ارحمونا يرحمكم الله

إن ظاهره التقشر أو الانسلاخ ظاهرة طبيعية في طائفة الزواحف بشكل عام،وتعني سقوط طبقة غير حية غير نظيفة من الجلد،ليحل محلها طبقة أخرى أكثر نظافة صفاء لتزيد قدرتها على امتصاص الحرارة أثناء التشمس،وقد يتم ذلك على مراحل!!واعتقد أن تغير الجلد هو أنسب تعبير يطلق على حالة مصرنا الحبيبة الآن في هذه الفترة الحرجة وما أحوجها إلى استبدال سياسة الأرض المحروقة بسياسة الاستفادة من الكوارث،

فالأولى تعنى سياسة يتبعها نظام مهزوم على أرض سيخسرها،وتعني تدمير الأرض أو الوطن والأملاك وكل مظاهر التحضر أو الحياة،يعني سياسة التخريب انه أما أن أو لا أحد،والثانية تعنى كيف نحول الكارثة إلي شيء ايجابي،فرب ضارة نافعة أو كما يقول المثل الانجليزي الشهير "السحابة الداكنة لابد أن يكون لها شريط فضي" فكفى لطما للخدود وشقا للجيوب عقب وقوع كل كارثة وأهلا بمناقشتها ومعرفة أسبابها واقتراح حلول لها،فلن يستطع أمهر أطباء ألعالم_مهما بلغت عبقريته_ من علاج مريض إذا لم يشخص المرض أولا،كما أن المريض لن يشف من مرضه إذا لم يأخذ العلاج اللازم الذي وصفه له الطبيب.

ولابد أن يتم ذلك بعيدا عن سياسات القنوات الفضائية المعروفة،والتي لا هدف لها منذ قيام ثورة 25 يناير وإلى الآن إلا الإثارة وتأليب الناس على الحكومة وعلى المجلس العسكري،وعلى تليفزيون الدولة وعلى التيارات السياسية الإسلامية من إخوان وسلفيين مع كل طلعة شمس، تخبو تدريجيا ثم ترتفع مرة أخرى وبشكل مقزز وبمبالغة فجة مع نجاح كل مرحلة من مراحل العملية الديمقراطية،وبما يأتيهم من مدد ومساندة تجدد مهمتهم غير المقدسة ممن يريدون حرق مؤسسات الهيبة بالدولة بل حرق مصر كلها،بداية من محاولة اقتحام وزارة الداخلية بما يعرف بأحداث شارع محمد محمود،واقتحام مجلس الوزراء ومجلسي الشعب والشورى،وتخريب وتدمير جزء من ثروة مصر ومقتنياتها العلمية منذ 1798 بالمجمع العلمي المصري الذي انهار بسبب تحريض رخيص من قوى للأسف مصرية،تزعم حبها للبلد وخوفها على شعبها،ولم نر دليلا واحدًا على أنها فعلا تحب هذا البلد وإنما تحب فلوسه وملياراته التي تجمعها بشتى الطرق.

ما هي نتائج مشكلة ضحايا النادي الاهلى في بورسعيد؟!!هل فكر أحدا في وضع حلول لعدم تكرار تلك المذبحة؟!!

وبعد تكرا كوارث القطارات،هل فكر احد في تحويل هيئة السكك الحديدية إلي شركة عامة لها مجلس إدارة محترف ومديرون تنفيذيون تتم محاسبتهم نهاية العام؟أم اكتفينا فقط بإقالة أو استقالة وزير النقل؟

يا سادة الوزير منصب سياسي،أما إدارة هيئة للسكك الحديدية فهو منصب تنفيذي،يجب أن نقدم للرأي العام صورة كاملة عن الأصول الرأسمالية لهيئة السكك الحديدية،ماذا تمتلك،وكيف يمكن تصحيح الاختلال بها،مع وضع جدول زمني لحل المشكلات،افصلوا السكك الحديدية عن وزارة النقل وابدءوا في إصلاحها.

أذكر عندما ذهبت لشراء لاب توب_ جهاز كمبيوتر محمول_ منذ عدة أعوام,فاعجبى جهاز ياباني القطع وماليزي التجميع,وجدت معه كتالوجين أحدهما ماليزي ويتحدث عن أعطال التجميع,والآخر ياباني ويتحدث عن أعطال القطع,فسألت البائع لماذا لم تقم ماليزيا بعمل الكتالوجين مرة واحدة؟ فقال:أن من صنع الشيء هو أعلم الناس بخباياه.

نعم الله الذي خلقنا أعلم بخبايانا،وليس من المنطق أن يتركنا دون كتالوج القطع وكتالوج التجميع مع فارق التشبيه،فالله المثل الاعلي،هل من المعقول أن يخلقنا في هذه الحياة دون أن يعلمنا كيف نتعامل معها؟هل من المعقول أن يتركنا دون أن يعلمنا كيف نتعامل مع أنفسنا؟ ومع أسباب ضعفنا؟إلخ.

الإجابة هي لا بالطبع,والكتالوج هو كتاب الله وسنة رسوله ومصطفاه،

ولكن بعد أن نضع أكثر من خط تحت مقولة رئيس الوزراء البريطاني الأسبق وثعلب السياسة العجوز ونستون تشرشل "الحقيقة جوهرة ثمينة،الكل يبحث عنها،ولذا يجب حراستها بستارة من الأكاذيب،ففي هذا العالم، الحقيقة هي آخر ما يخطر بالبال،إلا إذا توافقت مع المصلحة،وما المبادئ والمثل المُعلنة سوى شعارات ويافطات لتضليل وخداع عامة الشعب"!!!



وائل مصباح عبد المحسن