منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 4 من 4
  1. #1
    مدرس لغة عربية ومترجم من الفرنسية
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    المشاركات
    473

    وفي الغرب تعقيدات في التربية


    تقرير مركز الدراسات والتنظيم (التربويّ الفرنسيّ)
    عن أثر المعلم في تلاميذه و مكانته في التعليم





    كتبها: فرانسوا جارّو
    عرّبها: فيصل الملوحي
    عن مجلّة الاكسبرسّو الفرنسيّة
    21 أيلول 2011م



    بين أيدينا اليوم دراسة هي عصارة عمل دؤوب متفان قام به مركز الدراسات والتنظيم (التربويّ)، لخّص فيها ما رصده في الواقع المؤسف، ونقل إلينا هذه الصورة المزرية لواقع المعلم . ثم راى المركز أن يقدم نصائحة الهامّة ممهداً الطريق لمستقبل أفضل لأجيالنا القادمة، فحثّنا على أن نبذل كل جهد ممكن لتشحيع المعلم على تفجير طاقاته، ليتمكّن من تحسين أدائه. وما من سبيل لهذا سوى أن نعيد النظر في سياسستنا المتهافتة في أسس تعيين المعلمين، وأن نفكّر في دفع راتب يقدر فيه مكانته وما يبذله من جهود، وأن تعمل الوزارة على رفع قدراته المهنية بأساليب التدريبالمتميّزة المتنوّعة..
    النتائج هي الحكم، النتائج التي يقدمها إلينا المعلم آخر العام عن تلامذته الذين عهدنا بهم إليه ،ً صورة واحدة التقطناها للتناقض الواقع فيها، لاتتعجبوا كلها تخضع لمعيار واحد إنه يتراوح بين 10 ٪ إلى 15 ٪ . قال المركز: هذه الدراسات توفر مزيداً من النتائج المثيرة للاهتمام: تأثير المعلم "أكبر من تأثير المدرسة، إن للأستاذ خلال العام أثراُ أكبر في تقدم التلميذ من المدرسة المسجل فيها. وإن تحسين قدرات المعلم التربوية تتقدم بكثير التفكير في تقليل أعداد الطلاب في الشعبة الواحدة .
    أي أنّنا بحاجة إلى رفع قدرات أداء المعلم. فما الحل إذن؟ لن يكون إلا منذ البداية حين نفكّر في تعيين المعلمين، علينا أن نبحث عن أفضل المعلمين فنشجّعهم، ونستبعد مادونهم.

    الحلّ يقوم – كما ترى الدراسة – على أسس ثلاثة:

    - أولاها أن نتوقّف عن تعيين المعلمين كما نعيّن الموظفين عادة. علينا أن نضع شروطاً أدقّ وأسلم في المتقدمين للحصول على لقب المعلم المؤهّل، كأن لا يحصل عليه إلا بعد تجربة عامين أو ثلاثة في التعليم من قبل. لقد تبين أن ربع المعلمين الذي حصلوا على هذا اللقب أضعف من أن يبتكروا جديداً في مهنتهم، وكان الأولى أن يرفض تعيينهم. وترى الدارسة أن تطبيق هذا المعيار سيؤدّي إلى تحسين نتائج التلاميذ بمعدل 14 ٪.
    - أما المعيار الثاني فهو الراتب، رغم أنه لم يبد له كبير أثر.
    - وأما المعيار الثالث فهو التقويمات المستمرة والتدريب المتلاحق لتكون أساساً في تقويم المعلّم وتحسين أدائه.وقد حان الوقت الذي تلحظ فيه قضايا قيّمة منها – كما يرى أصحاب الدراسة - أن التلامذة حتى المبتدئين قادرون على تمييز المعلمين القادرين على رفع سوياتهم. وعندما نريد تقدير كفاءة المعلم فيإدارة الصفّ، ووضع درجته علينا أن نضع في الحسبان آراء التلامذة – من طرف خفيّ- في نتائج المعلم، فلهم نصيب في تقويمها.
    وتذيّل الدراسة بجانب خطيرلا يُفطن له، وتحذر بشدّة من تيار البحرالمزلزل التسانومي القادم من أمريكةـ تحذّرنا من هذا الجري وراء أبحاث أمريكية تصل إلينا اليوم عبر المحيط الأطلسيّ وتوافق أهواء أناس. لقدبدأت ولايات أمريكية كثيرة- بعدمأساة تخفيض ميزانيات التعليم - بتقليل أعداد بإبعاد المعلمين الذين لم يحصلوا على تقدير ممتاز، ونسيان تشجيع الآخرين على تحسين أدائهم.

    بئس ما يصفون! القضية تتركّز على كفاءة المعلم في أدائه. وقد أظهرت الدراسات الفرنسية بوضوح تأثير الأساتذة". واكتشف بريسّو في بحثه علاقة مستوى الطلاب والتدريب المهني للمعلمين وكذلك مستواهم الثقافيّ. وأظهر مولّيني ضرورة الانفتاح على المعلمين عند بحث هذه القضيّة. وربط بوسكيه بين ما يحمله المعلمون من فكر والتحصيل المدرسيّ.. لكن لم تجد أيٌّ من هذه الدراسات وسيلة فعّالة لقياس كفاءة المعلم.
    وقدبيّنت الدراسة التي أجراهامركز الدراسات والتنظيم (التربويّ)في العوامل التي تؤثّرفي تحسين كفاءة المعلم وجود عاملين شديدَي التأثير وهما: مكانته في المهنة ومكافأته الماديّة. وقدأكدت هذه الدراسة الأضرار التي نتجت عن تصوّرات وصلت إلينا عبر المحيط الأطلسيّ. واتهمتها بسوء التقدير لأنها اقتصرت في تقويماتها على نتائج الطلاب. وكان يجدر بنا أن نقرّ بحدوث حالات كثيرة من تزوير النتائج قامت بها المدارس .



    كلمة جان لوي اوديك الافتتاحي
    ة
    في مجلّة الاكسبرسّو الفرنسيّة
    23 أيلول 2011م




    هل فقدت مهنة المعلم قيمتها؟





    نعم،لاأحد ينكر أن ظروف المعلم المادية ( الرواتب ومشكلة التأهيل ) في أوربة تسبب مشكلة كبيرة في جذب الشباب إلى التعيين في هذه المهنة، إلاأنها تأتي في المرتبة الثانية بعد الشعورالعام الذي يثبّط همّةالمعلمين، فهم يفقدون جوهررسالتهم.
    إحساس المعلمين بضياع هيبتهم وتناقص قيمة مهنتهم يتنامى يوماً بعد يوم، وعدد من لديهم هذاالإحساس يزيد يوماً بعد يوم. وبخاصّة أنهم يواجهون تعقيدات كثيرة في نوعيّات التلاميذ شديدة التناقض التي يعسر التعامل معها، ولا في الآن نفسه من يقدّر عملهم، فهم يواجهون الإخفاق في عملهم، وتتكاثرعليهم التقديرات المثبّطة المتلاحقة التي لاصلة لها بجوهرالتربية- بل يتكسّر بعضها فوق بعض-!

    وقد تبيّن أيضاً أن انعزال المعلم في مهنته يسبّب صعوبات تواجهه فيها ( إدارة الصفّ ومشكلة نوعيّات التلاميذ شديدة التناقض ). وأظهرت دراسة إدارة التقويم الحاضروتوقّعات المستقبل في العام الدرسيّ 2008 / 2009 أن الإحساس بالضيق من التعليم يصيب 67 ٪ من مدرّسي الثانويّ بسبب نكران جميل ما يبذلون وظروف عملهم السيّئة. ومما يقلق في الجوّ الدرسيّ أن تلحظ المدارس أن 27 ٪ من المعلّمين يعبّرون عن رغبتهم في التوقّف عن التعليم بخاصة أولئك الذين أمضَوا فترة في المهنة.

    هذه المعاناة في العمل، وهذا الضيق النفسي من التعليم هما مصدر قلق كل مكان في أوروبة، من هنا انبعثت فكرةً المؤتمر المزمع عقده لبحث هذه المسألة في برلين يومي 17 و18 من تشرين الثاني 2011 الذي ستنظّمه اللجنة التربويّة النقابية الأوربيّة.
    الهدف المنشود من كل هذه الجهود أن يتمكّن المعلمون من القيام بعملهم خيراًمن قبل، وان يتحسّن نظامنا المدرسي وأن نيسّر سبل النجاح لكل الطلاب. وبتعبير آخرأن نكافح ضغط المدرسة والسلطات متعددة الأوحه، والتسلسل الهرمي على موظفي التربية الوطنية ، وأن تمكنهم من الثقة نفوسهم، وأن نهيئ جوّاً من الثقة، وأن نتخلّص من سيطرة جوّ الريبة الدائمة.
    التعليم المنشودبحاجةإلى عمل جماعيّ متضامن وإحلال روح الفريق الواحدالمتعاون لاالمتنافس الذي يقوم على مصلحة الفرد وحده. وهذ يعني أن نعمل على تنمية الذكاء الجماعيّ في فريق متآزر لنتخلّص من هذه الحالات المتشابكة.
    لن يكون هذا إلا إذاقدمت الأمة أدلة تثبت أنهاتثق حقّاً بأعضاء هيئة التعليم وتقدّرهم، وتعهدت تعهّداً لا لبس فيه بحماية كل ماتعهد به إليهم ، والأهداف التي يرسمونها والوسائل التي يستعينون بها، وأن تٌعنى بالتدريب الذي تجريه لهم، وأن تنتهج الحكومةفي سياساتها التربوية الخاصة بنظامنا التعليميّ نهجاً يظهرحرصها على استقلال المدرسة،أوبتعبيرأفضل: أن تعهد إلى المدرسة بالمسؤولية الكاملة عن فريق الإدارة وعن فرق التعليم فيها.


    من الضروريّ :

    - أن نتخلص من هذا الأسلوب العقيم القائم على شدّ أعصاب المدارس.
    - أن تعيد ما اغتصبته في التربية من صلاحيات إلى أصحابها الحقيقيين في كل مراحل التعليم ليكوّنوا بأنفسهم خطّتهم الجماعية الخاصّة بهم.
    - أن تعيد لكل صاحب حقّ حقّه في مزاولة المهنة بما يملكه من قدرات ذاتيّة.
    - أن تقلع عن أسلوبها الدائم في إثارة التوتر حين يُقاس تحصيل الطلبة،
    - أن تتعاون تعاوناً صادقاً مع الأهالي وكل كبير ذي شأن في المدرسة.

    لن يكون لما نبذله من جهود قيمة في حل أزمة تعيينات المعلمين إلا إذا سمحنا للإصلاحات المقترحة أن تعيد للمعلم المعنى الصحيح لمهنته، وإحساسه بالاعتزاز بأنه معلم، وسعادته بعمله، وأن يستعيد المعلمون صلاحياتهم التربوية.


    إذا نويتم فعلاًأن تجدوا في المستقبل شباباًً يرغبون بمهنة التعليم فما عليكم سوى العودة إلى هذه الرسالة فيما تخططون له.

    جان لوي اوديك


  2. #2

    السلام عليكم
    في الحقيقة ندين لك بالشكر العميق لترجمة هذا النص الذي يمت بصلة لقسم اللغة الفرنسية والتعليمي بذات الوقت...
    وهو مشروع ولافت فبينما نعاني في البلدان العربية من تدني الرواتب وعدم احترام تلك المهنة المرهقة وحيثيات يضيق المقام لطرحها نجد في فرنسا إلى جانب ماتفضلت به مشكلة العنصرية التي لاحظتها ورأيتها بعيني....
    كنا لما نهبط لمحطة المترو تحت الارض نجد مواقف خطيرة من صفعات من السود للبيض وهروب ومشاكسات وقتال بالأيدي لكان تلك المفارقات لم تمته في العصر العشرين!!
    في كل مجال حتى التعليمي منه ..
    فإلى متى ستبقى تلك المشكلة يغص بها الغرب؟
    مرور سريع.
    لك تحيتي وصباح الخير
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  3. #3
    هناك قضية المعلم والمناهج وكثير من المعلقات التي لم تجد حلا إلى الآن
    شكرا أستاذ فيصل
    راما
    رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاَةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاء
    رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ
    **************
    قال ابن باز رحمه الله
 :

    لباسك على قدر حيائك
    وحياؤك على قدر ايمانك

    كلما زاد ايمانك زاد حياؤك
    وكلما زاد حياؤك زاد لباسك

  4. #4
    مدرس لغة عربية ومترجم من الفرنسية
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    المشاركات
    473




    من قول راما الكريم:


    هناك قضية المعلم والمناهج وكثير من المعلقات التي لم تجد حلا إلى الآن،


    نأخذ على عاتقنا مهمّة ضروريّة جدّاً لمجتمعنا.


    فشكراً من الفؤاد.





المواضيع المتشابهه

  1. أصل العرب وحقيقة مفاهيم العرب (البائدة والعاربة والمستعربة)
    بواسطة مصطفى إنشاصي في المنتدى فرسان الأبحاث الفكرية
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 11-02-2016, 10:06 AM
  2. شمس العرب تسطع على الغرب - زيغريد هونكه
    بواسطة محمد حبش في المنتدى فرسان المكتبة
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 03-04-2015, 04:37 PM
  3. حماس...بين تعقيدات الواقع وارتباكات الإقليم
    بواسطة سري سمّور في المنتدى فرسان الأبحاث الفكرية
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 12-14-2013, 02:29 AM
  4. شمس العرب تسطع على الغرب .. زيجريد هونكه
    بواسطة راما في المنتدى فرسان المكتبة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 11-14-2012, 04:42 PM
  5. التربية الإسلامية في بلاد الغرب
    بواسطة السعيد شيخ في المنتدى فرسان المواضيع الساخنة.
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 11-16-2009, 06:14 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •