علامات ٌ في الطريق....
اختنقت في حلقي العبرات..ومللت الوحدة..وعدت إلى دفاتري العتيقة أقلبها....لم أعد أريد أن أتذكر تلك النسوة اللواتي جعلن من أنفسهن منارة وهن أحوج إليها! ورغم هذا وضعني القدر بينهن لأداري سوءة أحزاني ..فلا حياة دون بشر ولا بشر دون معاناة....وربما لأرى نفسي مجددا أمام المرآة فربما أجد جديدا!!.
الغريب في الأمر أن ورقة التوت التي كنت أستر نفسي بها بدأت بالانزياح ...وبات تشدقهن بأسمال الغنى الفاحش حارقا حتى الصميم....ومسحة العسل التي كنت أداري فيها نفسي شارفت على الانسكاب خارجا....
الغريب أنني أتوق مثلهن تماما في العوم على كوم الترف والمتعة الحلال..وهل هي مسيرة ام ملوثة؟
لا أدري كيف يقدرون ويحسبون الأرقام وأنا أغص في حسابها...
كانت بقايا مقولات قديمة ترن في أذني كثيرا:
-عاشر الغني تغنى...
من أين أتى هذا المثال لا أدري ..هل أيقن صاحبه بالنتيجة؟ ما اعرفه أن لا احد يعطي الآخر دون حساب ولا عتاب!!
كل لثمن مهما كان...القرش كالروح غال...
لامست روحي ضحكاتهن المعهودة وقصصهن التي لا تنتهي...ومازلت أبحث عن بسمة صافية غامرة تزرع الفرح الحقيقي في ثنايا روحي الهائمة على مستنقع الحياة....وربما كنت أبحث عن نفسي ...
جميل أننا غرباء على هذه الأرض فمتى نعود للوطن إذن؟
كنت أعود ونواجذي تؤلمني من حالتي العصبية ...غريب هو الشعور....
كنت على يقين أنني لست أقل منهن نسبا ولا مكانة ولكن هي الحياة والظروف...
كنت أنوء بحمل ليس حملي , توقا لأمر يسعدني ويفاجئني بما لم أتوقعه عمري.....
بدأت أكون شرنقتي..وأبعد عن نفسي شبح الوحدة بغلالة من زيف..فليسوا بأحسن حال مني إلا تلك الدريهمات التافهات....
عاد إلي ذاك الموقف الذي كنت أنتظره بلهفة وأفكر هل فعلا هناك كرم نفس وكرم جيب؟ ومالفرق بينهما؟ولماذا ليسا مقترنين معا؟
أليست البحبوحة المادية تعطي بحبوحة في النفس أيضا أم العكس؟
رتبت أوراقي وأفكاري..ولملمت ثمار صحبتي ومحبتي....
وجلست ودهنت من جديد روحي عسلا....
وطرحت بكل ثقة فكرة لامعة وقضية نابعة من صميم فكري وعصارة جهدي وعملي...
فلعلهن تهفون لجديد..أو مغامرة
وتعالى التأفف والشكوى والنباح حول قضايا لم أكن أتوقعها ولا سمعت بها أبدا....
وكثر اللغط والثرثرة وكأنني أبيع نفسي أوأاشريها تسولا....
-لا يهم كانت مداعبة
مضيت غير آسفة و أكملت صنع شرنقتي....
أم فراس 21-11-2009