انتفضْتُ فَزِعاً من حُلُمٍ رأيتُ فيه نفسي أقفُ على شاطئ بحر اللاذقية بلباسِ البحر، في يومٍ هائجِ الأمواج ..
لم أكنْ أقوى على السباحةِ ..
الموجِ يداهِمُني فأبدأ بالتَّخَبُّطِ منتظراً تراجُعه ..
حتى إذا تراجع، عاد ثانيةً، بهديرٍ عظيم.
أهوِّنُ أمره على نفسي، بالرغم من الخوفِ الدفين ..
وأحاولُ الانسحاب بتؤدةٍ مبتعداً عن الخطر المُحدق بي ..
بعد هنيهةٍ مرَّ بي سائق دراجةٍ ناريةٍ بثلاث عجلات ..
عرفتُ أنهُ ساعي البريدِ من تعز ..
ناديتُ بأعلى الصوت:
هااااا .. ألا من رسائلَ من سورية؟؟
ثم حاولتُ أن أصعدُ طريقاً ترابياً (نقيل) من (النَشَمَةَ) إلى (الكَدَرة) .. أو من (الحوبان) .. لا أدري ..
المهم أنني أردتُ صعودَ السَّفحِ فلم أستطع ..
رغمَ أنني يومَ كنتُ أعيشُ في اليمن، لم أكنُ ليعْجِزُني ارتقاؤه ..

النجد، الذي نزَلَ منه للتوِّ راعٍ مع أغنامه
إثرَ كلِّ محاولةٍ لصعودِه .. يُصبحُ ما وراؤه حُلماً أبعدَ وأعذب.

استيقظتُ وأنا أردد:
أبكي على أياميَّ اليُمُنِ
تلكَ التي أمضيتُ في اليمنِ
باشرتني الذكرياتُ في تيارٍ من الألم يعتصرُ فؤادي ..
لم يظهرْ على مُحيايَ .. إلا المكابرةَ واللا مبالاة


2/7/1993


النقيل: هو طريقٌ جبلي صاعدٌ في سفح الجبل، يسلُكُه المشاة والدواب .. بلهجة أهل اليمن
النشمة والكدرة والحوبان .. أسماء قرى في ريف تعز