ربما يكون حلاً مساعداً على غض البصر
|





السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

أرجو الله لكم دوام الهمة على الطاعات
تناصحت مع أحد الأخوة فرأيت من المفيد تعميم النصيحة حتى يعم الخير و الأجر
و دارت النصيحة حول التغلب على مطالب النفس في إطلاق البصر في الحرام
مع النصيحة..
.
.
.

من المهم أن يكون معلوماً أن الإسلام تعامل مع القدرة الجنسية لدى الإنسان بشكل واضح و علني و وجه كل الدفق الشاعري الجياش الذي يفور بين ضلوعه إلى سبيل الزواج
بالمختصر ..
المنطق الشرعي يرى الحل في الزواج
غير أن الأمر في وقتنا الحاضر بات مختلفاً عما تآلف عليه الناس كمقومات للزواج و أصبحت المقدرة الجسدية لوحدها غير كافية و السن له حساب أساسي عند اتخاذ قرار مثل الإقدام على الزواج
و تعقيدات الحياة المتزايدة لازمتها حاجة لمزيد من النضج العقلي و الاتزان الفكري
و كذلك أعراف الناس و النظرة الاجتماعية التي تأطر الحد الأدنى للمعطيات التي يقوم عليها الزواج ِشأنها اليوم تأخير الزواج و تعسيره
و يأتي إلى جانب ذلك اللامنطق المتعامل به عند كثير من العائلات لدى الحديث عن شروط الزواج و تفاصيله من مهر و ملبوس و شبكة وحفلة كتاب و نسوان و خطبة و ما عدا الكروت و الصالة و الهدايا و الحلو و شهر العصل و غيرو و غيراتو
من حيث النتيجة هيك حل لم يعد واقعياً في كثيرٍ من الأحيان في هذا الزمان
و يبقى الأمر نسبياً يختلف من شخص لآخر
متعلقاً بالظروف و الإمكانات متأثراً بالوسط الأجتماعي و أعرافه

و لكن من الجميل أيضاً أن يكون معلوماً و واضحاً أن من لم يكفه الحلال قبل الزواج فلن يكفيه بعده
و من لم يتصرف ببصره قبل الزواج بما أوجبه الله فليس له أن ينتظر من نفسه تغير ذلك بعد الزواج

و كثيراً ما يجد الشيطان لواحدنا سبيلاً من هذه الآمال, آمال ما بعد الزواج, بدعوى أن المقدرة على التوبة ستكون أفضل بعد الزواج
و في حقيقة الأمر أن الجمال في كل وقت موجود و النفس مجبولة على حبه و حب الاستزادة منه كماً و كيفاً و لا تقنع بحدودحتى لو صارت حدود الحلال بعد الزواج أوسع منه قبله ..
لكن النفس لا تقنع بحدود
و تكره التقيد و الأوامر و المجاهدة
و إذا تماشى المرء مع طلبات نفسه ساقته إلى حيث لا يستطيع الحفاظ على الطريق الموصل لرضوان الله
و إنما السبيل للخروج من حرقات النفس و نيران شهواتها هو الحزم
هو كف أذاها بالحزم
و أن يفطهما عما لا سبيل لقبوله في شرع الله فطماً
بالحزم المستمد من استحضار حقيقة رقابة الله الدائمة و الشاملة
وملازمة الملكين لنا على الأكتاف
و مفاجأة الموت للإنسان
وكآبة سوء الختام
و رهبة الوقوف بين يدي الديان
و الطمع في صحبة سيد الأنام
و كذلك في الوفاة على الأيمان
كل هذه الخواطر ستساعدنا لنقول نعم لطاعة الله و ألف لا لكل ما سواها
حتى و لو كان الذي سواها هو نفسي التي بين جنبي

مجرد فكرة لنغذي بها العقل قبل الروح
و لتصير مع الأيام قناعة دينية و حياتية تشارك في توجيه سلوكنا على النحو الذي نريد
من لم يكفه الحلال الآن فلن يكفيه الحلال في أي آن
فلترتدع بهذا نفوسونا و ليخسأ الشيطان
إنا على عهد ربنا مقيمون و بحلاله قانعون
نرجو منه العون و المدد و أن يجنبنا الفواحش و الفتن
اللهم اجعلنا صادقين في التجائنا إليك و فيما نقول
آمين

منقول