حماس وأفلام الكرتون
بقلم بهاء رحال
يبدوا أن منتجي أفلام الكرتون ابتكروا أسلوب جديد لترويج إبداعاتهم وأعمالهم أو أن حماس ابتكرت نوعاً جديداً في النضال هو أفلام الكرتون المتحركة التي تراها بين الفينة والأخرى تحمل شعاراً وتحكي قصة ما ، ليس المهم من ابتكر هذا النوع وزج به بهذا الشكل الى شاشات التلفزيون ،بل الأهم ما الذي تحمله هذه الأفلام من ثقافة وماذا يراد منها وقد تناولت قضايا عديدة بنوع من السخرية ومست بالرموز السيادية للوطن في كثير من الأحيان .

في المرة الأخيرة وبعد أن تم عرض فلم شاليط الكرتوني خرج محمود الزهار ليدين هذا الفلم وهو يبدوا عليه مظاهر الانزعاج من مثل هذه التصرفات التي على حد قولة ليس لها أي مضمون ولا تهدف لشيء سوى الإساءة هذا حسب قوله وقد جاهر فيه حتى وصل الى حالة خلاف بينه وبين منتج الفلم وهم كتائب القسام التي أخذت على عاتقها كما في كل مرة إنتاج هذا النوع من الأفلام التي لا تحمل أي مضمون ثقافي أو وطني ولا تعدوا كونها أفلام خالية من أي معنى ، وعلى ما يبدوا أن إنتاج الأفلام من هذا النوع في هذه المرحلة أهم من إنتاج الصواريخ التي تباهوا بها طويلاً ، ربما تماشياً مع مرحلة الهدوء التي تريدها حماس على كامل حدودها والتي تفرضها بالقوة وقد حذرت كافة الفصائل المقاومة من ممارسة أي نشاط لها .

الزهار وفي تصريح جديد له قائلاً حماس لا تقتل الأسرى ، هذا صحيح بل تقاتل بالأسرى وتحارب بهم وهي التي وضعت سكان القطاع كله أسرى بيدها واختطفت ساكنيه واحتمت بهم طوال الحرب الأخيرة التي اتخذت منها حماس قناعاً كي تستمر في حكمها وتزيد في قبضتها على المحاصرين في قطاع غزة .

فلم كرتوني وراء الآخر ، كثيراً ما تهجم على السلطة ورجالاتها وقوات أمنها وحتى على رئيسها السيد الرئيس محمود عباس ولم تعتذر حماس ولم ينطق الزهار بأي كلمة أما من اجل شاليط خرج وقد ظهر عليه الحزن وهو ينفي ويشجب كل ما تضمنه الفلم المصور فما هذا الحزن وكيف يمكننا تفسيره وفي أي إطار يمكن وضعه.

شكل جديد يظهر الخلاف الداخلي الذي تعيشه حركة حماس سواء كان بين الداخل والخارج أو بين الداخل والداخل ونوع من أنواع المنافسة للتساوق مع المشروع السياسي الذي بدا واضحاً في الأفق خاصة في الفترة الأخيرة مع التغيير الواضح في اللهجة والتصريحات التي تصدر عن قيادات الحركة .

كلها أفلام كرتون