عيد الخريف عند الأرمن...بقلم آرا سوفاليان
الشعب الأرمني في ارمينيا الشرقية وسابقاً في ارمينيا الغربية المحتلة وكيليكيا التي تم اجتثاث الأرمن منهما ...والأرمن حول العالم في المغترب يحتفلون بعيد جميل هو عيد الخريف...ومن تقاليد هذا العيد حفر ثمار اليقطين ورسم وجوه السحرة فيها وتفريغها ووضع شموع مشتعلة في الداخل تضفي انوار وظلال مخيفة والدوران بهذه الأحمال ليلاً والغناء والرقص وعلى الوجوه أقنعة تنكرية ويتم توزيع الحلوى على كل مجموعة تقابل مجموعة مماثلة قادمة من حيّ آخر في مسيرها المؤدي الى الساحات العامة الرئيسية حيث تقام الاحتفالات والهرج والمرج وحلقات الدبكة شباب وبنات وشيوخ وعجائز وصغار وبمصاحبة الدهول آلة الطبل والزورنا آلة النفخ، وبارتداء الملابس الملونة وحمل أعلام أرمينيا، وهذه هي خصائص شعب يحب الفرح والخير والعطاء ويحب كل الناس ويحب المشاركة عن طريق نشر أرثه الحضاري من فن ورقص وغناء والتصرف على السجية خلف الأقنعة الورقية الملونة وتوزيع السكاكر والحلوى من قبل اناس متخفين لأناس آخرين متخفين أيضاً حيث لا أحد يعرف أحد من خلف الأقنعة.
وفي مدرسة الأرمن مدرسة الرسالة الخاصة "التاركمانتشادز" في دمشق والتي تحولت الى مدرسة كبيرة تضم حلقات التعليم الابتدائي والأساسي والثانوي مع الابقاء على قسم الروضة، كانت مديرة قسم الروضة المعلمة هايكوش خوروزيان تحتفل وتلاميذها الصغار بهذا العيد وكانت تطلب منهم حمل ثمار اليقطين والحلويات والدوران على صفوف الكبار وتوزيع السكاكر والحلويات عليهم بهدف الحصول على محبتهم وعطفهم وإعتنائهم بالصغار وخاصة في الباحة وفي الأوتوكار وكان الصغار في مدرسة الرسالة ولا زالوا يرددون أغاني الخريف وبعضها من ألحان آرا سوفاليان بمصاحبة جهاز تسجيل انيق يضعون فيه سي دي من عزف وتسجيل آرا سوفاليان وعليه عبارة ارمنية بالخط الأحمر Ashouni yerkere أغاني الخريف وهذا يشيع جوّ من الألفة والمحبة وهدفه معروف...وكانت إبنتي آني الصغيرة وقتذاك والتي لم تعد صغيرة اليوم رئيسة مجموعة الصغار وحاملة اليقطينة المضائة بالشموع وجاءت بعدها كارني الصغيرة لتأخذ هذا الدور والجدير بالذكر ان الارمن كانوا يحتفلون بعيد الخريف قبل الغربيين بكثير الذين كانوا يحتفلون بنفس العيد في العهد الوثني وحملوه معهم عند تنصرهم وأطلقوا عليه عيد جميع القديسين الهالووين.
وبعد هذا السرد والافاضة في ذكر جزء يسير من تقاليد وخصائص الشعب الأرمني الطيب والذي يحب الفرح والمرح والموسيقى والرقص والسرور وينشرهما في كل مكان أستغرب أن يعمد الاتراك الاتحاديون الى طرد الارمن من بلاد الأرمن التاريخية والمضي في إبادتهم وترك آسيا الصغرى بمجملها بدونهم وحرمانها وحرمان الشعب التركي الذي ورث أرضهم وكل ما كانوا يملكونه منهم ومن أثرهم الانساني الجميل والطيب.
آرا سوفاليان
كاتب انساني وباحث في الشأن الأرمني
دمشق 19 10 2012
arasouvalian@gmail.com