مخدرات خاصة بقطاع غزة؟
د. فايز أبو شمالة
"ترامادول" مخدر يصنع في الهند خصيصاً لأهالي قطاع غزة، بعد تركيز نسبة المادةالمخدرة، أما المستورد الوحيد لهذه المخدرات، فإنهم مجموعة من الفلسطينيين الهاربينإلى مصر، إنهم بعض أولئك الذين كانوا مسئولين أمنيين في زمن الانفلات، أولئك الذينقتلوا وسفكوا البراءة، وأشاعوا الفتنة، فلما قضت عليهم حركة حماس بالحسم، صارواتجاراً للمخدرات، يمارسون من مصر انفلاتاً جديداً ضد أهالي قطاع غزة.
ماسبق من معلومات جاءتني من مصدر فلسطيني مسئول، يطل على التحقيق مع تجار المخدراتالذين ألقي عليهم القبض في غزة، وهم معروفون بالاسم الشخصي واسم العائلة، وقداعترفوا بأن مرجعيتهم في تجارة المخدرات هم بعض أولئك الفارين من غزة، وهم موظفون عسكريونومدنيون في سلطة رام الله، وصلت رتبة بعضهم إلى مقدم.
فيقطاع غزة انخفض سعر فرش الحشيش من 4000 شيكل إلى 800 شيكل، وانخفض سعر حبة السعادةمن 6 شيكل إلى شيكل واحد فقط، لتصير في متناول أيدي الجميع، بما فيهم طلاب المرحلةالابتدائية، والبنات.
قبلأربعين يوماً بالضبط، أعدمت شرطة مكافحة المخدرات في قطاع غزة 2 مليون ونصف حبة"تراما دول"، والسؤال هو: كم مليون حبة "تراما دول" أفلتت منأيدي رجال المكافحة؟ وما تأثيرها على المجتمع؟ وإذا كان التصنيع يتم في بلادالهند، فإن التوصيل يتم من مصر العربية عبر الأنفاق، ليبلعها المواطن المستمتعبالشيشة في إحدى المتنزهات.
فهليصعب على الحكومة الفلسطينية في قطاع غزة محاربة تهريب المخدرات من الأنفاق؟ فإنكان يصعب القضاء على التهريب، فإنه لا يصعب تشريع الحكم الرادع، ولاسيما أن تجارالمخدرات ينفذون حكم الإعدام بحق الآلاف من سكان قطاع غزة، فكيف لا يجرؤ المسئولونعلى تشريع وتنفيذ حكم الإعدام بحق بضع أفراد يتاجرون بالمخدرات؟!
قبلعدة شهور ضبط أحد تجار المخدرات وفي حوزته خمسة كيلو جرام "كوك"، وبعدأيام معدودة خرج من السجن بكفالة مالية، ألم يكن من الأجدر أن يطبق على هذا المفسدللنشء أقصى العقوبة، وبلا رحمة، حتى يتم وضع حد لتقولات البعض عن وصول تجارةالمخدرات إلى أبناء بعض المسئولين!.
فيغزة يتساءل الناس: أين التنظيمات الفلسطينية من ظاهرة انتشار المخدرات؟ وإذا كانالجميع يصرخ ضد خطر الانقسام، ويطالب بالوحدة الوطنية، فلماذا لا تتجسد الوحدةالوطنية في مكافحة المخدرات، كأول خطوة عملية لإنهاء الانقسام، وجميع الشرفاء فيالتنظيمات الفلسطينية تعرف أن المخابرات الإسرائيلية وعملاؤها هم الذين يقفون وراءتهريب المخدرات، وعلى سبيل المثال: لماذا لا يحارب شرفاء حركة فتح ـ وما أكثرهم ـ تجارةالمخدرات، ويوصون حكومة رام الله بقطع راتب كل موظف لديها ثبت بالدليل والشهودتورطه في تجارة المخدرات، حتى ولو كان مقيماً في مصر العربية؟
لقدسبقت الحكومة الفلسطينية في قطاع غزة الجميع، فقطعت راتب كل موظف لديها ثبت تورطهفي تجارة المخدرات، ورمته في السجن، بما فيهم ضابط يعمل في شرطة مكافحة المخدرات، وقدأوقعت حركة حماس أشد العقوبة بحق أي عنصر ثبت لديها تورطه في أي فساد، والعقاب سنةحسنة، يا حبذا لو طبقتها باقي التنظيمات الفلسطينية.