السلام عليكم
أرجو الدعاء لأخيكم .. بالشفاء العاجل .. ثم ..

ما يطلبه المتصفحون .. ومستقبل الثقافة!!تفضلت عليّ مجلة (حُور) بنشر كُليمة – بحق – تحت عنوان (ما يطلبه المتصفحون .. ومستقبل الثقافة!!) .. قبل أن أترككم مع رابط الكُليمة ..أقول
قرأت ما كتبه الأخ محمود المختار الشنقيطي من المدينة المنورة .. وقد لفت نظري قوله : (من يستكثر أو من يرى أن مقالة مكونة من ثلاث صفحات - أو صفحتين - طويلة جدا .. هل سيقرأ كتابا من خمسمائة صفحة مثلا؟!!).
حقيقة أشكر الأخ على ملاحظته – يا مثبت العقل والدين يا رب – وأعترف بأنني ارتكبت (جناية) قراءة بعض الكتب في الفترة الأخيرة .. انتهيت من قراءة اثنين ,,, أما الكتاب الثالث فلا زلت في منتصفه تقريبا.
الكتاب الأول هو كتاب (أوراق مطوية) للأستاذ أحمد السباعي – أحمد جيل الرواد في الثقافة السعودية – وقد اعترف بأنه على استعداد لأن يرسم لنا مكة القديمة .. فأبدع .. وإن كانت بعض المعالم التي اعتمد عليها قد أزيلت!! (أترى موقفنا؟ .. إننا في ظل باب بيني شيبة،وأحسبك تعرف أنه"شيبة بن عثمان"لم يكن بابا بالمعنى الذي نشهده اليوم،بل كان ممرا إلى صحن الكعبة بين البيوت،إلى جانب ممرات غيره جعلوها تتخلل بيوتهم كمداخل إلى الصحن (..) وإذا شئت فادرج بنا يسارا،فثمة بعض بيوت يعرضون فيها أصنافا من الحبوب وأنواعا من العطارة وأشكالا من الفواكه المجففة .. (..) ودع الزقاق يلتوي بك لتصافح بيت العباس،ودورا لجبير بن مطعم،ودورا لآل عدي من ثقيف.(..) أيروقك بعد هذا أن تعرج بمعارج الطريق إلى ما نسميه الشامية؟ هناك دور لآل زرارة ودور آل الخطاب بن نفيل. ){ص 13 - 15}.
وعبر 418 صفحة يطوف بنا المؤلف عبر الثقافة الحديثة والقديمة قبلها .. بل يحدثك عن بعض الظواهر .. استقبال (الشعب) لأول بعثة من الطيارين السعوديين ... وحملهم على الأكتاف والاحتفال بهم .. في تظاهرة كبيرة .. ولا يخلو الكتاب من بعض القفشات الطريفة .. والحديث عن بعض العادات الاجتماعية العجيبة ... .
والكتاب من منشورات نادي الطائف الأدبي،سنة 1402هـ = 1982م.
أما الكتاب الثاني – الذي انتهيت من قراءته – فهو بعنوان (خمسة أعوام في شرقي الأردن) بقلم : الأرشمندريت بولس نعمان. وكان ذلك في حدود 1913م،وما بعدها. وسوف أكتفي بقصة واحدة .. لا يدري الإنسان هل يضحك عليها أم يبكي!!
(وإليكم الرواية الآتية تدل على اعتقادهم بالأولياء. في منحدرات وادي الموجب محيط من الحجارة يدعى مزار سليم وهو جد الشرارات. فكان هناك في أعالي الجبل راع شراري يسرح بنياقه وإبله،فعثر بعيرٌ له فتدحرج بشدة وسرعة عظيمتين،فصاح الراعي مستنجدا بجده الولي, وقائلا : " يا سليم جدي تلقّاه. يا سليم جدي تلقاه"والبعير يدور كدولاب السريع،فغيّر صلاته وخشي على جده وقال : "جدي يا سليم تجنب عن وجهه ليدهكك". أي لئلا يدوسك فيحطمك.){ص 176}. ويقع الكتاب في 224 صفحة،,هو من منشورات الدار الأهلية في عمان - الأردن،سنة 1409هـ = 1989م.
أما الكتاب الثالث،والذي لا يزال في طور (القراءة) .. فهو كتاب ديوان الشعر العامي بلهجة أهل نجد) وهو من تأليف الشيخ أبو عبد الرحمن بن عقيل الظاهري ..ومن منشورات دار العلوم بالرياض سنة 1402هـ = 1982م.
وأكتفي منه .. بقول الشيخ : ( ولا نعرف زجلا عاميا وصل إلينا تجاوز القرن الثالث،فقد روي أن الخليفة المعتصم بن الرشد{هكذا} في أول القرن الثالث للهجرة طلب كلب صيد من قائده التركي"اشناس"فأرسل إليه كلبا أعرج فرده المعتصم إليه.
وكان أشناس لا يعلم أن الكلب أعرج،وظن أن العرج أصابه عند المعتصم،فكتب أشناس هذا الشرعي العامي :

الكلب أخذتُ جيد *** مكسور رجل جبتُ
رد جيد كلب *** كما كنت أخذتُ
فأجاب الخليفة بقوله :
الكلب كان يعرج *** يوم الذي به بعثتُ
لو كان جاء مجبر *** أجبر رجل كلب أنت
قال أبو عبد الرحمن : إن صحت هذه الحادثة فهي دليل على أن ظروف نشأة الشعر العامي وجدت في وقت مبكر ..){ص 23 - 24}.
والكتاب يقع في 215 صفحة.

أبو أشرف : محمود المختار الشنقيطي - المدينة المنورة في 18/3/1433هـ

ــــــــــــــــــــــــــــ

http://www.alneqab.com/news4125.html