السلام وعليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ..
ما كان لي أن أطير هذه الأسطر دون أزجي الشكر الجزيل للأحبة الذي تفضلوا عليّ بالدعاء والسؤال .. فجزاهم الله خير الجزاء .. وهم حسب وصول الرسائل :
الأستاذة منال الكندي والأستاذ طارق الخالدي والأستاذة كندة والأستاذة زينب إبراهيم والأستاذ أحمد وصل الله والأستاذة ميساء والأستاذة رجاء والأستاذة هويدا خوجة - والتي أسأل الله الكريم أن يشفي لها ابنتها شهد شفاء لا يغادر سقما - وبُنيتي أم عبد الملك .. والتي هاتفتني أيضا .. والشكر كذلك للأستاذ محمد السريحي الذي هاتفني ..
إن كنت عاجزا عن شكر من سأل ودعا .. فأنا عن شكر من واصل السؤال والدعاء أشد عجزا .. فجزاكم الله خير الجزاء .. ولا أراكم مكروها في من تحبون .
أبوشرف


شهرين متتابعين
في وقت غير بعيد .. قرأت قذيفة عابرة للقارات .. أطلقها الأستاذ عبد الله با جبير .. وقد أفاد بأننا تسنمنا ذورة التصنيف الدولي .. لا في محو الفقر .. ولا في تحسين البنية التحتية .. ولا .. ولا .. إلخ.
بل في (الطلاق)!!!!!!!!!!
بطبيعة الحال .. لا اعتراض لديّ على هذه الظاهرة العالمية .. أو إحدى إفرازات العولمة ... وقد تحول الإنسان إلى باحث عن الحصول على أكبر قدر من (المتعة) وتجنب (الألم) ما استطاع إلى ذلك سبيلا .. يسرق عضوا من إنسان آخر .. يشتريه .. لا فرق .. المهم أن يحصل على (حياة)!!!!!
أقول أنني لا أعترض لأنني سبق لي أن كتبت وجهة نظري في كلمة تحت عنوان (من تغيير الجو إلى تغيير الزوجة) ...
رابط الكلمة {http://www.lojainiat.com/index.cfm?do=cms.con&contentid=5008}
أعادتني إلى قذيفة الأستاذ(باجبير) .. آيات من كتاب الله سبحانه وتعالى .. في سورة المجادلة ... إنها كفارة (الظهار) ... إنه أمر يسبب للإنسان نوعا من (الدوار)..
تصوروا أن يكون ركن الإسلام .. صيام شهر واحد .. وكفارة الظهار،أو المرحلة الثانية من تلك الكفارة .. صيام شهرين متتابعين ... من قبل أن يتماسا!!!!!!!
الحفاظ على .. أو التمسك بتلك الزوجة يقتضي أن يصوم الزوج الذي نطق بتلك العبارة (هي عليه كظهر أمه) .. شهرين متتابعين .. من قبل أن يتماسا ..
ألم أقل أن الأمر يسبب (دوخة) .. في الوقت الذي أصبح فيه بعض الرجال يطلقون ... بعض الزوجات بسبب تشجيع فريق رياضي .. أو (طبخة احترقت) .. أو أي سبب (تافه) .. أو بدون سبب .. في الوقت الذي يحصل فيه هذا .. نجد الإسلام يقرر أن الزوج الذي يتراجع عن (يمين الظهار) عليه أن يصوم شهرين متتابعين .. من قبل أن يتماسا .. طبعا إذا كان لا يملك (رقبة) يعتقها .. ولا يتحول الزوج(المظاهر) إلى إطعام ستين مسكينا إلا بعد (عدم الاستطاعة) ... والأمر كله باحتمالاته الثلاثة - وهي على الترتيب لا على التخيير - تلفت النظر إلى المحافظة أو التمسك بالزوجة إلى حد العض عليها بالنواجذ!!! ... فمن (عتق رقبة) إلى (صيام شهرين متتابعين) - وفي الحلتين من قبل أن يتماسا - وصولا إلى الخيار الأخير (إطعام 60 مسكينا).
لم يبق إلا أن أترككم مع الآيات الكرميات :

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ (1)
الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنكُم مِّن نِّسَائِهِم مَّا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلَّا اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنكَرًا مِّنَ الْقَوْلِ وَزُورًا وَإِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ (2)
وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِن نِّسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِّن قَبْلِ أَن يَتَمَاسَّا ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (3)
فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِن قَبْلِ أَن يَتَمَاسَّا فَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا ذَلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ (4)


أبو أشرف : محمود المختار الشنقيطي – المدينة المنورة في 01/4/1433هـ
Mahmood-1380@hotmail.com

هدية مقتطفة من رسائل مجموعة الدكتور عبد العزيز قاسم البريدية :

أرشيف الأهرام الالكتروني ..
جهد جبار ومحتوى تاريخي غاية في الأهمية
http://digital.ahram.org.eg/youmy
------------------------------------------