‎| مودود بن التونتكين - عملاق في زمن الاقزام [ 1 ] |

غالبا عندما تأتي كلمة الحروب الصليبيه يقفز الي الذهن مباشرة بطل حطين الامير الكردي الناصر صلاح الدين الايوبي – رحمه الله - واذا يسر الله الامر فـ نور الدين محمود و ابوه عماد الدين زنكي – رحمهما الله – ولكن كان هناك رجالا مخلصين مجاهدين سبقوهم في ميادين الجهاد ضد الصليبين بمفهومه الاسلامي الخالص بما تحمله الكلمة من معني وليس هذا النوع من الجهاد الدنيوي من أجل الرياسه والاموال والمجد الشخصي الزائل , وكان من أبرز هؤلاء الرجال العظماء صاحب حكايتنا الامير شرف الدولة مودود بن التونتكين أمير الموصل هذا الرجل الذي في عهده أصبح الصليبين في موقع الدفاع بدلا من الهجوم والتي كانت حياته كلها تتمحور حول قضيه واحده هي متي يتوحد المسلمين تحت رايه واحده ويستعيدون الاراضي الاسلاميه المغتصبه ولا سيما المسجد الاقصي من الصليبين منذ حملتهم الصليبيه الاولي علي الشام وبيت المقدس......

وكانت الموصل تتبع السلطنه السلجوقيه السنيه القويه التي تسيطر سياسيا علي الخلافه العباسيه وكانت الموصل قبل مودود تحكم من قبل شخص يدعي ( جاولي ) وكان رجلا ظالما طاغيه خائن للقضيه الاسلاميه وكانت له مطامع إنشقاقيه شخصيه واراد ان ينشق بإماره الموصل عن السلطنه السلجوقيه فكلف السلطان السلجوقي ( محمد بن ملك شاه ) الامير مودود بإستعاده الموصل من جاولي ونجح مودود في ذلك وخلع جاولي وسيطر علي الموصل و ساس مودود رعيته بالعدل والانصاف والتزم بتعاليم الدين ونظم الصدقات وأمر بالمعروف ونهي عن المنكر فشاع الخير في كل مكان من أرجاء ولايته فأحبه الناس حبا شديدا وامتلك مودود بعدله القلوب والعقول ورسخ في قلوب الموصليين فكرة الجهاد الاسلامي في سبيل الله ترسيخا كبيرا جدا , ولكنه كان ينتظر الفرصه بفارغ الصبر وبالفعل جاء الامر من السلطان السلجوقي لمودود بالانطلاق والتحرك والجهاد ضد الصليبين ولكن الي اين ؟ الي إمارة الرها الصليبيه الحصينه ماذا فعل مودود هذا ما سنعرفه في المنشور القادم إن شاء الله ....

تابعونا ...

* ع *
See Translation


نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي