منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 8 من 8
  1. #1

    من روائع الشيخ علي الطنطاوي …. رحمه الله

    يقول الشيخ علي الطنطاوي -رحمه الله -
    حدثني رجل كبير القدر صادق اللهجه قال: كنت في لندن ،فرأيت صفا طويلا من الناس يمشي الواحد
    منهم على عقب الآخر ممتدا من وسط الشارع إلى اخره
    فسألت فقالوا أن هنا مركز توزيع وأن الناس يمشون اليه صفا كلما جاء واحد اخذ آخر الصف فلا يكون تزاحم
    ولا تدافع ولا يتقدم احد دوره ولو كان الوزير ولو كان أمامه الكناس وتلك عادتهم في كل مكان على مدخل
    الكنيسة وعلى السينما وأمام بائع الجرائد وعند ركوب الترام أوصعود القطار .
    قال: ونظرت فرأيت في الصف كلبا في فمه سله وهو يمشي مع الناس كلما خطو خطوة..
    خطا خطوة لايحاول أن يتعدى دوره أو يسبق من أمامه ولا يسعى من وراءه ليسبقه ولا يجد غضاضة أن يمشي
    وراء كلب مادام قد سبقه الكلب .
    فقلت ما هذا ؟
    قالوا كلب يرسله صاحبه بهذه السلة وفيها الثمن والبطاقة فيأتيه بنصيبه من الإعاشة .
    لما سمعت هذه القصة خجلت من نفسي أن يكون الكلب قد دخل النظام وتعلم اداب المجتمع
    ونحن لانزال نبصر أناسا في أكمل هيئه وأفخم زي تراهم فتحسبهم من الأكابر يزاحمونك ليصعدوا الترام قبلك بعدما
    وضعت رجلك على درجته…
    أو يمدون ايديهم من فوق رأسك إلى شباك البريد وأنت جئت قبلهم وأنت صاحب الدور دونهم…
    أو يقفزون ليدخلوا قبلك على الطبيب وأنت تنظر متالما لساعتين…
    وهم إنما وثبوا من الباب الى المحراب .
    خجلت من رجال لم يتعلموا الانتظام الذي تعلمته الكلاب !!ـ

  2. #2

    رد: من روائع الشيخ علي الطنطاوي …. رحمه الله

    رحم الله الشيخ علي الطنطاوي

    وتذكرت قولا كان لرئيسة وزرار اسرائيل السابقه (كولدامائير)
    وهو ( لااخاف العرب اذا امتلكوا القنبله الذريه (نوويه) واخافهم اذا تعلموا ركوب الباص بانتظام)
    سلمت يداك وقصه رائعه

  3. #3

    رد: من روائع الشيخ علي الطنطاوي …. رحمه الله

    طابور دخول المسجد



    أ.د. محمود نديم نحاس

    منذ أكثر من نصف قرن كتب الشيخ علي الطنطاوي - رحمه الله – عن التزام البريطانيين بالطابور، فكل واحد يقف في دوره، فلا تزاحم ولا تدافع، ولا يتقدم أحد دوره ولو كان وزيراً وأمامه كنّاس، فتلك عادتهم حتى أمام بائع الجرائد وعند ركوب الأوتوبيس أو صعود القطار. وحدّثه شخص أنه رأى مرة في الصف كلبا في فمه سلة وهو يمشي مع الناس، لا يتعدى دوره، ولا يسعى أحد ليسبقه، ولا يجد غضاضة أن يمشي وراء كلب مادام قد سبقه في الصف، وذاك الكلب كان يرسله صاحبه مع سلة فيها الثمن والبطاقة التموينية فيأتيه بنصيبه من الإعاشة. ويعلق الشيخ بقوله: لما سمعت هذه القصة خجلت من نفسي أن يكون الكلب قد دخل النظام وتعلم آداب المجتمع، وخجلت من رجال لم يتعلموا الانتظام.
    وإذا كان الطنطاوي نقل عن غيره فأنا أكتب عما رأيته بنفسي عن مسلمين يعيشون في بريطانيا وقد أخذوا بهذه الطريقة المريحة في الحياة وطبقوها حتى عند دخول المسجد. ففي مسجد في حي شعبي، معظم مرتاديه من الطبقة العاملة من الآسيويين والصوماليين، كان المسجد يتسع لحوالي ثمانمائة مصلٍّ لكنه لا يكفي لكل المسلمين، فتقام صلاة العيد فيه ثلاث مرات في أوقات محددة مسبقاً يفصل بينها ثلاثة أرباع الساعة. في ذلك اليوم خرجنا من البيت قبل ساعة كاملة من أول صلاة، فوضعنا السيارة في موقف يبعد عن المسجد أكثر من كيلومتر، فمن غير المسموح أن نترك السيارة في مكان ليس بموقف، أو نعرقل سير أحد حتى ولو من رواد المسجد، فالشرطة لن تتسامح مع أحد حتى لو كان مسؤولاً رفيعاً. وعند وصولنا المسجد كان هناك طابوران طويلان لدخوله، أحدهما للرجال، والآخر للنساء، وكان ينظِّم الدخول رجال من لجنة المسجد يلبسون سترات فسفورية. وكل طابور يمتد ملاصقاً لجدار المسجد حتى لا يأخذ حيزاً كبيراً من الرصيف. وجاء دورنا بالدخول قبل نصف ساعة من الصلاة، وفجأة دخل رجل من أهل النظام وطلب من الناس جميعا أن يقفوا وكأن الصلاة قد أقيمت، فوقفوا في صفوف متراصة وملأوا الفجوات ثم جلسوا من جديد. فاستطاع صاحبنا أن يعرف كم عدد الأماكن الخالية، فأدخل رجالاً بعددها فقط، في حين ترك الباقين في الطابور ينتظرون في الخارج ليحضروا الصلاة التالية.
    وعلى باب الدخول كان هناك شخص يعطي كل واحد كيساً ليضع فيه حذاءه ويتركه أمامه، لأن باب الخروج من المسجد كان في الجهة المقابلة لباب الدخول، وبذا لا يحصل تدافع بين الخارجين من الصلاة الحالية والداخلين للصلاة التالية. وعند باب الخروج كان هناك رجل يجمع أكياس الأحذية من الناس حتى لا يرموها في الشارع. وهكذا كان كل شيء يوحي لأهل الحي أن المسلمين يحبون النظام كغيرهم.

    nahasm@yahoo.com
    كلية الهندسة، جامعة الملك عبد العزيز
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  4. #4

    رد: من روائع الشيخ علي الطنطاوي …. رحمه الله

    لطالما قلت، وأعدت، حتى أضجرت وأمللت، أقول للبنات إن اللذة المحرمة شركة بين الشباب وبينكن، والعقوبة في الآخرة عليهم وعليكن، ولكن عاقبتها في الدنيا عليكن أنتن.
    المجتمعات يا بنات ظالمات، تسامح الشباب تقولنقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعيشباب أذنب وتاب) ولا تسامح الفتيات، إنها تغفر له زلته وتنسى حوبته، ويبقى أثر الزلة في البنت: ثقلا في بطنها، ووصمة على جبينها، لا تفارقها حتى تفارق حياتها!
    (ذكريات علي الطنطاوي 2/85)

    خدمة مجلة البيان 88004 - جوال البيان(1)
    #00FF00
    إمضاء / عبدالرحمن سالم سليمان
    مع أرق التهانى ودوام التوفيق والنجاح

  5. #5

    رد: من روائع الشيخ علي الطنطاوي …. رحمه الله


    قـــال الطنطاوي رحمه الله في

    فلسفته الجميلة عن الحبّ :

    من حرّم الكلام في الحُب ؟؟

    والله الذي أمال الزهرة على الزهرة حتى تكون الثمرة .
    .
    وأدنى الجبل من الجبل حتى يولد الوادي ..ولوى الأرض في مسراها على الشمس حتى يتعاقب الليل والنهار ..

    هو الذي ربط بالحب القلبَ بالقلب ..

    ولولا الحب ما التفَّ الغصن على الغصن في الغابة النائية ..

    ولا عطف الظبي على الظبية في الكناس البعيدة ، ولا حنى الجبل على الرابية الوادعة ..

    ولا أمدَّ الينبوع الجدول السّاعي نحو البحر ..

    ولولا الحب ما بكى الغمام لجدب الأرض ..

    ولا ضحكت الأرض بزهر الربيع ..

    ولا كانت الحياة ..ما في الحب من شيء ولا على المحبين سبيل ..

    إنما السبيل على من ينسى في الحب دينه أو يُضيِّع خُلقه ، أو يهدم رجولته أو يشتري بلّذة لحظة في الدنيا عذاب ألف سنة في جهنم
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  6. #6

    رد: من روائع الشيخ علي الطنطاوي …. رحمه الله


    تعلموا الإنتظام الذي تعلمته الكلاب !!



    يقول الشيخ علي الطنطاوي -رحمه الله -

    حدثني رجل كبير القدر صادق اللهجه قال: كنت في لندن ،فرأيت صفا طويلا من الناس يمشي الواحد
    منهم على عقب الآخر ممتدا من وسط الشارع إلى اخره
    فسألت فقالوا أن هنا مركز توزيع وأن الناس يمشون اليه صفا كلما جاء واحد اخذ آخر الصف فلا يكون تزاحم
    ولا تدافع ولا يتقدم احد دوره ولو كان الوزير ولو كان أمامه الكناس وتلك عادتهم في كل مكان على مدخل
    الكنيسة وعلى السينما وأمام بائع الجرائد وعند ركوب الترام أوصعود القطار .
    قال: ونظرت فرأيت في الصف كلبا في فمه سله وهو يمشي مع الناس كلما خطو خطوة..
    خطا خطوة لايحاول أن يتعدى دوره أو يسبق من أمامه ولا يسعى من وراءه ليسبقه ولا يجد غضاضة أن يمشي
    وراء كلب مادام قد سبقه الكلب .
    فقلت ما هذا ؟
    قالوا كلب يرسله صاحبه بهذه السلة وفيها الثمن والبطاقة فيأتيه بنصيبه من الإعاشة .
    لما سمعت هذه القصة خجلت من نفسي أن يكون الكلب قد دخل النظام وتعلم اداب المجتمع
    ونحن لانزال نبصر أناسا في أكمل هيئه وأفخم زي تراهم فتحسبهم من الأكابر يزاحمونك ليصعدوا الترام قبلك بعدما
    وضعت رجلك على درجته…
    أو يمدون ايديهم من فوق رأسك إلى شباك البريد وأنت جئت قبلهم وأنت صاحب الدور دونهم…
    أو يقفزون ليدخلوا قبلك على الطبيب وأنت تنظر متالما لساعتين…
    وهم إنما وثبوا من الباب الى المحراب .
    خجلت من رجال لم يتعلموا الانتظام الذي تعلمته الكلاب !!
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  7. #7

    رد: من روائع الشيخ علي الطنطاوي …. رحمه الله

    يقول الشيخ / علي الطنطاوي رحمه الله :


    لم أسمع زوجاً يقول إنه مستريح سعيد ، وإن كان في حقيقته سعيداً مستريحاً ،
    لأن الإنسان خلق كفوراً، لا يدرك حقائق النعم إلا بعد زوالها، ولأنه ركب من الطمع،
    فلا يزال كلما أوتي نعمة يطمع في أكثر منها، فلا يقنع بها ولا يعرف لذاتها، لذلك يشكوا الأزواج أبداً نساءهم، ولا يشكر أحدهم المرأة إلا إذا ماتت ، وانقطع حبله منها وأمله فيها
    هنالك يذكر حسناتها ، ويعرف فضائلها .


    أما أنا فإني أقول من الآن -
    تحدثاً بنعم الله وإقراراً بفضله -

    إني سعيد في زواجي وإني مستريح وقد أعانني على هذه السعادة أمور
    يقدر عليها كل راغب في الزواج ، طالب للسعادة فيه ،

    فلينتفع بتجاربي من لم يجرب مثلها ، وليسمع وصف الطريق من سالكه
    من لم يسلك بعد هذا الطريق .

    أولها:
    أني لم أخطب إلى قوم لا أعرفهم،
    ولم أتزوج من ناس لا صلة بيني وبينهم ..
    فينكشف لي بالمخالطة خلاف ما سمعت عنهم ،
    وأعرف من سوء دخيلتهم ما كان يستره حسن ظاهرهم ،
    وإنما تزوجت من أقرباء عرفتهم وعرفوني ،
    واطلعت على حياتهم في بيتهم وأطلعوا على حياتي في بيتي
    إذ رب رجل يشهد له الناس بأنه أفكه الناس ،
    وأنه زينة المجالس ونزهة المجامع ،
    وأمها بنت المحدّث الأكبر ،
    عالم الشام بالإجماع الشيخ بدر الدين الحسيني رحمه الله
    فهي عريقة الأبوين ، موصولة النسب من الجهتين .

    والثاني:
    أني اخترتها من طبقة مثل
    طبقتنا ، فأبوها كان مع أبي في محكمة النقض ،
    وهو قاض وأنا قاض ،
    وأسلوب معيشته قريب من أسلوب معيشتنا ،
    وهذا الركن الوثيق في صرح السعادة الزوجية ،
    ومن أجله شرط فقهاء الحنفية الكفاءة بين الزوجين
    ( وهم فلاسفة الشرع الإسلامي )

    والثالث:
    أني انتقيتها متعلمة تعليماً عادياً ،
    شيئاً تستطيع به أن تقرأ وتكتب ، وتمتاز من العاميات الجاهلات ،
    وقد استطاعت الآن بعد ثلاثة عشر عاماً في صحبتي
    أن تكون على درجة من الفهم والإدراك ،
    وتذوق ما تقرأ من الكتب والمجلات ، لا تبلغها المتعلمات
    وأنا أعرفهن وكنت إلى ما قبل سنتين
    ألقي دروساً في مدارس البنات ،
    على طالبات هن على أبواب البكالوريا ،
    فلا أجدهن أفهم منها ، وإن كن أحفظ لمسائل العلوم
    يحفظن منها ما لم تسمع هي باسمه ،
    ولست أنفر الرجال من التزوج بالمتعلمات ،
    ولكني أقرر - مع الأسف - أن هذا التعليم
    الفاسد بمناهجه وأوضاعه ،
    يسيء على الغالب إلى أخلاق الفتاة وطباعها ،
    ويأخذ منها الكثير من مزاياها وفضائلها ،
    ولا يعطيها إلا قشوراً من العلم لا تنفعها في حياتها
    ولا تفيدها زوجاً ولا أماً ،
    والمرأة مهما بلغت لا تأمل من دهرها أكثر
    من أن تكون زوجة سعيدة ، وأماً .

    والرابع:
    أني لم أبتغ الجمال وأجعله هو الشرط اللازم الكافي
    كما يقول علماء الرياضيات ، لعلمي أن الجمال ظل زائل
    لا يذهب جمال الجميلة ، ولكن يذهب شعورك به ، وانتباهك إليه ،
    لذلك نرى من الأزواج من يترك امرأته الحسناء ،
    ويلحق من لسن على حظ من الجمال ،
    ومن هنا
    صحت في شريعة إبليس قاعدة الفرزدق
    وهو من كبار أئمة الفسوق ،
    حين قال لزوجته النوار
    في القصة المشهورة :
    ما أطيبك حراماً وأبغضك حلالاً .

    والخامس:
    إن صلتي بأهل المرأة لم يجاوز إلى الآن ،
    بعد مرور قرن من الزمان ، الصلة الرسمية ،
    الود والاحترام المتبادل ، وزيارة الغب ،
    ولم أجد من أهلها ما يجد الأزواج من الأحماء
    من التدخل في شؤونهم ، وفرض الرأي عليهم ،
    ولقد كنا نرضى ونسخط كما يرضى كل زوجين ويسخطان ،
    فما تدخل أحد منهم يوماً في رضانا ولا سخطنا
    ولقد نظرت اليوم
    في أكثر من عشرين ألف قضية خلاف زوجي ،
    وصارت لي خبرة أستطيع أن أؤكد القول معها
    بأنه لو ترك الزوجان المختلفان ،
    ولم يدخل بينهما أحد من الأهل ولا من أولاد الحلال ،
    لانتهت بالمصالحة ثلاثة أرباع قضايا الزواج .

    والسادس:
    أننا لم نجعل بداية أيامنا عسلاً كما يصنع أكثر الأزواج ،
    ثم يكون باقي العمر حنظلاً مراً ، وسماً زعافاً ،
    بل أريتها من أول يوم أسوأ ما عندي ،
    حتى إذا قبلت مضطرة به
    وصبرت محتسبة عليه ، عدت أريها من حسن خلقي ،
    فصرنا كلما زادت حياتنا الزوجية يوماً زادت سعادتنا قيراطاً .

    والسابع:
    أنها لم تدخل جهازاً وقد اشترطت هذا ،
    لأني رأيت أن الجهاز من أوسع أبواب الخلاف بين الأزواج ،
    فإما أن يستعمله الرجل ويستأثر به فيذوب قلبها خوفاً عليه ،
    أو أن يسرقه ويخفيه ، أو أن تأخذه بحجز احتياطي
    في دعوى صورية فتثير بذلك الرجل .

    والثامن:
    أني تركت ما لقيصر لقيصر ،
    فلم أدخل في شؤونها من ترتيب الدار وتربية الأولاد ،
    وتركت هي لي ما هو لي ، من الإشراف والتوجيه ،
    وكثيراً ما يكون سبب الخلاف
    لبس المرأة عمامة الزوج وأخذها مكانه ،
    أو لبسه هو صدار المرأة ومشاركتها الرأي في
    طريقة كنس الدار ،
    وأسلوب تقطيع الباذنجان ،
    ونمط تفصيل الثوب .

    والتاسع:
    أني لا أكتمها أمراً ولا تكتمني ،
    ولا أكذب عليها ولا تكذبني ،
    أخبرها بحقيقة وضعي المالي ،
    وآخذها إلى كل مكان أذهب إليه أو أخبرها به ،
    وتخبرني بكل مكان تذهب هي إليه ،
    وتعود أولادنا الصدق والصراحة ،
    واستنكار الكذب والاشمئزاز منه .
    والعاشر:
    ولست
    والله أطلب من الإخلاص والعقل والتدبير
    أكثر مما أجده عندها :
    فهي من النساء الشرقيات اللائي يعشن للبيت لا لأنفسهن ،
    للرجل والأولاد ، تجوع لنأكل نحن ،
    وتسهر لننام ، وتتعب لنستريح ،
    وتفنى لنبقى ،
    هي أول أهل الدار قياماً ، وآخرهم مناماً ،
    لا تنثني تنظف وتخيط وتسعى وتدبر ،
    همها إراحتي وإسعادي .
    إن كنت أكتب ، أو كنت نائماً أسكتت الأولاد ،
    وسكنت الدار ، وأبعدت عني كل منغص أو مزعج .
    تحب من أحب ، وتعادي من أعادي ،
    وإن كان حرص النساء على إرضاء الناس
    فقد كان حرصها على إرضائي ،
    وإن كان مناهن حلية أو كسوة
    فإن أكبر مناها
    أن تكون لنا دارنملكها نستغني بها عن بيوت الكراء .

    والحادي عشر:
    تحب أهلي ، ولا تفتأ تنقل إلي كل خير عنهم ،
    إن قصرت في بر أحد منهم دفعتني ،
    وإن نسيت ذكرتني ،
    حتى إني لأشتهي يوماً أن يكون بينها وبين أختي خلاف
    كالذي يكون في بيوت الناس ، أتسلى به ،
    فلا أجد إلا الود والحب ، والإخلاص من الثنتين ،
    والوفاء من الجانبين !!.

    إنها الأنموذج الكامل للمرأة الشرقية ،
    التي لا تعرف في دنياها إلا زوجها وبيتها ،
    والتي يزهد بعض الشباب فيها ،
    فيذهبون إلى أوربا أو أميركا ليجيؤوا بالعلم
    فلا يجيؤون إلا بورقة في اليد ،
    وامرأة تحت الإبط ،
    امرأة يحملونها يقطعون بها نصف
    محيط الأرض أو ثلثه أو ربعه ،
    ثم لا يكون لها من الجمال ،
    ولا من الشرف ولا من الإخلاص
    ما يجعلها تصلح خادمة للمرأة الشرقية ،
    ولكنه فساد الأذواق وفقد العقول ،
    واستشعار الصغار وتقليد الضعيف للقوي .

    يحسب أحدهم أنه إن تزوج امرأة من أمريكا
    أو أي امرأة عاملة في شباك السينما ، أو في مكتب الفندق ،
    فقد صاهر طرمان ، وملك ناطحات السحاب ،
    وصارت له القنبلة الذرية ،
    ونقش اسمه على تمثال الحرية !!.

    إن نساءنا خير نساء الأرض ،
    وأوفاهن لزوج ، وأحناهن على ولد ،
    وأشرفهن نفساً ، وأطهرهن ذيلاً ،
    وأكثرهن طالعة امتثالاً وقبولاً ،
    لكل نصحٍ نافع وتوجيه سديد .

    وإني
    ما ذكرت بعض الحق في مزايا زوجتي
    إلا لأضرب المثل من نفسي على السعادة التي يلقاها
    زوج المرأة العربية

    لعل الله يلهم أحداً من العزاب القراء العزم على الزواج
    فيكون الله قد هدى بي ، بعد أن هداني

    #00FF00
    إمضاء / عبدالرحمن سالم سليمان
    مع أرق التهانى ودوام التوفيق والنجاح

  8. #8
    جواك الله خيرا وبانتظار المزيد
    إذا كنتَ لا تقرأ إلا ما تُوافق عليـه فقط، فإنكَ إذاً لن تتعلم أبداً!
    ************
    إحسـاس مخيف جـدا

    أن تكتشف موت لسانك
    عند حاجتك للكلام ..
    وتكتشف موت قلبك
    عند حاجتك للحب والحياة..
    وتكتشف جفاف عينيك عند حاجتك للبكاء ..
    وتكتشف أنك وحدك كأغصان الخريف
    عند حاجتك للآخرين ؟؟

المواضيع المتشابهه

  1. من أروع ما كتب /الشيخ الطنطاوي رحمه الله :
    بواسطة ريما حلواني في المنتدى فرسان التجارب الدعوية
    مشاركات: 26
    آخر مشاركة: 01-07-2023, 02:50 AM
  2. من روائع الشيخ علي الطنطاوي …. رحمه الله‎
    بواسطة مصطفى الطنطاوى في المنتدى فرسان الإسلام العام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 11-21-2010, 08:47 PM
  3. عن الشيخ الطنطاوي رحمه الله‎
    بواسطة المتفائل في المنتدى فرسان الإسلام العام
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 05-26-2010, 08:41 AM
  4. مقالة رائعة جدا للشيخ علي الطنطاوي رحمه الله
    بواسطة ندى نحلاوي في المنتدى فرسان الإسلام العام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 08-25-2009, 07:29 AM
  5. مقال للشيخ علي الطنطاوي رحمه الله
    بواسطة هشام الخاني في المنتدى فرسان المقالة
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 01-11-2009, 11:04 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •