في ذكرى النكسة تتذكر الأمة العربية تاريخ الخامس من حزيران من كل سنة بمزيد من المرارة
و الألم وذلك أن دولة العصابات الصهيونية المصطنعة على الأرض العربية و
بدون أي مشروعية تستطيع في ظرف وجيزستة أيام لا غير أن تهزم ثلاثة جيوش
عربية وتمرغ شرفها العسكري ثم تحتل غزة والضفة الغربية وسيناء والجولان
وتطرد مئات الآلاف من العرب من ديارهم و أرضهم لتترك المكان للصهاينة
الذين تجلبهم من كافة أصقاع العالم و ترتكب المجازر تلو المجازر على
امتداد الأرض العربية مشرقا و مغربا كما فعلت ذات يوم عندما هاجمت
الفلسطينيين في تونس وقتلت التونسيين و الفلسطينيين معا و بذلك تكون قد
أجرمت في حق كل العرب ومنذ اغتصابها للأرض العربية وهي تقوم بهذه الجرائم
البشعة ويمكن رصد نتائج هذا العدوان على النحو التالي
1 ان الحرب النظامية مع العدو الصهيوني أثبتت عدم جدواها بدليل انتصار
العرب في حرب 1973 ومع ذلك تحول النصر التكتيكي الى هزيمة استراتيجية
بخروج مصر السادات من أتون المواجهة مع هذا العدو الغاصب و المتغطرس
2 الطريق الوحيد لمواجهة هذا العدو الغاشم لا يكون عن طريق الاستسلام
لارادته بقدر ما يكون عن طريق المقاومة الشعبية حيث أعطت أكلها في عدوان
1982 على لبنان حيث تمكن بضعة آلاف من المقاومة الفلسطينية و اللبنانية
الشريفة و بالرغم من الخيانة و الغدر من قبل جيش لحد وغيره من المتآمرين
فقد صمدت القوى الشريفة لعدة أشهر وبعد سنوات قليلة في عمر الشعوب أمكن
اخراج العدو من لبنان دون توقيع أي معاهدة فيها اذلال للأمة
3 تواصل المشروع الاستعماري للهيمنة على المنطقة من خلال العدوان على
العراق بدا بالحرب الأولى الى الحصار الظالم ثم الحرب الأخيرة التي أجهزت
على كل مقومات الدولة والحياة للانسان و الأرض و التاريخ و الحضارة بحيث
كان الاستهداف قاسيا و مريرا و أليما جدا و مع انهيار الجيش النظامي بحكم
عدم توازن القوى و لكن مع ذلك لم يستسلم الشعب العراقي لقدره المحتوم بل
انتفض من بين أنـقاض الركام و المذابح و التهجير و احياء النعرة الطائفية
ليقاوم الاستعمار الصهيو صليبي الصفوي الذي حل به وان كل الدلائل تشير
الى انهيار المشروع الاستعماري برمته وبكل أبعاده الدولية و الاقليمية و
ان فجرا جديدا يهب على المنطقة .
4 ان ما رأيناه خلال الأربعين سنة الماضية يؤكد حقيقة جوهرية أن الصراع
على فلسطين لا يزال يراوح مكانه و أن ارادة الشعوب لا تقهر مهما كانت
أدوات المستعمرين فانهم سوف يهزمون طال الزمن أو قصر
5 ثبت أيضا أن التناقضات الداخلية من شأنها اطالة أمد المعاناة و لذا على
الشعوب المستضعفة أن توجه كل سهام مقاومتها للعدو الحقيقي ولا تشتت قواها
في معارك جانبية من شأنها الهاؤها عن العدو الحقيقي واستنزاف طاقات هي في
أشد الحاجة اليها
6 ان أمل الأمة العربية الاسلامية معقود على قوى المقاومة الشريفة في
فلسطين والعراق لأن انتصارها يعني تحرر كل الأمة من نير الاستعمار و
الغاء مشاريعه البشعة التي تغرق منطقتنا في جحيم التبعية للمستعمر ولذا
فان الواجب يدعونا لمساندة هذه المقاومة الباسلة و دعمها بكل الامكانيات
و عدم تركها وحيدة في مواجهة عدو يمتلك الامكانيات المادية والمعنوية
الرهيبة التي تمكنه من اطالة أمد معاناة أمتنا .
7 ضرورة الوقوف وبشدة الى جانب شعبنا المحاصر في غزة وفك الحصار عنه
تمكينا له من الصمود في وجه الغطرسة الصهيونية وان النصر لقريب باذن
الله .
الناصر خشيني نابل تونس
Email Naceur.khechini@gmail.com
Site http://naceur56.maktoobblog.com/