مهرجان الأفلام العربية الفرنسية
سينما تتجاوز الحدود
بعد توقفه لعدة سنوات، يعود مهرجان الأفلام «العربية-الفرنسية» مجدداً لتقديم عدد من التجارب السينمائية، التي حرص الجمهور السوري المهتم على حضورها، استجابة للنجاحات المتلاحقة التي حققها. هذه الفعالية التي ينظمها المركز الثقافي الفرنسي بدمشق تقوم فكرتها الأساسية على اختيار عدد من الأفلام الحديثة التي حققت حضوراً طيباً في مجمل المحافل والمهرجانات السينمائية العالمية، لكن بشرط أن تكون جميعها «من إنتاج فرنسي عربي مشترك»، كما قال لـ «البعث» السيد باتريك بيريز مدير المركز الثقافي الفرنسي الذي أضاف في حديثه حول هذه المبادرة «الهدف الأساسي من إعادة إحياء المهرجان، هو محاولة تطوير السينما العربية، بشكل يقوم على تبادل الخبرات بالاعتماد على المواهب والطاقات الشابة العربية، عبر إتاحة الفرصة لهذه المواهب لخوض تجربة إنتاج وعمل سينمائي مشترك، من بداية فكرة الفيلم، وصولاً إلى لحظة العرض الجماهيري» ويطمح السيد بيريز أن يتحول هذا المهرجان إلى حدث يتكرر بشكل سنوي، على الرغم من العوائق والتفاصيل الكثيرة التي أعاقت استمراره في السنوات الماضية «نحن نسعى لجعل مهرجان الأفلام الفرنسية – العربية موعداً سنوياً وذلك يعتمد على مدى نجاحه وبالتالي فالجمهور السوري هو الذي سيقرر ويضمن استمرارية هذا المهرجان».
في دورة هذا العام حرصت إدارة المهرجان على تقديم بانوراما سينمائية، تضمنت 17 فيلماً منها ما أنتج حديثاً، ومنها ما قدم كعروض استعادية، كنوع من التكريم كما أضاف السيد بيريز «بالطبع هناك بعض الأفلام السورية ذات الإنتاج الفرنسي كبعض أفلام المخرج السينمائي السوري الراحل عمر أميرالاي في مراحل متقدمة من مسيرته المهنية، وفيلم لأسامة محمد وأفلام أخرى، وهي أفلام لم تعرض أبداً في هذا المهرجان. كما أن الإنتاجات الفرنسية أو السورية - الفرنسية لأفلام سورية هي في الواقع قليلة جداً مقارنة بغيرها من الإنتاجات في بلدان مثل لبنان و المغرب و الجزائر».
وعن دور المركز الثقافي الفرنسي في تنشيط الحراك الثقافي في سورية يضيف بيريز «يشارك المركز الثقافي الفرنسي بدمشق في المشهد الثقافي السوري من خلال الفعاليات المتنوعة، بالنسبة للسينما مثلاً، هناك فعاليات ثابتة مثل العروض التي تقدم كل يوم اثنين من كل أسبوع، وهي الأفلام الموجهة للجمهور العريض، أيضاً هناك النادي السينمائي كل يوم خميس حيث يعقب عرض الفيلم ندوة سينمائية حوارية بحضور أسماء سينمائية مهمة» كما يحرص المركز دائماً على ترسيخ فعاليات ثقافية دورية، ويحاول القائمون عليه على جعلها سنوية استجابة لما تلقاه هذه الفعاليات، من اهتمام وحضور من قبل الجمهور السوري «هناك فعاليات كبيرة ومهرجانات متعددة، جاءت استجابة لرغبة الجمهور السوري، مثل مهرجان أفلام التحريك ومهرجان الأفلام الفرنسية-العربية... كما يسعى المركز لدعم وتشجيع السينما السورية من خلال جميع نشاطاته سواء الثابتة أو المؤقتة» وأكد بيريز أن جميع الأفلام التي عرضها المهرجان، حققت الشروط الرقابية والفنية «بالنسبة للأفلام التي تم عرضها فقد تم شراء حقوق العرض من الشركة الموزعة، لا يعرض في المركز الثقافي الفرنسي أي فيلم دون موافقة هيئة الرقابة السورية، وبالتالي فإن فيلمي عمر أميرالاي اللذين كانا ممنوعين سابقاً، قد تم عرضهما حالياً بموافقة هيئة الرقابة بالتأكيد فنحن نعتمد على وزارة الثقافة السورية في دعمها لنشاطاتنا».
يذكر أن المهرجان قد عرض ضمن فعالياته ثلاثة أفلام للمخرج التسجيلي السوري الراحل عمر أميرالاي، الأول فيلم «الدجاج1977» الذي يرصد يوميات سكان قرية تركوا نشاطاتهم التقليدية للانخراط في تربية الدجاج وإنتاج البيض. أما الفيلم الثاني فهو «الحياة اليومية في قرية سورية1974» الذي جاء إثر زيارة قام بها المخرج مع الكاتب المسرحي الراحل سعد الله ونوس إلى قرية لمراقبة عواقب الإصلاح الزراعي فيها، والفيلم الثالث هو «محاولة عن سد الفرات1970» الذي يرصد الأثر الذي تركه بناء السد في حياة سكان القرى المحيطة.


أنس زرزر

http://www.albaath.news.sy/user/?id=1210&a=108143