28/01/2010 08:02:28 ص
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
37 قطعة وقصيدة مجموع أبياتها 230 بيتا

أبوظبي تسترجع الضائع من "بديع" أبي القاسم علي بن أفلح العبسي




أبوظبي- صدر عن دار الكتب الوطنية في هيئة أبوظبي للثقافة والتراث كتاب جديد بعنوان "البديع" لمؤلفه الشاعر البغدادي جمال الملك "أبي القاسم علي بن أفلح العبسي" المتوفى عام 536 هجرية، والذي يعد من أقدم كتب البديع ورائداً في بابه، ولذا يُعدّ اكتشاف هذا الكتاب ومؤلفه فتحاً من فتوح التحقيق والبحث العلمي. وقد عني بتحقيق كتابه وجمع ما تبقى من شعره الأستاذ إبراهيم صالح.

وأكدت دار الكتب أن هذا الإصدار كشف جديد لإحياء اسم الرجل الذي طمس ذكره بعد ضياع ديوانه ومؤلفاته، ويضاف إلى صرح التراث العربي الشامخ. وقال إبراهيم صالح إنه لا يُعرف لديوان الشاعر اليوم أي أثر، ولعل الزمان يجود به في قادمات الأيام، وإلى أن يحين ذلك، فهذا ما تبقى من شعره، جمعته من مصادر ترجمته وغيرها، فهذه 37 قطعة وقصيدة مجموع أبياتها 230 بيتاً.

ويصدر الكتاب في إطار الاحتفاء بالذكرى المئوية لوفاة الشيخ زايد الأول اعتزازاً بمسيرة البناء التي يتابعها اليوم أحفاده الكرام، وهي الاحتفالية التي أطلقتها هيئة أبوظبي للثقافة والتراث في مايو 2009.

وقد ضمّ الكتاب بين دفتيه – على صغره – حديثاً عن أهم أبواب البديع من تشبيه بجميع أنواعه، وتضمين وتجنيس وتوجيه وحسن تخلص، واستطراد واستعارة، وغيرها من الفنون البديعية التي اتشحت بها أشعار العرب. كما أنه تناول أدوات الشاعر بالدراسة، وفصّل القول فيما يحتاجه الشاعر من أدوات كإلمام النحو واللغة العربية والتصريف والعروض والتقطيع. فضلا عن الإكثار من حفظ الأشعار والأنس بالسير وغيرها مما يلزم الشاعر الإحاطة به.

وقال إبراهيم صالح إن "ابن أفلح لم يهجر الحلة لخلاف بينه وبين أميرها ولكنه رأى أن الحلة لا تحتمل عبقريته، وأن عليه أن يبحث عن دائرة أوسع من الحلة، فقصد بغداد واتصل بأمرائها وكبرائها، فمدحهم ونال جوائزهم"، موضحاً أن صلة ابن مالك بأدباء عصره لم تكن تسير على وتيرة واحدة فنراه يعادي بعضاً ويصاحب آخرين، كما كان يجتمع بوالد العماد الأصفهاني، ويقصد نحوه ويبث شجوه".

وتابع صالح: ولقد عرف ابن أفلح بأنه "شاعر مجيد" وله "شعر مليح"، "سائر الشعر، طائر الذكر"، و"قد أكثر القول في الغزل والمديح، وسائر الفنون فأحسن"، كما عرف بأنه "شديد الهجاء، بذيء اللسان، وله أهاج ومثالب في أعراض الناس، فإذا اتضح له المعنى في هجو أحد، لم يبال أمحسناً كان أم مسيئاً، عدواً أو ولياً"، "حتى أوجب له مقتاً من الناس". وأشار صالح إلى أن هذا الخلق الغريب، هو الذي أوصله إلى ما وصل إليه، من هدم داره، وتشرده في البلدان، وضياع شعره الذي كان يحتفظ به في داره الفاخرة".

العرب اون لاين