توقفنا عند الجزء الأول من هذا الموضوع عند ذكرنا خروج لوبو سواريز نائب الملك البرتغال في الهند علي رأس أسطوله المكون من 17 سفينه مختلفة الأنواع و علي متنها حوالي 3000 جندي و بحار منهم حوالي 800 من الهنود الغير مسلمين و خرجت هذه الحمله من مدينة جوا شرق الهند في شهر فبراير سنة 1516 متجهه صوب البحر الأحمر .

و كما ذكرنا فإن الغوري قد جهز حملته الثانيه التي خرجت بقصد القضاء علي الوجود البرتغالي بالهند قبل ذلك التاريخ , و قد توقفت هذه الحمله باليمن كونه نقطه هامه في طريق التجاره و كون سلطانه المسمي المظفر صلاح الدين عامر الطاهري من المسلمين المتعاونين مع سلطان مصر , و لكنه عند وصول الحمله رفض ان يتعاون معها مما أدي بها إلي أن حادت عن هدفها و توقفت باليمن و علقت في حروب و فتن ضد السلطان الطاهري و علي ما يبدو أن الأمير حسين الكردي قائد الحمله كان يري أن اليمن يجب أن يؤمن جانبه و أن تضمن تبعيته قبل التوجه للهند , إلي أن جاءت أنباء عما حدث للغوري و غزو إبن عثمان للشام فأضطربت أحوال الحمله كثيراً حتي أن قائدها قرر العوده لجده ...و ترك القياده البريه لقائد آخر بينما بقيت البحريه بيد الأمير سلمان ريس العثماني .

أما عن الحمله البرتغاليه فإنها في طريقها إلي البحر الأحمر و عندما مرت بمدينة عدن اليمنيه الحصينه التي فشل البوكيرك قبل ذلك في دخولها , إلي أن أميرها مرجان الظافري مع خوفه من المماليك الذين حاربوا المدينه قبل ذلك التاريخ عرض علي سواريز دخول المدينه إلي ان سواريز كان عازماً علي تحقيق هدفه و تدمير الحمله المصريه و إسقاط جده في ظل الوضع المصري المتأزم فأبحر علي عجله نحو جده و ضيع هذه الفرصه الثمينه ( و الحمد لله ).

و عندما إتجه سواريز نحو البحر الأحمر و قد جعل بعض قطع اسطوله كفرقة إستطلاع علي رأس الحمله و جعل اميرها المدعو ألفارو دي كاسترو , إلي أن الأمير سلمان إنقض في هجوم مفاجي علي المقدمه و حطم مراكبها و اغرقها و معها أميرها ثم إرتد إلي جده.

إلي أن ذلك لم يعق سواريز و قرر الإستمرار نحو جده ليتوقف قبالة سواحلها علي بعد فرسخ من أسوارها لتفتح عليه الحاميه نيرانها و تلحق خسائر جسيمه بقطع اسطوله لتصله رساله من الأمير سلمان يدعوه للإنسحاب إلي البحر المفتوح ليخرج إليه الأسطول المصري في مبارذه بين الأسطولين إلي أن سواريز رفض هذه الدعوه و تحفظ عليها و لم يفارق موقعه مدة يومين و اسطوله يتلقي فيها قذائف الحاميه المصريه حتي أنه تكبد خسائر بالغه و تحقق لديه إستحالة تدمير الأسطول المصري أو حتي مجرد الإقتراب من الشاطئ فقرر الإنسحاب خالي الوفاض لم ينل شيئ إلا من سقط قتيلاً أو غريقاً من جنده أو ما خرب أو غرق من مراكبه لتكتب بذلك جده النهايه التعيسه لهذه الحمله الآثمه .

يبقي لنا ان نورد طرفاً من مصير أبطال هذه القصه و ما آلت إليه أحوال المنطقه بعد هذا التاريخ و بعض الحقائق التي يجب التأكيد علي , هذه ما نورده في مشاركه تاليه بإذن الله

تابعونـــا
______________________________________
* الصوره هي رسم توضيحي لسفينة الكاراك Carrack التي إستخدمها البرتغاليون في غزوهم للهند

أ.س
See More



نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي