منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 3 من 3
  1. #1

    التناقض بين النظيرية و الممارسة

    التناقض بين النظرية و الممارسة


    لو سألت أي إنسان هل تحب الخير للناس ؟ سيجيبك : نعم

    و لو سألت أي شخص هل تحب الظلم و القهر و العدوان سيجيبك : لا

    و لو سألت أين فرد هل تحب الحرب و الدمار و الخراب سيجيبك : لا

    و لو سألت أي إنسان هل تحب الألفة و المحبة و المودّة و الرحمة

    سيجيبك : نعم فهل يعني هذا أن كل الناس يحبون الخير و يكرهون الشرّ

    و يميلون إلى الجمال و يبتعدون عن القبح في القول و الفعل و المظهر ؟ .

    و لو كان ذلك صحيحا فلماذا نجد أن المجتمع ساد فيه الشرّ و الكذب

    و النفاق و الزيف و طغت فيه الأنانية و الأثرة الفردية ؟ . إن هذا

    التناقض بين المصرّح به و الواقع المعيش يدلّ على أن هناك فرق

    كبير بين التنظير و الممارسة أو بين القول و الفعل . فالذي يحدّثك

    عن العدل و المساواة و الخير لجميع الناس فهو في الواقع لا يبحث

    إلا عن التباهي بنفسه أمامك بإظهارها في صورة حسنة ، لذلك فلا

    يجب أن نغترّ كثيرا بما نسمعه من خطب رنّانة مليئة بالوعود الزائفة

    و الأماني الكاذبة يلقيها علينا أشخاص تميزوا سلبا بجشعهم و جبروتهم

    و حبّهم المفرط لذواتهم .

    يجب أن نعرف دائما أن الخبر في البلاغة كلام ، و الكلام يحتمل الصدق

    و الكذب و مع الأسف نجد نسبة الكذب أعلى بكثير من نسبة الصراحة

    و هو ما يدلّ على

    أنّ التنظير سهل و لكنّ الممارسة على غاية من الصعوبة . فمتى يأتي

    اليوم الذي توافق فيه النظرية الممارسة ؟؟؟

    .................... .................... ................

    إنك لو سمعت الأخبار المحلية لبلدك ستجد أن نسبة النموّ

    في الإنتاج الفلاحي تقدّر بـ ....؟ و نسبة النموّ في المجال

    الصناعي تقدّر بـ ....؟ و في المجال السياحي تقدر ب....؟

    و تسمع بأن نسبة الفقر قد تقلصت و نسبة التعلّم قد ارتفعت

    و تسمع الكثير من الأخبار التي تدلّ على المجهودات التي

    تبذلها الحومة من أجل تجاوز الأزمات و حل المشاكل و خدمة

    المواطن ....

    و لكنك عندما تخرج من بيتك إلى الشارع و ترى عدد المتسوّلين

    و الفقراء و العراة و الجياع تتأكد أن كل ما كنت تسمعه هو مجرّد

    أكاذيب و تنظيرات فارغة لا أساس لها من الصّحة ، و تتأكد أن

    الفرق كبير جدا بين النظرية و الممارسة.

    .................... .................... ...........

    إنك لو سمعت أي خطاب سياسي في بلدك ستجده

    ممتلئا بالوعود . فلا وجود للظلم و لا وجود للمحاكمات

    السياسية التعسفيّة ، و لا وجود للتعذيب و القهر و القمع

    و ستجد هذا المسؤول يتحدث عن العدل و عن تكافؤ الفرص

    بين مختلف الأفراد و الشرائح الإجتماعية ، و ستجده

    يتحدث عن حقوق الإنسان و عن حقوق الحيوان و الحشرات .

    و لكنك إذا عدت للواقع تجد أن ما سمعته ليس إلا حلما صعب

    التحقيق إن لم يكن مستحيلا ، فالعدل لا وجود له على أرض

    الواقع و المساواة لا يعرف الناس معناها الحقيقي ، و هو ما

    يؤكد أن التنظير يتناقض تماما مع الممارسة .

    .................... .................... ............

    يتحدث رئيس ناديك المفضل في بداية الموسم الرياضي

    فيصرّح بأنه قام بانتدابات لها قيمة ، فأتي بلاعبين من ذوي

    المهارات العالية ، و انتدب ممرنا له من الكفاءة الشيء الكثير

    و قام الفريق بتربصات و بمباريات وديّة عديدة تجعله يلعب

    في هذا الموسم الرياضي من أجل الحصول على لقب البطولة .

    ثمّ يصرّح نفس المسؤول في نهاية السنة الرايضية فيقول : "

    لقد تمكنّا رغم قلة الإمكانيات و عدم إمتلاكنا للاعبين لهم الكفاءة

    اللازمة من البقاء في القسم الممتاز ، أو يقول لقد تحصلنا على

    مرتبة مشرفة رغم الصعوبات التي يعانيها الفريق .

    أليس هناك فرق كبير بين التنظير و الممارسة ؟؟؟

    .................... .................... ...........

    ندرس في المعاهد و الجامعات عن الخير بين الناس ،

    و عن التعاون و التآزر و التكافل بين البشر ، و ندرس

    قيم الفضيلة و الصدق و الصراحة في القول و العمل ،

    و ندرس المثل الفاضلة و الأخلاق الحسنة و قيم الإنسانية ,

    و ندرس و ندرس و ندرس .... و لكننا نكتشف في لحظة

    أن كل ما درسناه ليس إلا مجرّد تنظيرات جوفاء ، و أن

    الحقيقة الممارسة نقيض ما تعلمناه نكتشف فجأة أن الذي

    يحكمنا هو قانون الغاب " القويّ يأكل الضعيف " و نكتشف

    أن السلطة الطاغية على الأفراد و الجماعات هي سلطة

    الذات و المصالح الخاصة. أليست النظرية بعيدة كلّ البعد

    عن الممارسة ؟؟؟؟

    .................... .................... ....

    تذهب إلى أي تاجر يبيع أي بضاعة و تسأله عن بضاعته سيقول لك

    إنّ هذه البضاعة صحية ، و لا يوجد مثيل لها في السّوق ، سيقول

    لك إن سعرها مناسب جدا و منخفض إلى أقصى حدّ ، و بأنه حبّا لك

    سيزيد من تخفيض السّعر ، سيقول لك بأن هذه البضاعة تقاوم الزمن

    و تعيش مدّة طويلة ، و تتأقلم مع جميع الظروف و المناسبات . و لكنّك

    عندما تشتري هذه البضاعة تكتشف أنها فاسدة ، و أن كلّ ما قيل عنها

    زيف و كذب ، و تكتشف أن التاجر باعك إياها بضعف ثمنها الحقيقي .

    أليس هناك فرق كبير و تناقض صارخ بين النظرية و الممارسة ؟؟؟؟

    .................... .................... .............

    تتصفح جريدة أو تستمع إلى موجات إذاعة وطنية أو تشاهد بعض

    البرامج التلفزيونية فتجد أخبارا مفرحة تبهج القلب ، فلقد تحسنت

    الخدمات المقدّمة إلى المواطن في مختلف المجالات الحياتية

    كالصحة و التعليم و السكن و الشغل و .... و تعلم من خلال

    وسائل الإعلام أن المسؤولين في بلدك لا ينامون ، و يسهرون

    على مصلحة المواطن ، و يسعون إلى تقديم كل ما في وسعهم

    من أجل راحته و توفير الغد المشرق له و لكافة أبناء الوطن ،

    و لكنك عندما تزور أي مؤسسة عمومية تلاحظ أن مستوى

    الخدمات زاد تدهورا ، و أن عدد الموظفين في القطاع العمومي

    تقلص بالرغم من ازدياد عدد السكان ، و تلاحظ أن أبناء

    وطنك يتضورون جوعا و لا يجدون ثمن الدواء و الكساء

    و لا يجدون مساكن تأويهم فتكتشف أن بين التنظير

    و الممارسة بون شاسع و تتأكد من أن التنظير و الممارسة

    خطان متوازيان لا يلتقيان أبدا .

    .................... .................... ........

    تعدك حبيبتك بالوفاء ، و بأنها لا ترى في العالم إلا أنت

    و بأنّها لا تهتمّ بالمادة و لا بالهدايا و لا بالذهب و المجوهرات

    و بأنها تقبل العيش معك مهما كانت ظروفك ، و تعدك بأنها

    ستساعدك و ستقف إلى جانبك ، و بأنها مستعدّة لمؤازرتك

    من أجل بناء عشّ الزوجيّة ، و بأنها لا تعيش إلا بنبض القلب

    و ستضحي بحياتها من أجلك ، فأنت بالنسبة إلها الهواء الذي

    تتنفسه . و لكنّك تكتشف بعد مدّة أن حبيبتك فضّلت عليك

    شخصا غنيا و ليس له مستوى تعليمي و سنّه ضعف سنّك.

    فتعرف أن القول و الفعل متباينان إلى أبعد الحدود.

    .................... .................... ..........

    يحدثك عن حب الإنسان ، و عن الخير لكل البشر ، و يحدثك

    عن التضحية بالنفس في سبيل المجموعة و من أجل الإرتقاء

    بالوطن إلى أعلى الدرجات ، يحدّثك عن التعاون و التآزر و التكافل

    الإجتماعي و يوصيك بضرورة مساعدة الآخرين من المحتاجين

    و المساكين ، و يؤكد لك أن سعادة الإنسان لا تتحقق إلا بسعادة

    المجتمع الذي يعيش فيه ، و يحثّك على ضرورة التحلي بالقيم

    الإنسانية الفاضلة . ثمّ تسمع في الغد أنه سافر إلى بلاد بعيدة

    و قد اختلس من أموال المؤسسة التي يعمل بها مبلغا ضخما .

    أليس هناك تناقض بين التنظير و الممارسة ؟؟؟؟

    .................... .................... ..........

    يحدّثك طويلا عن يوم الحساب يوم لا ينفع لا مال و لا بنون

    و يحدثك عن الجنّة التي وعد الله بها المؤمنين من عباده

    و يحدّثك عن الجحيم الذي ينتظر الخونة و المرتدّين من السّفلة

    و يحدّثك كثيرا عن راحة القلب و اطمئنان النفس لفعل الخير

    و طاعة الله و رسوله ، فتشعر براحة لا توصف ، و تقرر أن تهب

    حياتك كلّها لنيل رضاء الله و إتباعا لطريق الحقّ . لكنّك تكتشف

    بعد ذلك أنّ محدّثك يتّخذ الدين ستارا يحجب به جرائمه و يحقق

    من خلاله أطماعه الدنيوية الزائلة .

    أليس هناك تناقض صارخ بين التنظير و الممارسة ؟؟؟؟

    .................... .................... ................

    تستمع إلى خطاب رئيس إحدى الدول الغنية و القوية عسكريا

    و ماديا فيتحدّث عن العدل و الإنسانية ، و يتحدث عن السلام

    و الخير لكل الناس ، و يتحدث عن حقوق الإنسان و عن التوزيع

    العادل للثروات ، و يرفض الظلم و السطو و الإستعمار و التدخل

    في شؤون الدول الأخرى . ثمّ تسمع بعد أيام أنّ هذا الزعيم

    يشنّ حربا على دولة أخرى لتحقيق أطماع مادية و عسكرية

    و لتحقيق أهداف آنية و استراتيجية .

    ألا يعكس هذا التناقض بين النظرية و الممارسة ؟؟؟؟

    .................... .................... ...............

    هو لا يعطيك أجرا ، و لا يتحكم في مصيرك و لا في حياتك

    يقول لك كلاما جميلا عن العدل و حرية الرأي و عن حقّ

    الإختلاف ، و يشجعك على أن تكون فضاء مفتوحا تعبر عن

    خلجات صدرك و عن أحاسيسك بتلقائية و وضوح ، و لكن

    عندما تختلف معه في الرأي يظنّ أنّك تستهدفه و أنّك

    تقزّم من سلطته و تحدّ من فعله ، فيهددك و يشنّ عليك

    حربا ، و يشوّه صورتك و ينسب إليك من الأفعال ما لم تفعله

    و من الأقوال ما لم تقله .

    أليس هناك بون شاسع بين التنظير و الممارسة ؟؟؟؟

    .................... .................... ...........

    إنّ هذه شواهد حيّة مما نعيشه و نسمعه كلّ يوم تدلّ على أنّ

    البون شاسع بين القول و الفعل و بين النظرية و الممارسة ،

    و تؤكد على أنّ المجتمع الذي نعيشه مجرّد مسرحية أبطالها

    من خيال و أقولها تذروها الرّياح . و هذا لا يعني أنّ هناك فئة

    قليلة متمسكة بقول الصدق و تسعى جاهدة إلى أن تتطابق

    أقولها مع أعمالها .

    فهل ترون أنّ النظرية بعيدة كلّ البعد عن الممارسة ؟

    و ما هي أسباب هذا التناقض بين القول و الفعل ؟

    و ما هي الطرق الكفيلة بعلاج هذه الظاهرة ؟


    الهادي الزغيدي

  2. #2
    أنّ التنظير سهل و لكنّ الممارسة على غاية من الصعوبة . فمتى يأتي

    اليوم الذي توافق فيه النظرية الممارسة ؟؟؟

    هذا هو مرضنا نقرا القران للثواب فقط لانتعظ ولانطبق
    واعود لاسال معك متى؟
    جزاك الله كل الخير ورمضانك ورمضاننا بخير

  3. #3
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ;71510

    هذا هو مرضنا نقرا القران للثواب فقط لانتعظ ولانطبق
    واعود لاسال معك متى؟
    جزاك الله كل الخير ورمضانك ورمضاننا بخير
    الأخ فراس الحكيم


    شكرا على اهتمامك بالموضوع ، و يبقى

    السؤال مطروحا إلى أن يعرف البشر أنّ

    مصيرهم إلى الفناء و أن لا شيء يستحق

    منهم السكوت عن قول الحقّ .


    تحياتي و ودّي

المواضيع المتشابهه

  1. تكوين مفهوم الممارسة الابستمولوجية عند باشلار
    بواسطة جريح فلسطين في المنتدى فرسان المكتبة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 07-24-2014, 12:42 AM
  2. من ميزات وعيوب الممارسة في المنتديات العربية
    بواسطة إسماعيل إبراهيم في المنتدى فرسان المواضيع الساخنة.
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 12-24-2009, 04:15 PM
  3. الأوقاف .. الممارسة الاقتصادية والتمظهر الديني
    بواسطة محمد مليطان في المنتدى آراء ومواقف
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 03-31-2008, 06:23 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •