لا زالت تخاف معلمتها فلقد تكرر الأمر الذي كان يحدث لآني مع كارني ... موشح البكاء الصباحي وأنا لا أحب المدرسة و أريد أن أبقى في البيت ... والتمارض ومحاولة التقيؤ ... نفس المعلمة الملقبة بـ هتلر الصف الأول الابتدائي تصرخ وترهب وتضرب الأطفال وتقمعهم وتجلس مرتاحة هانئة في حين يحبس الأطفال أنفاسهم.
    ـ لماذا لا تتحدث مع المدير بشأنها ... لماذا لا تؤلب الأهالي ضدها ...
    ـ لقد فعلت كل ذلك منذ سنتين وعندما كانت آني في الصف الأول عندها ولم أصل إلى أي نتيجة ... فهي مدعومة من أعضاء مجلس إدارة المدرسة
    ـ عفواً نسيت لأن كلمة الدعم هذه تم إسقاطها من مفرداتنا هنا في كندا ومنذ فترة زمنية بعيدة نسبياً تسبق وصولنا .
    ـ ما أخبار شقيقك الأصغر
    ـ على حاله يصطحب معه كيس الأدوية أينما ذهب وهو غير مقتنع حتى اللحظة بإجراء العملية
    ـ وأختك
    ـ لا زالت تعمل في نفس المهنة الشاقة الصحـــافة وبالراتب المهزلة الذي يقدم لكل الإناث لدينا على اعتبار أن للمرأة من ينفق عليها وهذا مبرر كاف لنبخسها حقها وندعها تعمل مقابل أجر لا يقيم بالأود والحجة هي نفسها ... هذه هي الحال وهذا هو وضع الرواتب هنا وأنا أعرف فتاة تعمل لدى طبيب أسنان بـ 3000 ليرة وأراها في الصباح وأراها في المساء وتتأخر أحياناً دون أن يتكرم مخدومها بتوصيلها مع العلم بأنه يملك سيارة دفع رسم رفاهيتها أكثر بكثير مما سيمن به على ممرضته طيلة سني استخدامها و التي تعمل لديه من الصباح حتى المساء وتودعه متأخرة وهي تحمل كيس القمامة بيسراها أيضاً، ومرة فاتحته بالموضوع بناءً على طلبها فقال لي هذا يتفق مع الرواتب المتعلقة بهذا الشأن هنا في بلدنا ولا يمكنني الخروج عن القاعدة حتى لا تطمع علـيّ .
    ـ بلغ أختك بأني أرسلت لها هدية نقدية بمناسبة عيد الأم تصلح لاستبدال برادها تبريد الهوا يلي آكل هوا ... أرجو أن تزوروها باستمرار يا آرا لأن خاطرها مكسور بوفاة زوجها وكذلك أولادها.
    ـ أقبلك يا حبيبتي ولا أريد أن أكلفك فأنت المتصلة ولابد أن أجور المخابرات الدولية من كندا أغلى بكثير من الشام
    ـ لا تفكر بذلك يا حبيبي فأنا دوماً أشتري بطاقة مسبقة وسينقطع الاتصال تلقائياً بعد نفاذ قيمة البطاقة وراتبي التقاعدي يكفي للإحاطة بكل ذلك ... فأنا وفي هذا العمر لا هم لي إلاّ أولادي ... وأخوك هنا لا يقصر ... وأنا لا ينقصني شيء
    إلاّ أن أراكم سعداء
    ـ أعطني أم آني أريد محادثتها أريد أيضاً التحدث إلى الصغيرتين ... أوصيك خيراً بأختك وأخيك وزوجتك وأهلها
    ـ كل عام وأنت بخير يا ماما فعيد الأم على الأبواب .
    ـ وأنت بخير يا حبيبي فعيدي هو انتم ... وأملي وكل حياتي.

  2. #2

  3. #3
    محاضر ومسؤول دراسات عليا في جامعة القاضي عياض، المغرب
    تاريخ التسجيل
    Jun 2009
    الدولة
    المغرب
    المشاركات
    1,497

    الأم ملاك حقا
    بما ملكها الله عز وجل من أسرار الإسعاد
    أَسْرِي سَقَى شِعْرِي الْعُلا فَتَحَرَّرَا = وَرَقَى بِتَالِيهِ الْمُنَى فَتَجَاسَرَا

  4. #4
    ما أعز الأم وما أكرمها , شكراً لهذا الموضوع , وسلمت يداك ,
    أخوك غالب أحمد الغول

المواضيع المتشابهه

  1. درب يسد وما يرد...بقلم آرا سوفاليان
    بواسطة arasouvalian في المنتدى فرسان المقالة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 01-03-2014, 05:10 PM
  2. جيراير سوفاليان... بقلم آرا سوفاليان
    بواسطة arasouvalian في المنتدى فرسان الفني
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 06-25-2013, 02:35 AM
  3. ويتكرر ذلك في كل فصح ... بقلم : آرا سوفاليان
    بواسطة arasouvalian في المنتدى فرسان المناسبات
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 06-05-2013, 03:23 AM
  4. الأضاحي...بقلم آرا سوفاليان
    بواسطة arasouvalian في المنتدى فرسان المقالة
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 10-29-2012, 06:54 AM
  5. ثمن الرأفة... بقلم آرا سوفاليان
    بواسطة arasouvalian في المنتدى فرسان المقالة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 04-07-2012, 07:34 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •