عش في خطر..

عند صلاةِ الفجر تحصَّن..
وكن على حذر..

...
إن خفافيش الليلِ يأتيك بها عَتْمُ سقَر..
فالخَفاشَ أعمى القلب..
وسلاحُ ذا الأعمى..
لا بصيرةٌ ولا بصر..

انتبه..

قد يدهسك في الطريقِ سكيرٌ، قضاءً وقدر..
ويباع الدم بطعم البنٍّ..
وتضيع الحياة هدَر..

وقد يخطفك جنيٌّ، فلا ترجع من ذاك السفر..

وقد تغرق في سيلٍ جفَّ ماؤُه..
فيؤكد التشريحُ الموتَ غرقا في موسمٍ بلا مطر..

صدقني..

سيقولون سقطَ من فوقِ سطح خيمةٍ فانشق وانفطر..

بل أكله بعير ضالٌّ أصبح يغتذي لحومَ البشر..

أو أنه عاف الحياة فتجرع السُّم وانتحر..

وقد يقولون..

هذا دجالٌ وأفاقٌ..
يُخفي في معسول كلمِه كلَّ العِبَر..

فقد وجدنا في بيته مومسا ودِنَّ خمرٍ..

وجدنا سلاحا مُهربا وجمعا مُخَدَّرا..

وجدنا الحشيشَ والقاتَ والأفيون..

ومالا مزورا..
كان للرِّشى وشراء الذمم مُحَضَّرا..

وأنت غافل، يحاصرك بالدَّسِّ من تولى وكفر..

وقد يقولون.. وقد يقولون..
وما أكثر ما يقولون..

ولكن لا تنسى..

كل هذا من صنعِ يدك..

فأنت من قررَ العيشَ في خطر..

تقارع ذئابا وضباعا وكلابا..
لا تعرف الخير..
وهي في لعبة الشرِّ لا تُبقي ولا تذَر..

فهل خفت يا ابنَ أمَّ..
أم طاب المقام في دوائر الخطر؟!