فَرَدَ الصباحُ جناحهُ مُتبسماً
يَجلو ظلاماً قدْ تَمطى في المساءْ
وليصدحَ الطيرُ الغَريدُ مُرحباً
بعباءةٍ شَهباءِ يَلتَحفُ الفضاءْ
قد يُنعشُ القلبَ الحزينَ على الذي
ركبَ الضياءَ إلى السماءْ
مُتجاوزاً زمناً مضى مُتباعداً
في رحلةٍ بالصَّيفِ يتلوها قطارٌ في الشتاءْ
هو في جفونِ الياسمينْ
في بيتِ جدِّي خلفَ ذاكَ الخَندقُ الممتدُ يَلوي عُنْقَ أصداءِ السنينْ
ولغيمةٌ سوداءُ تَنشرُ ظِلها
وظلامها ما بينَ زيتونٍ وتينْ
صَوبَ الحَكايا زَرْعُها
نخلٌ ويُسقى من شفاهِ الحالمينْ
وبوردةٍ
تَنمو بِدَفْقِ شُعاع شمسٍ لا تغيبْ
من فوقِ أسطحةِ المنازلِ والسَفينْ
تُومي لسيفٍ قدْ تَثلمَ نصلهُ
لا زالَ في ذكراه آخرِ لحظةٍ للكبرياءْ
آتٍ من الذِكرى لأيامٍ خلتْ
آتٍ بِذكرى من دمائكِ كربلاءْ
يومَ امتطى البَغيُ المقيتُ خيولَنا
واستوطنَ النَعَّابُ قدسَ الأنبياءْ
وتَحلقتْ
فوقَ الديارِ رفوفَ غربانٍ تُبشرُ بالهلاكِ وبالبلاءْ
تسعى لتمثالٍ رآهُ خَيَالها
وَهمَ المريضِ بألفِ داءْ
تَطوي القرونَ إرادةُ الربِ السفيهِ المُصطنعْ
مَحضُ افتراءْ
إنْ كانَ رَبهمو طغى
فإلهنا كُنَّا أكلناهُ بيومٍ منْ سغَبْ
إنَّا صنعناهُ شَقيَّاً مُستلبْ
تَمراً تَمرَّدَ وانتحبْ
إنَّا سَلخنا جِلدهُ قَبلَ الصلاةْ
والقلبُ مَنزوعٌ نويَّاتٌ وضعناها بنارٍ تَلتهبْ
إنَّا خَلقناهُ لَذيذاً كي يرى منَّا العَجبْ
هوَ في زمانٍ لمْ نكنْ نَشكي الشتاءْ
وعلى شواطيءِ خَيمةٍ تَرعى الظباءْ
طرباً ترى في حيِّنا
بينَ المَراعي يَستَفيقُ العشبُ يَغشاهُ انتِشاءْ