طرفا غياب
قوسُ المنية لا دمع يعطلها=حتى إذا اجتهدت عين تبللها
فكلما حدقت صوب الرجاء يد=أو خالفتها جهات القنص تبطلها
مدت إلى جذر أحلامي أناملها=وما شعرت بنفسي حين تسألها
أين المفر وفك الموت يقرضها =ذات المنايا بلحد الغيب تنزلها
هل يستطيع فمي تنعيمها وغدي=على يد اليتم بالشكوى سيصقلها؟
وطء المنايا كفيف الحلم يسقطني =فكيف عني ثمار الحزن أحملها؟
لا العذر من تلف الألفاظ منصرف=عني ولا القبر عما فيه يفصلها
أبوابه في ميادين الرحيل جثت=وتحت مربطها يختال مفصلها
أمي أكابر بالملموس في كبدي=والنار تحت أنين الصبر تقتلها
واحدودب الصمت في عيني فانبجست=إحدى وخمسين عينا كنت أجهلها
داخ السؤال ولم يشفع لأجوبتي=كأس بملء دمي حزنا أمثـِّلـُها
الموت أماه لا فتوى تزحزحه=ولا المواعظ سيفُ الموت يقبلها
قد آن للجرح تبليغي صدى ألمي=والمشرئبات نزفا لا يوؤلها
حاز الرحيل على كفي فاضطربت=أصابعي الخرس كيف الموت ينسلها؟
من أول اليتم حين الحضن فارقه=مازلت منغصة الأيام أحملها
فلا تشاطرني الأشعار مقلمتي=ولا يؤخر عني الصمتَ أولها
بقيت معتكف في قاع ذاكرتي=منذ اختلى بزوايا النفس مقتلها
يا حسرة عضت الأوقات ساعتها=ولاكها تحت أبصاري تململها
والصبح ينفض عن أكتاف ضحكته=شمسا تعلق بالفوضى تعللها
مرت بقيلولة الأنقاض تخبرها=عن مأتم بفتيل الحزن يشعلها
والضوء ينزف ساعات الضحى انفجرت=كبد يعللها بالوصل مشعلها
لي في شوارعها الأخرى مغامرة=تسعى ليرسمني فيها تسولها
شيعتني لمهب اليتم يا قدري=قد ضعت ، خذني إلى أمي أسألـُها
أيني وأين مسافاتي التي ارتفعت=دربين عني وكيف الخطو ينزلها؟؟
والعجز عن موكبي أماه نازعني=روحا على كتف التنغيص أحملها
خذني إلى قدميها لن أبارحني=حتى بملء فمي أمي أقبـَّلـُها
أماه لا الصبر يعفيني ولا مؤقي=عني معاهدة الأحزان تحملها
عندي من الألم الريفي ملحمة=يكفي لجيلين بعد الموت محملها
كأنما نعش أحلامي بفطنته=يمشي إلى جهة باليتم أجهلها
طفولة الموت تبقى وهي طاعنة=بالصدر مجهولة الأسباب تصقلها
************=*************
الكويت : يوم الجمعة 19/6/2009
يوم سيبقى في ذاكرة الألم
يوم رحيل والدتي إلى ربها ..