منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 2 من 2
  1. #1

    من مشكاة السنّة النبوية المطهّرة

    أخي المسلم .. أختي المسلمة .. إخوتي وأخواتي في الإنسانية , أحبكم في الله ولله والمحبّ دائماً يحث الخطا ليقدم نافعاً لكل من يحب , وها أنا أقدّم لكم ومضة من ومضات السنة النبوية المباركة , آملاً أن تثري فكركم , وتريح قلوبكم الّتي غشّتها متاعب الحياة , وشغلها صخبها وضجيجها . لعلّها تنفعكم في أمر الدين والدنيا على سواء .
    حدثنا آدم بن أبي أياس قال حدثنا شعبة عن عبد الله بن أبي السفر وإسماعيل عن الشعبي عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : ( المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه . ) صحيح البخاري ج1صـ13.تحقيق الدكتور مصطفى ديب البغا – دار ابن كثير – اليمامة – بيروت طبعة 1987.
    نظرات في الحديث : نتأمل في هذه الكلمات الطيبات , نغوص فيما وراء المعاني السطحية , التي يدركها كلّ منّا , لنعرف أكثر , لنتعلم المزيد . أنّ تتعلّم شيئاً , أنّ تعرف جديداً فهذا في غاية الأهمية , بما يتمخض عنه من منافع وفوائد تعود علينا جميعاً بالخير عاجلاً وآجلاً . حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلّم يعلّمنا كيف نكون مسلمين على الوجه الأكمل والأجمل . فيخبرنا أنّ المسلم ليس هو ذاك الّذي يقف عند حدود الشعارات لا يبرحها , يعلن على الملأ أنّه مسلم , ثم يتصرّف على هواه دون التقيد بشيء من أصول هذا الدين وأحكامه , بل ويفرّط بالفرائض والواجبات أحياناً زاعماً أنّ مجرّد طيب القلب , وحسن النية , يكفي للخلاص من التبعات . فهذا اللون من المسلمين ليس أكثر من مسلم أجوف اكتفى بالقشور وضرب صفحاً عن اللباب . في هذا الحديث يرسم النبي صلى الله عليه وسلم للأمة معالم الطريق نحو الكمال في الدين . فيضع عليه الصلاة والسلام مقياسها دقيقاً , من الواجب المحتم علينا جميعاً نحن المسلمين أن نقف وننظر أين نحن من هذا المقياس الدقيق لإسلام كل منّا قرباً أو بعداً . ولكن ما هو هذا المقياس النبوي لإسلامك وإسلامي وإسلامنا جميعاً ؟ المقياس هو سلامة الآخرين منك . سواء أكانوا مسلمين أو حتى غير مسلمين. أينما كانوا وحيثما كانوا. وسلامة أولئك إنما هي من الأذى الّذي ينالهم في الدين والنفس , والمال والعرض , والكرامة أيضاً . وأداتي الأذى هما اللسان واليد . فلا تجعل منهما وسيلة لذلك يكمل إسلامك . صور من أذى اللسان : من أبرز صور أذى اللسان , هاك هذه الطائفة منها : 1- السبّ والشتم : وهذا فسوق يتلبّس به من يفعله من المسلمين , ( سباب المسلم فسوق, وقتاله كفر . ) أي خروج على المنهج الإسلامي , وقد صنّفه النبي صلى الله عليه وسلم في الكبائر التي لا خلاص منها إلاّ بالتوبة النصوح , فقال : ( إنّ من أكبر الكبائر أن يلعن الرجل والديه , فقالوا : وكيف يلعن الرجل والديه؟ قال يسبّ أبا الرجل فيسبّ أباه , ويسبّ أمّه فيسبّ أمه . ) والشّتم هو الآخر له ذات الحكم لأنه قرين السبّ ومثيله .
    2- اللعن : وهو الدعاء على من تلعنه بالطرد من رحمة الله , وقد حرّمه الإسلام فقال النبي صلى الله عليه وسلّم : ( لعن المؤمن كقتله . ) وهذا الوعيد الشديد يدخله في باب الكبائر ويؤكّد تحريمه قطعاً . وأخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم تأباه , حيث يقول : ( إنّي لم أبعث لعّاناً وإنّما بعثت رحمة . ) 3- الكذب : أن تخالف أقوالك وأفعالك الحقيقة والواقع . كأن يقول قائل : فلان سرق لي حقيبتي . ثمّ تبيّن بالدلائل الصادقة أن حقيبته لم يسرقها ذاك الّذي أشار إليه . أو جاء أخر ليقول : زيد غشني في تعاملي معه وتبيّن بعد ذلك أن زيداً كان صادقاً في تعامله معه . والكذب أصل كل شر وفتنة لذلك هو من كبائر الإثم . ( قُلْ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ . ) (69) يونس . فهذا الّذي ضربنا له الأمثلة افتراء على الناس وهو حرام كالافتراء على الله . 4- الغيبة : وهي لون من ألوان الأذى باللسان , مداره على ذكر أخيك بما يكره . وهي من الكبائر , وقد نفّر منها القرآن أشدّ التنفير , فقال الله تعالى : ( ولا يغتب بعضكم بعضاً أيحبّ أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه ..) فحذار من أكل لحم أخيك, وما أشبه بمضغك للحمه عندما تغتابه بانطلاق لسانك بما يكره . 5- النّميمة : هي الأخرى لون من ألوان الأذى باللسان , نقل الحديث الدائر في مجلس إلى الناس بهدف إثارة الفتن والتشهير بالآخرين , حرّمها الله في القرآن , من حيث نهى عن طاعة النمّام والاهتمام بحديثه , فقال : ( ولا تطع كلّ حلاّف مهين . همّاز مشاء بنميم . ) بل هو محروم من دخول الجنّة , قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم : ( لا يدخل الجنّة قتّات . ) أي نمّام . هذه طائفة من صور الأذى باللسان عرفناها أنا وأنت ونحن جميعاً , فلنكفّ عنها ألسنتنا فيكمل إسلامنا وهذا هو المبتغى لكل عاقل مهتم بأمر دينه باحث عن النجاة .
    صور من أذى اليد : هذه شواهد بل صور من أذى اليد , تشوّه إسلامك وتذهب بهاءه وجماله فمن الخير لك أن تكف يدك عنها رعاية لدينك ذلك الرصيد الثمين الّذي يجب عليك أن تحرص عليه أشدّ الحرص : 1- القتل بغير حق : أعظم جناية تقترفها , أنّه دمار , وأي دمار ؟ ! هدم لبناء الحياة الّذي أشاده ربّك , فكيف تخرّبه أنت ؟ ! مآله يتم وترمّل , ومن ثم قصاص عادل في الدنيا ونار جهنم يوم القيامة . (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنْثَى بِالْأُنْثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ . ) البقرة . (178) تأمل حياتك هي الثمن وذلك ليس بالقليل , وخسارتك الكبرى يوم القيامة , يدخل المؤمنون الجنة وأنت تدخل النار . (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا . ) النساء (93) . إذاً كن ممن يقدّسون حق الحياة للآخرين . 2- الضرب المبرح والشجاج والجراح وإتلاف عضو أو كسره : هذا لون آخر من أذى اليد يطال به الإنسان أخاه الإنسان وهو جناية فيما دون النفس , محرّمة لأنها اعتداء على أخيك وشرع الله فيها القصاص أو الدية فقال : ( وكتبنا عليهم فيها أنّ العين بالعين والأنف بالأنف والأذن بالأذن والجروح قصاص ...) فكفّ يدك عن أخيك أيها المسلم تكن من الرابحين . 3- حمل السلاح وإشهاره في وجه أخيك : هذا هو الآخر ضرب من أذى اليد , ينطوي على تخويف وترويع وربما تشويه أجساد وسفك دماء , شدد النبي صلى الله عليه وسلم الوعيد على كل من حمل السلاح في وجه المسلمين , فأخرجه من عالمهم وفي أبسط الأحوال ليس على هديهم . عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( من حمل علينا السلاح فليس منا .) وهذا الوعيد واضحة فيه تلك اللهجة التحذيرية التي توقظ في المسلم مشاعر الخوف على دينه . بل إنه صلى الله عليه وسلم توعد من أشار إلى أخيه المسلم ولو بحديدة كالخنجر أو السكين .عن أبي هريرة عن رسول الله {صلى الله عليه وسلم} قال لا يشر أحدكم إلى أخيه بالسلاح فإنه لا يدري لعل الشيطان ينزغ في يده فيقع في حفرة من النار وقد أخرج مسلم في تعظيم الإشارة بالحديدة من حديث محمد بن سيرين عن أبي هريرة قال : قال أبو القاسم - صلى الله عليه وسلم - : (من أشار إلى أخيه بحديدة فإن الملائكة تلعنه حتى وإن كان أخاه لأبيه وأمه .) هذا تحذير من إشهار السلاح في وجه أخيك المسلم يومئ إلى إغلاق باب الفتنة وسد الذريعة وصونك من الانزلاق في جناية القتل . ومجرّد الإشارة بأداة حادة توجب الطرد من رحمة الله .فكفّ اليد هنا آكد وأوجب.فحذار من حمل السلاح أو إشهاره في وجه المسلمين , لأنه علامة على انهيار إسلامك . هذه أهم صور أذى اليد , فإذا أصفت إليها صور أذى اللسان , بان لك أنك كل من تلبّس بشيء منها فهو معتد , واعتداء المسلم على أخيه مذموم ( ولا تعتدوا إنّ الله لا يحبّ المعتدين . ) وزبدة القول : كفّ عوانك على الآخرين ليعيشوا بسلام تكن كامل الإسلام . أسألك ألا تودّ أن تصبح واحداً من المهاجرين ؟ أغلب الظنّ تقول نعم . أما الطريق إلى ذلك فهو بهجر المعاصي صغيرها وكبيرها على سواء , ذلك يكون بمعرفتك بما نهى الله عنه وحرّمه من الأقوال والأعمال فتضع سوراً بينك وبينه , وذلكم السور هو مراقبة الله ومحاسبة النفس والاستكثار من الطاعات . أذن لا تقتل , لا تسرق , لا تزن, لا تكذب ,ولا تغتابنّ مؤمناً ولا تمش بالنميمة, لا تقذف محصنة, لا تشرب الخمر فهي أمّ الخبائث , لا تأكل الربا والرشوة لا تغش في تعاملك , لا تقطعنّ رحمك ولا تعقنّ والديك, لا تؤذ جارك ,لا تتبّع أسرار الآخرين لا تطلقنّ لبصرك العنان فتنظر إلى نساء المسلمين , كف لسانك عن فاحش الكلام . ابتعد عما ذكرت لك تكن واحداً من المهاجرين .هذه إطلالة على هذا الحديث آمل أن تجد قلباً واعياً وأذنا صاغية , (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ . ) ق (37) . أنها ومضة من ومضات السنّة المطهّرة آمل أن تجد إلى القلوب سبيلاً وتحقق النفع لأبناء أمتي بحول الله وعونه . وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين , والحمد لله رب العالمين .


    وما بكم من نعمة فمن الله

  2. #2
    صلى الله على محمد صلى الله عليه وسلم
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

المواضيع المتشابهه

  1. حد علم السيرة النبوية
    بواسطة عبد الرزاق أبو عامر في المنتدى فرسان السيرة النبوية
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 04-02-2015, 07:24 PM
  2. * من مشكاة النبوة *
    بواسطة أسعد الأطرش في المنتدى فرسان الحديث
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 11-11-2010, 10:57 PM
  3. * من مشكاة النبوة *
    بواسطة أسعد الأطرش في المنتدى فرسان الإسلام العام
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 11-11-2010, 03:12 AM
  4. الرومانسية »»» النبوية !
    بواسطة يوســـــــف في المنتدى فرسان الإسلام العام
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 01-26-2007, 12:46 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •