رُبَاعِيَّاتٌ عِشقِيَّة
شِعر : مُختَار الكَمَالي
-1-
أَخَافُ عَلَيَّ ابتعادَ الرَّدَى
وَ أخشى إليكِ اقترابَ النَّدَى
وَ تدرينَ أنَّي -وَ قلبي غريقٌ-
إلى الموجِ فيكِ مَدَدْتُ اليَدَا !
وَ عانَقتُ في بحرِ عينيكِ ظلِّي
وَ عَانَقَ ظلِّيَ فيكِ المُدَى
فَكُنتِ الملاذَ الذي ما احتواني
وَ كُنتُ الطَّليقَ الذي قُيِّدَا !
-2-
لأنَّي أُحبُّكِ دَونَ "لماذا" ؟
وَ أنثرُ شِعْري عَليكِ رَذَاذَا
خُذي مَا لَدَيَّ وَ لا تتركي لي
-إِذَا مَا رَحَلتِ بَعيداً- مَلاذا
و لا تخبريني , و خلَّي حنيني
وحيداً ينادي لماذا .. لماذا ؟
نَعَمْ , لا تَكُفُّي , و ضيعي بِكَفَّي
بَعيداً لِنترُكَ هَذا و هَذا !
-3-
أهاجرُ منكِ , و لكن إليكِ
وَ أُقتَلُ فيكِ , فَأبكي عليكِ !
و تدرينَ أنَّي -لَعَمري- فقأتُ ال
عيونَ التي عانقتْ مقلتيكِ
و أنَّي -وليداً- قطعتُ وريدي
ليطغى احمرارٌ على وجنتيكِ
و أبحرتُ مِنِّي لَعلِّي أُلاقي
يَديَّ التي أبحرتْ في يديكِ !
-4-
وَ تمشينَ عنَّي , فأغتاظُ مِنِّي !
لأنَّكِ -و اللهِ- كُلُّ التَمَنِّي
أَغَاضِبَةً هَكَذا ترحلينَ
لِيَنطقَ بينيْ و بينيَ ظَنَّي
وَ يُرجِعَني لحظةً للوراءِ
كَذَا كَان مِنها , كَذَا كانَ مِنَّي
فأدري بأنَّكِ أنتِ فؤادي
وَ تدرينَ أنَّي .. وَ تدرينَ أنَّي !
دمشق
19/12/2008