يوم في حياة أم..
استيقظت يوم عيد الأم..حيث كان المنزل هادئا جدا, على غير عادته, خاصة بعد ذهاب أفراد الأسرة لأعمالهم.
جلست كعادتها ,تشرب فنجان قهوتها المفضل, ولكن الأمر كان مختلفا هذه المرة, فقد كانت أشعة الشمس قوية مما جعلها تلاحظ نفسها في المرآة بتامل وإيغال في أفكارها البعيدة المنعكسة في صفحة نظراتها التي اخترقت صفاء اللمعان...

لاحظت ظهور شعرات بيضاء في رأسها ..ياإلهي بدأ العمر يتسرب ولم أقدم لنفسي شيئا يذكر...
ولاحتى لآخرتي...إلى متى؟...
إلى متى يردني دائما الطفلة التي تزوج ,وسيدة المنزل الماهرة ,ومربية الأطفال المطيعة, والأنيقة أمام الناس
أولادها :
-أمي لاتنسينا اليوم من أطباقك اللذيذة ,ولاتنسي ان العائلة باكملها سوف تزورنا مساء كعادتها, السنوية.
إخوتها :
- انت كأمي في الحنان فقد أصبحت نسخة عن زوجك ويجب عليك مواكبة العصر...والتخلي عن الأفكار القديمة.
صديقتها:
-هيا حبيبتي إلى العمل معا فأنت موهوبة والطريق أمامك مفتوح تماما...
جارتها:
-هيا بنا للتسجيل في النادي الرياضي فنحن بحاجة إلى المحافظة على رشاقتنا ولاسيما أننا بدأنا نكبر ..
إحدى قريباتها:
-عزيزتي لقد سجلت اسمك معي في دورة حفظ للقرآن وهذا زوادتنا إلى الآخرة...
أختها:
-ياأختي أريد مساعدتك في إنهاء أعمالي اليدوية فموعد المعرض أصبح قريبا ولاتنسي اني سؤودع أطفالي عندك!ّ.
طفلتها الصغيرة وبشكل يومي:
-ماما تعالي بجانبي كي أعلمك اللغة فأنت بحاجة إليها...
هي تحس في أعماقها بالتمزق..لإرضاء الجميع...
نظرت ألى مكتبتها المفضلة التي هجرتها منذ فترة طويلة, بسبب المشاغل الكثيرة..
سقطت دمعة من عينيها الجميلتين...مسحتها فورا بعنف...وعادت لابتسامتها ,وفي فمها دعوة :
-يارب ساعدني كي أكون عونا للجميع دوما..
وقررت قرارها الذي لارجعة عنه...
لميس 18-3-2014