آخ منك يا أبو حميد البببيلي...بقلم آرا سوفاليان
لا بتكل ولا بتمل مع انك شامي عتيق ولكن الظاهر انك ما بتهمك الأمثال الشامية "آل دبّور وهدّا على مسن فـ الّو سن كنّك بتسن" ياما علقنا أنا وياك شيء بتئلي شهداء 6 أيار خونة وبيستاهلو يللي صار فيهون لأنو استعانوا بالغرب...وشيء بتقللي السلطان عبد الحميد آخر خلفاء المسلمين وهو من أشرف الناس وكان الوطن العربي على أيامو بألف خير...طيب رح ارجع عيدلك الموشح مرة عاشرة وانا ما عندي ذرة أمل بأنك رح تقتنع مني...سوى انو رح نزعل من بعض وتطلب مني امحي ايميلك وترجع تطلب مني ان نرجع متل أبل وعفى الله...
يا ابو حميد هدول الوحوش يللي اجو من هضبة منغوليا وعددهم عدد الجراد قضوا على الحضارة العربية والأرمنية والبيزنطية الرومية وأحرقوا مكتبة بغداد ورموا كتبها في دجلة والفرات فتسببوا بتأخير الانسانية ألف سنة يا أحمد...لأن مكتبة بغداد يا أحمد كانت تحوي كتب الطب المتعلقة بأشهر الأطباء العرب والسريان واليونان والارمن...وكذلك كتب الرياضيات الهندسة والجبر والحساب وكتب التاريخ والعلوم والتشريح والفلك والنجوم والفيزياء والكيمياء...تصور يا أحمد نتائج التأخر العالمي لمدة الف عام ...هذا كان سيؤدي لو انه لم يحدث للعثور على دواء للسرطان...في العصور الوسطى كانت مملكة فرنسا تحارب الكوليرا بالمدافع لتعقيم الجوّ واليوم يا أحمد الكوليرا رأسمالها كيس سيروم وشوية انتيبيوتيك.
السلطان عبد الحميد يا أحمد كان يحبس الارمن في الكنائس في صاصون وزيتون ويغلق المداخل والنوافذ بالقش ويريق الزفت والنفط على القش ويشعل فيه النار فيموت المختبؤن في الكنائس وتسببت دعاباته هذه بقتل 300 الف انسان ارمني من زيتون وحدها و400 ألف من زيتون وما حولها...وكل ما في الأمر أنه يجب ان تكون تركيا خالية من الأرمن كما تفعل اسرائيل اليوم مع الفلسطينيين وقد تابع الاتحاديون طريق عبد الحميد المجرم...وتقول لي آخر الخلفاء المسلمين...طيب يا سيدي ماذا تقول في انسان يحرق 300 الف انسان معظمهم من النساء والاطفال ...هل كانت تعني له هذه الآية أي شيء وهو خليفة المسلمين { من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا }
المسلم يا أحمد هو من اسلم وجهه لله تعالى فهل أسلم عبد الحميد وجهه لغير الشيطان...نساء وأطفال قضوا اختاقاً لا يعرفون أي ذنب ارتكبوا...كان وحشاً ضارياً لا يتميز عن آل صهيون في شيء...كان مبتغاه طرد اصحاب الارض الاصليين وتشريدهم وابادتهم...فهذه يا أحمد ارض الارمن التاريخية لأنه وفي الكتب الاسلامية ورد ما يلي: في الشرق بلاد فارس وفي الغرب بلاد الروم وفي الوسط بلاد الأرمن... وكان الاتراك في بلادهم منغوليا... مملكة أرمينيا وبلاد الأرمن وقد ورد هذا الاسم في الكتب الأسلامية آلاف المرات، هذا ما كتبه أجدادك يا أحمد في كل كتبهم وعلى اختلاف أهوائهم ومشاربهم.
لقد عثر الإسرائيليون في شمال فلسطين "يجب ان تحترمني يا أحمد لأنه لم أسمّي فلسطين إلا بإسمها ولم أشذ عن هذه القاعدة مرة واحدة في حياتي" لقد عثروا على مصكوكات ذهبية أرمنية عليها صورة الملك ديكران الكبير...وقد ذكرت ذلك في إحدى مقالاتي فأقمت الدنيا ولم تقعدها متهماً إياي بأني أطالب بسوريا وفلسطين باعتبار الدولتين أراضٍ أرمنية وقد استغربت من هذا الخيال الجامح فأنا لم أقل ذلك وانت قولتني ما لم أقله...كل ما في القصة ان كتبنا تقول بأن فتوحات الملك ديكران الكبير وصلت الى فلسطين، وجاء الإسرائيليون فأثبتوا ذلك، وتجد في رأس صفحتي على الفيسبوك صورة لهذا المصكوك لا أكثر ولا أقل.
تقول في أول تعليق لك:
أحمد الببيلي : صرعونا الله وكيلك .. عايشين أحسن من كل الناس ومكرمين بكل الدول ودولتهم بدأت في خوض الحروب مع جيرانها
منذ 10 ساعات · أعجبني
يا أبو حميد أنت تقصد الحرب على أذربيجان وقضية ناغورنوـ غاراباخ... للمرة العاشرة أقول لك ان سبب المشكلة هو ستالين...فلقد طلب خارطة الاتحاد السوفياتي بعد أن شرب زجاجة من الفودكا ورسم بقلم الكوبيا خط فصل به ناغورنو عن الوطن الام ارمينيا بحجة إجراء تمازج اقليمي بين شعوب الاتحاد السوفياتي وبهذا الاجراء الصبياني فصل نصف مليون ارمني كانوا يعيشون في ارمينيا ووضعهم في حضن أذربيجان، وعانى هؤلاء الأمرين وخاصة بعد انهيار الاتحاد السوفياتي لأن أصول الأذريين اتراك وشربوا الحقد على الارمن من الاتراك...ذهب وفد لمقابلة حيدر علييف يطلب استعادة جرة القلم هذه بعد انهيار الاتحاد السوفياتي فسخر علييف من الوفد وقال ما معناه: ان كنتم رجالاً استرجعوا الاقليم بسواعدكم...ففعل الارمن ذلك وحزن علييف كثيراً حتى مات...والسؤال اليوم ما هو ذنبنا يا أبو حميد...تجليات ستالين على الورق كانت رهيبة وذات تأثير مروع...فلقد هجّر بعض الارمن الى ساخالين فماتوا من الجوع لأن جزر ساخالين هي من الصخر الصلد ولا تعيش فيها النباتات فلم يتمكنوا من زراعتها فماتوا من الجوع...وهجّر بعض الارمن الى سيبيريا فماتوا من البرد، وكانت مكافأة الارمن له اختراع راجمات الصواريخ التي انقذت موسكو من الفناء واختراع طائرة الميغ النفاثة "وهي اول طائرة نفاثة في العالم تم اختراعها من قبل المشير آنستاس ميكويان ووضعت في الخدمة قبل ان يتمكن الاميركان أو الانكليز من اختراع نفاثاتهم" وهذا مكّن روسيا من الصمود ونقل الحرب الى برلين عاصمة الرايخ واحتلالها وتدميرها مع الحلفاء، بالاضافة الى ضخ الكثير من المشيرين والجنرالية والماريشالية في الجيش الروسي وبعضهم حصل على وسام بطل الاتحاد السوفياتي عدة مرات، في حين لم يفعل الاذربيجانيين شيء غير فرض الحجاب على المرأة الأرمنية في غاراباخ في أحسن الأحوال...أما مسألة صرعوا راسنا في التحدث عن قضيتهم فأنت غير مجبر على قراءة ما نكتبه، وإذا كنا قد صرعنا رأسك في قضية ذهب من أجلها مليون ونصف قتيل فعليك ان تحترمنا لأننا نحترم شهدائنا وعليك أن تكتفي بعدم قراءة ما نكتب وبعدم الرد إن قرأت.
اما فيما يتعلق بمقولتك (عايشين أحسن من كل الناس ومكرمين بكل الدول) فسأقول لك السبب مع انك تعرفه...ادخل السجون وفتش فلن تجد أرمني واحد...ابحث في كل مكان فلن تجد أرمني واحد متسول، نحن لم نمد يدنا لا لمنظمات الاغاثة ولي لأيٍ كان، ولن تجد ارمني واحد يرمي أولاده في الشارع، ولن تجد ارمني واحد يغشك أو يسرقك، ولا يوجد بيننا محتالين ولا حرمية وهذا بسبب حافز داخلي له علاقة بالحزب والكنيسة ونتمتع بميزة لا يتمتع بها أحد وهي الآتية: إن تعرفت على مكنسيان ارمني لتصليح سيارتك فستبقى علاقتك به حتى يتوفى أحدكما...وكذلك الخيّاط والصائغ والسائق والدهّان واللحام وبائع السجق والبصطرما والخبّاز والبنّاء والحدّاد والصاجاتي ومخبري طب الاسنان والصديق العادي والجار...فكر أنت يا أبو حميد بالسبب ولا وجود اليوم للبلهاء فكل الناس تعرف المخلص والصادق والماهر من التعليئة والبلهموتية والمتعيش يلي بيغدرك مرة واحدة فقط وبيخسرك الى الأبد بسبب قصر النظر وعدم وجود الحافز ولا الدافع.
أما ردّ السيد أليكسان ديميرجيان فهو رد لطيف ومؤدب كما تلاحظ حضرتك وهو الآتي:
Alexan Demirjian يا سيد احمد مع احترامي لك مو غلط الواحد يتذكر الماضي و يتعلم من اخطائه. لو العرب ما نسيو تاريخهم كانو ما حطوا ايديهم بأيد العثمانيين وعلى فكرة نحنا ما مننسى فضل العرب يللي احتضنونا بأزمتنا مشان هيك دايما" الأرمن بيعملوا جهدهم انه يشتغلوا بأخلاص وأمانة ولهادا السبب هنن مكرمين .
منذ 10 ساعات · أعجبني · 1
ويأتي ردّك على أليكسان غير متوازن وغير مقنع ويدل على انك غير مهتم بهذا الجانب من التاريخ بالمطلق، فندنا لك الجزء الثاني منه وسنفند الجزء الأول منه بعد ايراد تعليقك.
أحمد الببيلي: أخي ألكسان الموضوع مو موضوع تذكر تاريخ .. الموضوع أنو بعض أحبائنا الأرمن يطالب بشيء يسمونه أرض الأرمن التاريخية .. وهنن مو متفقين على حدودها .. حتى أن البعض يطالب بسوريا وفلسطين بحجة أن أحد ملوك الأرمن وصل لفلسطين .. هاد الكلام أقل ما يقال فيه إنه خطير أخي ألكسان الموضوع مو موضوع تذكر تاريخ ... الموضوع أنو بعض أحبائنا الأرمن يطالب بشيء يسمونه أرض الأرمن التاريخية .. وهنن مو متفقين على حدودها .. حتى أن البعض يطالب بسوريا وفلسطين بحجة أن أحد ملوك الأرمن وصل لفلسطين .. هاد الكلام أقل ما يقال فيه إنه خطير على الأرمن ذاتهم وعلينا ... العرب وصلوا لإسبانيا وحكموها سبع قرون .. وحكموا بلاد الأرمن .. بل التتار (القبيلة الذهبية) حكموا روسيا وأرمينيا .. فهل يقبل الروس أو الأرمن أن يطالب التتار اليوم بأرضهم التاريخية ..
أنا قلت لأخي وصديقي العزيز آرا مرة : من مصلحة كل الشعوب أن يعيشوا في الحاضر لا أن يرثوا مشكلات الماضي ..
منذ 9 ساعات · أعجبني · 1
يا أبو حميد الله يرضى عليك: الذي نسميه ارض الأرمن هو مجمل المساحة الواقعة بين امبراطورية فارس وبين امبراطورية الروم وهي الارض التي سمّاها أجدادك أرمينيا أو مملكة الأرمن...هذه الارض التي غزاها القادمون الجدد من سهول منغوليا كان فيها في بداية العام 1915 أكثر من اربعة ملايين ارمني...تم تهجيرهم وقتل معظمهم واليوم وبعد 98 سنة على الابادة لم يتمكن الأرمن من تعويض القتلى بالمطلق ولا يوجد في ارمينيا المحتلة إلاّ 75 ألف ارمني يعيشون في استمبول العاصمة السابقة...وهذه الابادة تطبق حرفياً في فلسطين أما حدود فلسطين يا أخي أبو حميد فهي حدود فلسطين التي كانت معروفة قبل وصول بني صهيون...هذا الامر واضح جداً وسهل جداً واستغرب حقاً أن أحمد بببيلي لا يعرفه...وجاء ويلسون وهو المشهود له بالانسانية قبل أن تعمد أميركا الى قلب ظهر المجن وتغليب المصلحة على الحق...جاء ويلسون ورسم حدود ارمينيا فرفض الحلفاء الاقرار بهذه الحدود وارمينيا اليوم صغيرة جداً أقل من 30 ألف كم مربع هي ارمينيا السوفياتية السابقة وبالمقارنة فهي تشبه استقلال محافظة كالسويداء عن سوريا لا سمح الله وتشكيلها دولة.
أما مطالبة بعض الأرمن بسوريا وفلسطين كما تقول في تعليقك فهو شطحة خيال مريخية وانت تقصدني بذلك في تعليق قديم لك على احدى مقالاتي في سيريا نيوز وبقي أن تبرهن أنني قلت ذلك وهذا سهل جداً لأن ذلك يفترض ان يكون مكتوب في متن المقالة وعليك بالبحث عنها واثبات وجهة نظرك...أنا قلت ان الاسرائيليون عثروا على مصكوكات الملك ديكران الكبير في عكا وهذا لا يعني أنني اطالب بسوريا وفلسطين...هذه شطحة خيال من الحجم العائلي يا أبو حميد الله يسامحك...
أما بالنسبة لقولك: من مصلحة كل الشعوب أن يعيشوا في الحاضر لا أن يرثوا مشكلات الماضي ... فأرجو من حضرتك اقناع الشعب العربي الفلسطيني بذلك قبل اقناع الارمن!
ويأتي رد السيد أليكسان ديميرجيان راقي جداً وهو:
Alexan Demirjian اولا" انا كتير بتشكرك لأنك ذكرت كلمة احبائنا اما كل شي كتبته بعدين فيه مبالغة وهادا الحكي مرفوض من كل الارمن سوريا مهد الحضارات والها تاريخها وشعبها .واراضي ارمينيا الغربية محتلة من قبل تركيا متل ما سلخت اراضي اللواء من سوريا .
منذ 9 ساعات · تم تعديل · أعجبني · 2
وبالنسبة لحرص الارمن على أرض سوريا فهو حقيقة مؤكدة وليس خيال بمعنى انت في جهة والارمن كلهم في جهة أخرى فيما يتعلق بهذه الناحية واليك البرهان.
كان جيش الانتداب الفرنسي على سوريا يحتوى على الكثير من الضباط الارمن المتطوعين والذين لم يجدوا سبيلاً للحياة الكريمة إلا التطوع في الجيش بعد ان خسروا مالهم واراضيهم وبلدهم وكل ما يملكون...ولأن مخارج الحروف في اللغة الفرنسية تلائم مثيلاتها في اللغة الأرمنية فلقد تعلموا اللغة الفرنسية وأجادوا التحدث بها...ولأنهم تطوعوا في البداية كجنود عاديين فلقد تحول الكثير منهم وتدرّج في سلم الترفيعات ووصل بعضهم الى رتبة جنرال...وهؤلاء يا سيدي عانوا الأمرّين من خيانة الحلفاء للقضية الأرمنية وكرهوا الاتراك بعد الابادة كره الموت...وعندما قرر الحلفاء منح تركيا لواء اسكندرونة للأتراك مقابل صفقة معروفة مع اتاتورك تتضمن تخلي تركيا عن لواء الموصل الغني بالنفط لبريطانيا ومبادلته بلواء الاسكندرونة، انتدب المندوب السامي الفرنسي ضباط فرنسيين منهم بعض الأرمن لترسيم الحدود...وحدثت خيانة وشطط في الترسيم كان من شأنه ضياع كسب ونصف اللاذقية...فتولج الضباط الارمن المهمة وأوقفوا الترسيم وذهبوا لمقابلة المندوب السامي الفرنسي في بيروت وقالوا له: كسب هذه فيها الكثير من الفلاحين الأرمن واللاذقية هذه فيها الكثير من العرب الفقراء الذين يعيشون من زراعة أراضيهم...وإن الشطط في ترسيم الحدود سيترك ارمن كسب في حضن جلاديهم فتتم ابادتهم وسيؤدي الى طرد الفلاحين البسطاء في شمال اللاذقية وما حولها ليتم تهجيرهم...وقالوا للمندوب السامي الفرنسي: فرنسا وخلافاً لكل الوعود لم تقدم شيئاً للقضية الارمنية والأرمن قدموا ما تبقى من دماء شبابهم لنصرة الحلفاء...والآن بإمكانك أن تفعل شيئاً لما بقي من الارمن...وفي صحوة ضمير مفاجئة أمر المندوب السامي الفرنسي بتبديل فريق ترسيم الحدود من الفرنسيين وترك الضباط الأرمن الذين استطاعوا استعادة كل الاراضي التي حدث فيها شطط وكانت ستضيع وتذهب مع ما تحتويه للأتراك...وفي أول زيارة لسوريا قام الرئيس الارمني ليفون بيدروسيان بوضع كافة الاسماء وكافة الوثائق وصور المحاضر بين يدي سيادة الرئيس الراحل حافظ الأسد...وقد تم منح الشعب الأرمني في سوريا بعد الاستقلال وثائق الهوية الوطنية والجنسية كبادرة محبة مواجهة لبادرة الاخلاص هذه وبالتالي يا أبو حميد الله يرضى عليك فإن الحب يقابل بالحب والاخلاص يقابل بالاخلاص والتضحية بالتضحية وهذا من مبادئ الشريعة الاسلامية والدين الحنيف ونال الأرمن الحظوة والمحبة والاجر الذي يستحقون.
ويأتي هنا ردك على أليكسان ديميرجيان وهو رد يجب تعميمه يا أبو حميد لأنه لا يوجد أرمني واحد يعتقد ان ارض سوريا أو أرض فلسطين أرض أرمنية...صلي على النبي أخي أبو حميد الله يرضى عليك فلا أليكسان ولا آرا سوفاليان ولا أرمني واحد يصدق هذه المسألة.
أحمد الببيلي: وأنا بتشكرك إنك اعتبرت سوريا خارج حدود الدولة الأرمنية.
عبد الحميد أو السلطان الدموي أو السلطان الأحمر لم يكن مسلماً لا بالفكر ولا بالقول ولا بالعمل...لقد تبنى القاعدة المعروفة (لا يمكنك الاستيلاء على وطن شعب آخر بدون ابادته وتهجير من بقي منه) المسلم هو من اقتدى بالرسول محمد صلى الله عليه وسلم عندما قال في معرض محبته للنصارى ولأهل ذمة المسلمين (من أخذ عليهم عقال بعير كنت خصمه يوم القيامة...ومن آذى ذمياً فقد آذاني) المسلم هو من اقتدى بقول الله تعالى جلّ جلاله في محكم تنزيله ((لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ قَالُوَاْ إِنَّا نَصَارَى))
المسلم يا أبو حميد هو من اسلم وجهه الى الله تعالى لأنه سوف يقف يوم الحشر بين يدي الخالق ليسأله بأي ذنب قتلت كل هؤلاء.
المسلم يا أبو حميد هو من يقول لعمرو بن العاص لو جاءك سارق فماذا تفعل به، فيجيب ابن العاص أقطع يده...فيقول له الفاروق رضي الله عنه وإن جاءني فقير من مصر لقطعت يدك.
وهذا ما دأب عليه الخلفاء في التعامل مع الشعوب الواقعة تحت الاحتلال العربي الذي كان رحيماً دوماً...فكيف يكون هذا الغرّ آخر خلفاء المسلمين وهو لا يرقى الى مستوى نعالهم!
المسلم يا أحمد هو سراقة بن عمرو وعياض بن غنم وكلاهما من قادة الثغور وقد عقد عمر بن الخطاب رضي الله عنه لواء فتح أرمينيا للأول ويخلفه الثاني...فوصلوا ولقيوا الأرمن نصارى وقابلوا الملك وخيروه بين الاسلام أو الجزية أو الحرب سجالاً فقال لهم:
بالنسبة لدخول الاسلام: فنحن نصارى وديننا لا يختلف عن دينكم في شيء غير مسألة الصلب وفي ديننا شهدت مريم الصلب وتحدثت مع ابنها وشهد الحواريون الصلب واستمعوا لوصية معلمهم...والقرآن ينفي حادثة الصلب وحادثة الصلب حدثت منذ ستمائة عام فهل عاش كل المسيحيون الذين كانوا قبلنا على ضلال ولماذا يأتي هذا الاثبات بعد ستمئة سنة؟، هذا الاثبات يُلزمكم انتم، لأنه كتابكم، ولا يُلزمنا نحن، لأن لنا كتابنا، وإن كان يلزمنا فهذا يناقض مقوله (لا إكراه في الدين) ونحن لا نجد غضاضة في مسألة الصلب فلقد أذاق اليهود كافة الانبياء كل انواع العذاب وقتلوا بعضهم وحاولوا قتل الرسول صلى الله عليه وسلم ورموا في طريقه أمعاء الخروف وأشياء أخرى...ونجحوا في صلب المسيح وقتله ولكن الله أحياه ورفعه الى السماء.
أما بالنسبة للجزية: فتعالوا نفتح لكم خزائننا...انظروا إنها خالية خاوية...وعندما سألوه عن السبب قال: حرب مع الروم ثم حرب مع الفرس أضاعتا كل مالنا الذي لم يبق منه شيء.
أما بالنسبة للحرب سجالاً: فسوف أحشد لكم جندنا لتحكموا بأنفسكم...وأمر الملك بحشد الجند وخرج الفاتحون لاستعراض الجند فكان كله من النساء...فسألوا الملك أين ذهب جندك؟؟؟ فأجاب: حرب مع الروم ثم حرب مع الفرس أضاعتا كل جندنا الذي لم يبق منه شيء.
قالوا له: العرب لا تحارب النساء.
وأشار الفاتحون على الملك أن يوفد مندوباً لمقابلة الخليفة عمر ابن الخطاب الذي خرج في زيارة للقدس...فأوفد الملك البطريك ابراهام الأرمني وشرح المسألة للخليفة فقال له: ادفعوا الجزية قدر تشاؤون...فأخرج البطريك ابراهام خاتم ذهبي وقال للفاروق هذا ما نملك...فأخذ الفاروق الخاتم وقال: قد قبلت...ضمّوا هذا لبيت مال المسلمين...صدقني يا ابو حميد لو أن الله يعيد الفاروق الى الارض فإنه لن يبق أحد إلاّ على دين الإسلام...لا تحزن من قولي هذا ولا تتألم لأنه الحقيقة بعينها (( لقد أضاع العرب ومنذ أمد بعيد كل القدوة الحسنة ))
أما عبد الحميد المعتوه فهو اول من دق المسمار في نعش العروبة وقسم ظهرها نتيجة فتحه الباب على مصراعيه أمام هجرة اليهود واستعمارهم لفلسطين واليك هذه الاسطر التي لن تسرّك ولك مطلق الحق بالطبع في التحقق بإستعمال الغوغل إرث الذي سيوصلك الى المطلوب وتبدأ قصة فلسطين والاستيطان الصهوني لها من هنا:
وتنادى الصهاينة لعقد المؤتمر الصهيوني الأول Zionist Congress في أغسطس آب من العام 1898 في بازل في سويسرا برئاسة هرتزل الذي كان مستاءً بسبب عدم التجاوب من قبل أثرياء العالم من اليهود.
وتم في المؤتمر وضع الخطوط العريضة وهي البحث عن وطن قومي لليهود وظهرت فكرة أرض الميعاد والوعد الإلهي، وتمت المباشرة بطلب ترتيب لقاء بالسلطان عبد الحميد، وتولى جاويد باشا ترتيب هذا اللقاء مقابل علبة سجائر ذهبية مرصعة بحبات الماس، وظهرت النتائج سريعاً فعلى مدخل مستوطنة بتاح تكفا (فتحة الأمل) يطالعك نصب حجري تعلوه نجمة داوود يدون فيه نحتاً تاريخ إنشاء المستعمرة وهو 1878 عندما كان عبد الحميد في أوج جبروته وكذلك روتشيون ليتسيون التي أنفق البارون روتشيلد في بنائها مائة وخمسون مليون فرنك سويسري ذهبي وكذلك زخروني يعقوب وعتليت وكلهم في فترة عبد الحميد 1876-1908 وازداد عددهم باطراد ثم تضاعفوا إبان حكم الاتحاد والترقي ولكن من كان يجرؤ على كشف الحقيقة أو الادعاء بما يغاير الرواية الرسمية التي تقول بأن السلطان الأحمر هو حامي الحمى وقد وقف حائلاً ما بين اليهود وأرض فلسطين.
ليست المصيبة أن نعيش في التزييف بل المصيبة الأكبر أن نخضع له ولا نسلك أي طريق يذهب بنا الى الحقيقة أو الى الخلاص وهذا هو التقوقع.
وفي زمن الاتحاد والترقي غدر الاتراك بحلفائهم الأرمن الذين ساهموا بشكل فعّال وكبير في التخلص من عبد الحميد وحذا الأكراد حذوهم...واعتمدوا سياسة عبد الحميد ولكن بشكل أعنف وأطلقوا على هذه السياسة اسم الحل النهائي حيث لا يمكن استعمار أوطان الآخرين وسلب أرضهم دون ابادتهم وتشريد من بقي منهم وهذا ما فعلته اميركا بالهنود الحمر وهذا ما فعله الاتراك بالارمن وما فعله ويفعله الصهاينة بالشعب العربي الفلسطيني الذبيح.
هذا كل ما عندي يا أخي أحمد البببيلي وقلته لك سابقاً وأقوله لك اليوم وسأقوله لك في المستقبل، ويمكنك عدم الاهتمام به وركنه جانباً، ولكن تذكر دوماً بأننا لم نصرع رأسك في شيء لأنك غير مجبر على قراءة شيء وأن مليون ونصف شهيد هم ضحايا الإبادة المطبقة من قبل الاتراك ضد شعبي المسالم جديرة بمليون ونصف مقال مشابه والسلام.
آرا سوفاليان
كاتب انساني وباحث في الشأن الأرمني
دمشق 07 03 2013
arasouvalian@gmail.com