أسرانا... ومعركة الامعاء الخاوية
بقلم : ملكة احمد الشريف
يدخل إضراب الأسرى عن الطعام يومه الثالث عشر في سجون الاحتلال الإسرائيلي الصهيوني، مطالبين بأقل الحقوق الإنسانية المنصوص عليها في كافة المواثيق والاتفاقيات الدولية وخاصة اتفاقية جنيف الرابعة الخاصة بحقوق الأسرى.
بدا الأسرى معركة الأمعاء الخاوية رغم جبروت الاحتلال وإدارة مصلحة سجونه العنصرية ، ليعلنوا للعالم اجمع أنهم مع الجوع وضد الركوع ، وقفوا وقفة صمود وكرامة لممارسات الاحتلال وجرائمه التي تمارس بحقهم ليل نهار، أمام أنظار العالم الحر الذي يدعي الديمقراطية والحرية.
إن جرائم الاحتلال المستمرة التي يمارسها بحق أسرانا أصبح لا مجال للقبول بها ، فمن سياسة العزل الانفرادي إلى المداهمات الليلية والتفتيش العاري ، و الإهمال الطبي والمنع من الزيارة ، إلى الحرمان من التعليم ومنع القنوات الفضائية العربية، إلى جانب العديد من الممارسات العنصرية التي لا مجال لحصرها هنا، وأمام هذه الجرائم التي تنتهك فيها حقوق أسرانا، انتفض الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي، لينقلوا رسالتهم للاحتلال وللعالم الذي يطالب بالإفراج عن "شاليط" متجاهلا معاناة الأسرى العرب المصريون والسوريون، والأردنيون، وفي مقدمتهم الأسرى الفلسطينيون.
لقد عمل اسرانا على تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية من خلال الوثيقة التي أعدوها، والتي عرفت باسمهم، فكان لأسرانا الأبطال الفضل الأكبر على إعادة اللحمة الفلسطينية بين الأخوة الفرقاء .
واليوم يعود أسرانا ليوحدونا مرة أخرى ولكن بآلامهم وجوعهم وتضحياتهم من خلال الإضراب المفتوح عن الطعام ، حيث توحد الشعب الفلسطيني بجميع فصائله ، ورأينا المشهد الذي غاب طويلا عن الساحة الفلسطينية، وهو وقوف الاخوة في كافة الفصائل صفا واحدا تضامنا مع الأسرى، وذلك في الاعتصام أمام مقر الصليب الأحمر في مختلف محافظات الوطن، معلنين تضامنهم مع الأسرى في المطالبة بحقوقهم الإنسانية العادلة .
وقفت كافة الفصائل الفلسطينية موحدة لإيصال رسالة الكرامة للمحتل الإسرائيلي، قضية الأسرى خط احمر لا يمكن تجاوزه ، ولن يسمح الشعب الفلسطيني أجمع بالمس بالأسرى محذرين من بوادر انتفاضة ثالثة إذا تم المس بحياة احد الأسرى في سجون الاحتلال ، لأنهم هم الذين ضحوا بحريتهم وحياتهم ، وحرموا من حياتهم الخاصة والعائلية في سبيل عيشنا بكرامة.
كما أكد المعتصمين على تفعيل الدور العربي والإسلامي ودور كل أحرار العالم الذي لا يقل أهمية عن الدور الفلسطيني.
ونحن اذ نشد على ايدي أبطالنا في معركتهم نناشد احرار العالم والمجتمع الدولي بجميع محافله ومؤسساته الحقوقية كافة العمل على ايصال صوتهم الى المحافل الدولية جمعاء للعمل على احقاق الحق.