|
فَوائِدُ الحِقدِ !!
..
لله در الحقد ما أعدله ! بدأ بصاحبه فقتله !
..
لِلحِقدِ - ما طالَ الزَّمانُ - فَوائِدُ=يَشقَى بِهِ - قَبلَ المُحَسَّدِ - حاسِدُ
وَ لَهُ بِصَدرِ مُؤَجِّجِيهِ حَرائِقٌ=وَ لَهُ بِأَحناءِ الحَقُودِ حَدائِدُ
غُولٌ نَما بَينَ الأَضالِعِ فاتِكًا=بِحُماتِهِ ! وَ هُوَ الرَّبِيبُ الجاحِدُ !
عَصرٌ ؛ بَنُوهُ التَّافِهُونَ تَسَيَّدُوا !=وَ الواهِمُ المَخبُولُ فِيهِ السَّائِدُ !
فالفارِعاتُ كَأَنَّهُنَّ نَوازِلٌ !=وَ الفارِغاتُ كَأَنَّهُنَّ صَواعِدُ !
وَ القافِياتُ الباهِراتُ خَرائِبٌ !=وَ الشَّعثَراتُ الباهِتاتُ خَرائِدُ !
وَ الدَّائِراتُ مِنَ الكُؤُوسِ نَواقِصٌ !=وَ الثَّائِراتُ مِنَ النُّفُوسِ زَوائِدُ !
إِيهٍ عَلَى زَمَنٍ ؛ لَوَ انَّ رُجُومَهُ=سَقَطَتْ عَلَى " المَرِّيخِ " ناحَ " عُطارِدُ " !
أَمضِي بِهِ ؛ وَ الحِقدُ يَقتَنِصُ الخُطَى=وَ الحاقِدُونَ عَلَى الدُّرُوبِ مَصائِدُ
وَ أَنامُ مِلْءَ مَحاجِرِي نَومَ الضُّحَى=وَ الكَونُ فِي لَيلِ المَكائِدِ ساهِدُ
وَ مُعَمَّرٌ مَنْ صانَ وُدِّي , إِنَّما=مَنْ خانَهُ فَهُوَ الفَقِيدُ البائِدُ
كُلُّ الرُّؤُوسِ استَحصَدَتْ فِي كِبرِها=وَ أَنا - بِمِنجَلِيَ الصَّقِيلِ - الحاصِدُ
وَ أَصُولُ ؛ لا يَرقَى إِلَيَّ مُصاوِلٌ=وَ أَجُولُ ؛ لا يَطغَى عَلَيَّ مُجالِدُ
وَ أَنا ابنُ خَيرِ السَّادَةِ النُّجُبِ الأُلَى=ما مِنهُمُ إِلَّا هُمامٌ مارِدُ
ما شاقَنِي بِالقَولِ غِرٌّ غادِرٌ=أَو ضَرَّنِي بِالفِعلِ وَغدٌ واجِدُ
وَ فَرائِدِي فِي القافِياتِ قَصائِدٌ=تَمشِي لَهُنَّ عَلَى الحُرُوفِ مَقاصِدُ
أَبرَقتُ مِنْ فَوقِ السِّماكَينِ الرُّؤَى=بِالشِّعرِ , لَكِنْ بِالإِمارَةِ زاهِدُ
وَ نَزَعتُ أَحشاءَ الخُصُومِ بِقَبضَتِي=وَ غَضِبتُ , مَعْ أَنِّي الزُّؤامُ البارِدُ
أَنا أُمَّةٌ بِالشِّعرِ ؛ أَلفُ قَبِيلَةٍ=لَكِنَّنِي فِي الحُبِّ قَلبٌ واحِدُ
ما صُغتُ حَرفًا أَنكَرُوهُ كَأَنَّما=كُلُّ الحُرُوفِ - إِذا أَصُوغُ - طَرائِدُ !
وَ كَأَنَّما لَمْ يَبقَ غَيرِي شاعِرٌ=بِحُرُوفِهِ - رُغمَ الأُنُوفِ - يُجاهِدُ !
وَ كَأَنَّما لَمْ يَظفَرُوا بِمُمَيَّزٍ=قَبلِي ! وَ لَمْ يَنبُغْ لَدَيهِمْ ماجِدُ !
لَكِنَّنِي - وَ النَّاسُ تَجمَعُ كَيدَها=ضِدَّ الأُباةِ الصَّامِدِينَ - الصَّامِدُ
جَمعٌ مِنَ الأَوباشِ أَشفَى غِلَّهُمْ=ما - فِي " أَبُو ظَبيٍ " - لَحاهُ النَّاقِدُ
وَ أَقُولُ : ( لا وَ اللَّهِ ؛ لَيسَ بِناقِدٍ=ذاكَ " الخُرَيسُ " , وَ لا " النَّوَافُ الرَّاشِدُ " )
تَيسانِ مِنْ بَعضِ التُّيُوسِ ؛ أَراهُما=وَ الشَّامِتُونَ : مُصادِقٌ وَ مُعاضِدُ
هُمْ يَنبَحُونَ ؛ وَ رَكبُ قافِلَتِي مَضَى=لَمْ أَلوِ , لَمْ أَحفَلْ , لِأَنِّي قائِدُ
مِنْ خَلفِ أَستارِ الحَكايا جُلُّهُمْ=يَتَسَمَّعُونَ ؛ وَ لَيسَ فِيهِمْ ذائِدُ
وَ لَعَمرُ شِعرِي ؛ لَستُ مَنْ يَحتاجُ مَنْ=عَنِّي يَذُودُ , وَ سَيفُ شِعرِي لاحِدُ
يَلوُونَ ؛ خَرَّاصِينَ بِالقَولِ ؛ انتَهَوا=إِمَّا تَشاءَمَ مِنْ إِيابِي الرَّاصِدُ
يَتَرَنَّحُونَ إِذا أَتَيتُ دِيارَهُمْ=وَ إِذا ابتَعَدتُ فَكُلُّهُمْ مُتَواعِدُ
لَو كُنتُ أَحتاجُ الجُلُودَ سَلَختُهُمْ=لَكِنَّ نَعلِي مِنْ حَدِيدٍ آبِدُ
فَتَرَكتُهُمْ نَهبًا لِحِقدِ نُفُوسِهِمْ=وَ شَفِيرُ حَدِّي فِي أَبِيهِمْ شاهِدُ
طَنَّ الذُّبابُ بِلَوحِ وَهمِ أَثِيرِهِمْ=فَأَمِيرُهُمْ عِندِي أَسِيرٌ فاقِدُ
قَدْ ظَنَّ أَنَّ بِخَمسِمايَةِ دِرهَمٍ=بَلَغَ الإِمارَةَ ! لَيتَ شِعرِي كاسِدُ !
أَو أَنَّهُ إِذ فازَ فِي سِوقِ الخَنا=فَلَعَلَّهُ يَرقَى إِلَيَّ النَّافِدُ
عَيناهُ تَرتَقِبانِ عَودِي فِي الدُّجَى=وَ أَنا هُنا - مِنْ بَعدِ ضِحكِي - راقِدُ
قَلْ يا قَرِيضُ ؛ لِمَنْ لَوَيتُ ضُلُوعَهُ :=( إِنِّي الفِرِندُ ؛ الوِ الهَوا . يا قاصِدُ )
لِلَّهِ دَرُّ الحِقدِ ! نارُ لَهِيبِهِ=زَفَرَتْ بِها لِلحاقِدِينَ مَواقِدُ
حَتَّى صَلَتهُمْ صَليَ مَنْ لَعِبَتْ بِهِ=سُودُ النَّوايا , وَ الشُّرُورُ الكامِدُ
فالرَّائِحُونَ وَ غَيُّهُمْ بِقُلُوبِهِمْ=ما عادَ مِنهُمْ - لا أَبا لَكَ - عائِدُ
لِلَّهِ دَرُّ الحِقدِ ! بِنتُ سُمُومِهِ=مَوءُودَةٌ بِيَدَيهِ ! نِعمَ الوائِدُ !
بَدَأَ القِصاصَ بِأَهلِهِ فاجتَثَّهُمْ !=وَ قَضَى عَلَى الأَبناءِ ! نِعمَ الوالِدُ !
|
|