الثلج والامتحان...بقلم آرا سوفاليان
اليوم طلبت مني ابنتي بعد الامتحان توصيل صديقتها ومنزلها على طريقنا، وركنت السيارة على اليمين وكان هناك حفنة من المتسكعين كبار وصغار وكل واحد منهم بيده كرة ثلج وكان باب السيارة يفتح والفتاة تهم بالنزول وكانو ينتظرون ان اقلع حتى يضربوا البنت فلم اقلع بل فتحت باب السيارة ورمقتهم بنظرتي المرعبة والتي لا استعملها إلا بالصدفة ونزلت لأكتشف بأنهم طقم من الأندال التافهين الذين لا شغلة لهم ولا مشغلة وهم الآن وبمناسبة عاصفة الثلج يشتغلون بالعالم، وانتظرت البنت حتى دخلت في بنايتها وايديهم جميعاً الى الأسفل لأن نتيجة الضرب معروفة...احيانا اعتقد ان في سوريا تجمع للأندال وقلة أدب وجهل منقطع النظير وان هناك أولاد وشباب لم يدخلوا مدرسة في حياتهم ولم يتلقوا عبارة تأديب واحدة من أهلهم ...والمصيبة ان البعض يضع حجر في وسط كرة الثلج...قضيت فترة لا بأس بها خارج البلد ولم ألحظ ولا مرة واحدة سماجة وقلة ذوق أو قلة أدب اثناء اللعب بالثلج الى هذه الدرجة بل لعب بريء وبين الأطفال فقط...لي صديق من بلودان فقد ابنه الصغير النظر في عينه اليسرى بعد ان طالته كرة ثلجية اثناء خروجه مع والدته من البيت ويحترق قلب والده ووالدته في كل مرة يرون عينه اليسرى التي اختلطت الوانها وفقد النظر فيها الى الأبد بعد ضربة من قبل مجهول تافه يستحق السجن اكثر من الكثيرين الذين يقبعون فيه.
هؤلاء (رماة الثلج) وعلى طول السنين وفي أماكن تساقط الثلج لا أحد يحاسبهم يضربون ويهربون وهناك من يحاجر بالثلج معتبراً كل المارة الذين يمرون من حارته او من امام بيته أهداف مشروعة ...ان زج اي واحد منهم في السجن لمدة سنة كفيل بتأديبهم مدى الحياة.
آرا سوفاليان
كاتب انساني وباحث في الشأن الأرمني
دمشق 09 01 2013
arasouvalian@gmail.com