قصيدة : فتاة في مطار إحدى الدول العربية

-***-
انتزع مني بطاقتي الشخصية
ليتأكد إني عربية

وبدا يفتش حقيبتي وكأني احمل
قنبلة ذرية

وقف يتأملني بصمت..سمراء وملامحي ثورية
فتعجبت لمطلبه وسؤاله عن الهوية

كيف لم يعرف من عيوني أني عربية
أم انه فضل أن أكون أعجمية
لأدخل بلاده دون إبراز الهوية

وطال انتظاري وكأني لست من بلاد عربية
أخبرته إن عروبتي لا تحتاج لبطاقة شخصية
فلم انتظر على هذه الحدود الوهمية؟

وتذكرت مديح جدي لأيام الجاهلية
عندما كان العربي يجوب المدن العربية

لا يحمل معه سوى زاده ولغته العربية
وبدا يسألني عن اسمي..جنسيتي
وسر زيارتي الفجائية
فأجبته إن اسمي وحدة
جنسيتي عربية... سر زيارتي تاريخية
سألني عن مهنتي وان كان لي سوابق جنائية
فأجابته أني إنسانة عادية
لكني كنت شاهدا على اغتيال القومية
سال عن يوم ميلادي وفي أي سنة هجرية
فأجبته إني ولدت يوم ولدت البشرية
سألني إن كنت احمل أي أمراض وبائية
فأجبته أني أصبت بذبحة صدرية
عندما سألني ابني عن معنى الوحدة العربية
فسألني أي ديانة اتبع الإسلام أم المسيحية
فأجبته باني اعبد ربي بكل الأديان السماوية
فأعاد لي أوراقي حقيبتي وبطاقتي الشخصية
وقال عودي من حيث أتيت
فبلادي لا تستقبل الحرية
ـــــــــــ
منشورات الطليعة العربية في تونس

من ايميلي