منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 4 من 4
  1. #1

    كيف نتحاور اليوم ؟

    بين المناظرة والمجادلة في الحوار المطلوب :


    مفهوم المناظرة عند اللغويين أن يتخاطب شخصان حول قضية ما ، في حوار نزاعي في حال مواجهة بين الطرفين أي خطاب وجها لوجه لإقناع الآخر بالرأي أو المعتقد أو البرنامج أو المنهج الذي يدعو إليه.
    وفي هذا الجانب أو المقصد العام وهو الإقناع تشترك مع المجادلة ،
    لكن الثانية ـ المجادلة ـ لا يشترط أن تكون خطاب مواجهة فقد يكون الحديث بين الطرفين في صحيفة يومية يسعى فيها المجادل إلى إيضاح وجهة نظره في أمر أو مسألة ما ، مدعما مواقفه بالحجج والبراهين والأدلة أو ما يسمى بالدعامات ؛
    وبالتالي فالمجادلة أخص من المخاطبة أو المحاورة .
    وقد وقعت مناظرة كان الخطاب فيها وجها لوجه بين الحاتمي وأبي الطيب المتنبي في ( مدينة السلام ) أو في ( مربض حميد ) على وجه التحديد ( كما يقول الدكتور : محمد العبد أستاذ الأدب في جامعة عين شمس بالقاهرة )
    وفي حضور جماعة من شداة الأدب في مجلس أبي الطيب المتنبي ؛
    ولكن المُطَّلِعَ على مادار في نص الكلام ومتن المناظرة والمحاورات يجد أن الحاتمي كان يرضي غروره بما يناسب هواه حتى يوضح للقاريء أنه كان الغالب لأبي الطيب في عقر داره وبين مريديه ليثبت أنه في الأدب واللغة أعلى من أبي الطيب المتنبي كعبا ومنزلة ، وهذا غير صحيح في واقع الإبداع والإنتاج الموروث عنهما .
    وهذا يدل على أنها لم تكن مناظرة أو مواجهة بل كانت مجادلة من أسلوبها في الحوار اقرأ مثلا هذه العبارات الواردة على لسان الحاتمي :
    - يا هذا ...............( استخفافا وهزؤا بالمتنبي )
    ولو كان خطابه بتودد وتلطف لأظهر نفسه في المجلس بمظهر الند غير المغرض
    وكان خطاب الحاتمي بعد أن بدأ المتنبي مناظره أو محاوره بقوله :
    _ أي شيء بلغك؟
    وفي افتتاح المناظرة بمثل هذا السؤال حدة ملحوظة ، إذ المعتاد في المخاطبات الأخرى غير النزاعية أن يأخذ السؤال صيغة أكثر تلطفا كان يقول مثلا :
    - ماذا عندك؟ أو ماذا وراءك يا حاتمي ؟ أو نحو ذلك
    وفي رد الحاتمي جفوة وخشونة عندما يقول :
    - أنا بخير لولا ما جنيت على نفسي من قصدك ، وكلفت قدمي في المسير إلى مثلك)
    وقد اتهم المتنبي في قوله:

    في فيقلق من حديد لو رميت به = صروف الزمان لما دارت دوائره
    أنه نقل المعنى عن الناجم حين قال :

    مديح لو مدحت به الليالي = لما دارت عليّ لها صروف
    والحقيقة أن المناظرة إذا دققنا فيها بين القصد والنية لوجدناها مجادلة بالضرورة ؛ فكل مناظرة مجادلة وليس كل مجادلة مناظرة ، فهما مشتركان في القصد لكن كلا منهما له نمط من الخطاب
    لقصد إقامة الحجة بتقرير الاختلافات في المعتقد والمتجه والهدف .
    وقد ذكر الأستاذ ( باسل حاتم )
    في كتابه نموذج المجادلة من البلاغة العربية )
    وذكر الدكتور محمد العبد في ( بحوث في تحليل الخطاب الإقناعي) المنشور عن دار الفكر العربي بالقاهرة سنة 1999 صفحة 43
    أن الجدل قسمان أحدهما محمود والآخر مذموم
    فالأول يقصد به الحق ويستعمل فيه الصدق
    والثاني المذموم فيراد به المجادلة والغلبة وطلب الرياء والسمعة
    وهذا ما أكده قدامة بن جعفر في نقد النثر طبعة بيروت 1982 صفحة 117
    وقد يقول قائل إن المعروف عن المتنبي تكبره على الشعراء ، وأن الحاتمي أراد أن يثبت تفوقه عليه في الأدب والبيان والبلاغة في الحوار والتخاطب في مناظرة لكسر هذا الغرور ؛ ولكنه لم يتخذ أسلوب المناظرة المحمود فكانت مناظرته مع المتنبي من باب المجادلة المذمومة .
    فالمناظرة إذا كان ينبغي لها أن تأخذ طريق المفارقة بينها وبين المجادلة بينهما ،
    كان يمكن أن تؤكد حجج الحاتمي وأدلته بتوالي الخطوات المترابطة منطقيا؛ أن اللغة آلة الشعر وجماله البياني ؛ وهذا صحيح ، لكن لا يشترط في الشاعر أن يكون عالم لغة ، إنما يكفيه أن يكون عالما بكيفية الإبداع باللغة كما كان يفعل المتنبي في شعره حين قال :

    أنام ملء جفوني عن شواردها = ويسهر الخلق جراها ويختصموا
    أي في تأويل روعة بيانه واستخدامة للغة الحروف والكلمات ، وإن سؤال الحاتمي للمتنبي عن الفرق بين التقديس والقداس والقادس ، لم يكن بغرض المذاكرة كما قال السائل ، بل كان مهاترة كما قال المسؤول ، وليس في عجز المتنبي عن بيان الفارق مثلا ما يصلح في المناظرة أن يكون مقدمة لنتيجة الإقلال من شأنه في المناظرة الحوارية ، لكن عجز المتنبي عن خلع إعجابه بنفسه بحجج إنتاجه الشعري التي كان يقدمها لم تبقيه هو أيضا في دائرة المناظرة والجدل المحمود حين رد على الحاتمي بكثرة ذكره لأبي تمام بقوله :
    - قد أكثرت من أبي تمام ، لاقدس الله أبا تمام وذويه !!
    فرد عليه الحاتمي : ولا قدس السارق منه والواقع فيه )
    وهنا انقلبت المناظرة إلى مجادلة مذمومة . وهو ما يسمى بالجدل العقيم .

    والسؤال الذي أطرحه اليوم عليكم :
    كيف يمكن أن نتحاور حول قضايانا المتعددة بعقلانية وإقناع؟

    هل في صراخنا الدائر وشعاراتنا المشتعلة بالهتاف لهذا الفريق أو ذاك يمكن أن نسمي ذلك
    نجاحا في اكتساب المغانم الحقيقية لصالح مجتمعاتنا ؟ أم بالمناظرة لبيان الأصلح لتولي المسؤولية ؟ أجيبوني من فضلكم ولكم تحياتي .

  2. #2

    رد: كيف نتحاور اليوم ؟

    السلام عليكم
    قدمت أستاذنا العزيز موضوعا هاما أمسكت باركانه الهامة وبعد:
    اولا الدليل حال المحاجة
    ثانيا حسن الحوار دون ضوضاء وهذا مالا يتقنه جل المتحاورين في زمننا هذا فكل ينتصر لرأيه والاهم ان نتقبل الآخر وثانيا ان نتقن فن الحديث..
    فمن محاسن الحوار الإيجابي ان تحترم محاورك وتنمق ألفاظك بحيث لا يفهم منها إلا معنى واحد وهنا بيت القصيد الذي يجعل جل سوء الفهم من تلك العلة.
    رد مبدئي وأكاد أحار أين اصنف الموضوع ففيه من محسنات اللغة مايجعلني ارجح وضعة في قسم اللغة العربية والامر لك.
    كل التقدير وتثبيت
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  3. #3

    رد: كيف نتحاور اليوم ؟

    والسؤال الذي أطرحه اليوم عليكم :
    كيف يمكن أن نتحاور حول قضايانا المتعددة بعقلانية وإقناع؟
    هل في صراخنا الدائر وشعاراتنا المشتعلة بالهتاف لهذا الفريق أو ذاك يمكن أن نسمي ذلك
    نجاحا في اكتساب المغانم الحقيقية لصالح مجتمعاتنا ؟ أم بالمناظرة لبيان الأصلح لتولي المسؤولية ؟ أجيبوني من فضلكم ولكم تحياتي .

    </I>


    أستاذنا سؤال مشروع من أصاخ السمع لكن مانراه اليوم ان كل يريد ان يتكلم فقط ويجد من يسمعه فهل يكون منصفا ويسمع كما يتكلم؟
    شكرا لك ولهذا الموضوع الهام الذي يجسد اهمية فنية الحواراولا واخيرا.
    رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاَةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاء
    رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ
    **************
    قال ابن باز رحمه الله
 :

    لباسك على قدر حيائك
    وحياؤك على قدر ايمانك

    كلما زاد ايمانك زاد حياؤك
    وكلما زاد حياؤك زاد لباسك

  4. #4

    رد: كيف نتحاور اليوم ؟

    سؤال جميل لأستاذ كبير لم يشاركنا الحوارات عبر المواضيع هنا وقد طرح موضوعه في قسم الحوار!!
    تحية من غزة لأهل مصر!!!

المواضيع المتشابهه

  1. نصف المعلومة تشوه العملية التربوية في "دعنا نتحاور" بالسادس الابتدائي
    بواسطة فريد البيدق في المنتدى فرسان اللغة العربية
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 02-05-2018, 07:40 PM
  2. انواع و اسباب الحول و علاج الحول و الحول الكاذب
    بواسطة بنان دركل في المنتدى فرسان الطبي العام .
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 11-23-2016, 09:27 AM
  3. العراق يحكم اليوم بالنار والقتل والحديد من بعد ذي قار اليوم البصره والعماره
    بواسطة الحمداني في المنتدى فرسان المواضيع الساخنة.
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 07-20-2015, 08:58 AM
  4. مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 12-13-2012, 01:13 AM
  5. اليوم هو اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة
    بواسطة رغد قصاب في المنتدى فرسان الأم والطفل.
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 11-25-2009, 06:50 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •