أمـَّا قـَبْلُ......
يعودُ ويغدو والحدودُ تُكابدُه
وما لاح في كفَّيْهِ وعدٌ يُساعدُهْ
يُجافيه ليلٌ نجمةً بعدَ نجمةٍ
وما خفّ من عينيه حُلـْمٌ يُسانده
ولا مهلة ُالتسويف آتت حَشيَّة
ينام عليها بعد عسرين ساعدُهْ
فأشقاه بـُعْدٌ كلـَّما شنَّ خطوة ً
عليه، رصيفُ البينِ عنها يباعدُهْ
وما زاغ عن قـَيْدِ المُعَاناةِ أنـَّة ً
وفيها انعكاسُ الضيق ِ ممَِّا يُكابدُهْ
إلى من لديها يـُظْهِرُ الشعرُ وجهَهُ
وتجري إليها بالمعاني مقاصِدُهْ
جليدُ الأماني بين أيدي قصيدة
أذيب ولمـَّا يَبْلـُغ ِ الدِّفءَ بَارِدُهْ
وإنْ كانَ ليْ عذرٌ تناسلَ من دمي
فإني، ولا أعفيكِ أمـَّا، لـَوَالـِدُهْ
كلانا بتقصير الكلام ِ مساهمٌ
وقد ساهمت بالبين منـَّا شوارِدُهْ
لكِ الشوقُ ممزوجا بصبر ٍ وَحُرْقـَةٍ
وإلا ، فما يُدريكِ أنـِّي أُكَابـِدُهْ؟
وأنِّيْ إلى لُقياكِ نـَعَّمْتُ أحرفي
وما عاندتْ تخفيفَ هَمِّي زوائدُهْ
على نصفِ بوح ٍ يـُنْضِجُ العشقُ سِرَّهُ
فكيف إذا ماالصدرُ فارتْ مواقدُهْ؟!
أجدني على بَوَّابـَةِ الوجد ضاربا
فؤادا،مُوُالاةُ السكوت ِ تُنَاشِدُهْ
وزمـَّلـْتُ حرفي حين أوفى بشعره
وقد أُسْقـِطَتْ من راحتيه قلائدُه
وأمست بما يمليه خوفي رهينة
ومن ذمِّةِ الممحاة ِ بانتْ قصائدُهْ
وحين استقرَّ الثغر بيني وضحكتي
ولاقى مصير َ الشعر ،حانت حصائدُه
تراخى على كَفَّيَّ خَصرٌ مُفـَنـِّدٌ
أكاذيبَ تـَهذي أنني لا أساعده
فحينا به أغدو إلى حضن قصة
وحينا بما يُغري المرايا أُشاهِدُهْ
لها مقلتا شِعْرٍ وثغرٌ كأنـَّه
إلى كَرَزٍ يَعْزُوْهُ مِنْ بَعْدُ ناقِدُهْ
وعينان صحراويتان أجدهما
من الحقِّ قولي فيهِمَا مَا أرواده
وما كنتُ منحازا وشعري مُحايدٌ
وقلبي إليها بالوريد ِ أُطاردُهْ
ومع سابق التـَّرْشِيْدِ بالسرَّ خافقي
يـَعود إليها بعدَ أنْ عَزَّ رافِدُه
لذا كلـَّفتني بالنهار قريحتي
فجاءت على ما تشتهيها جرائدُهْ
فماذا يقولُ الظنُّ عمّا كشفته
وقد صدَّق العينين مالا يشاهده ؟
هنا ضحكة آثرتُ ألا أجيرَها
بثغر،ومن خديك يأتيك شاهدُه
فأيُّ انصرافٍ بعد ليل أعيره
هروبا وما آتٍ مع القصد عائده؟ـــــــــ
الكويت: 31/1/2009