http://www.wahatalarab.com/asp/showArticle.aspx?Art_ID=177123&Upvisitedcount=true
"واحة العرب"
23-11-2011
الإستبداد والحداثة- منير شفيق
تُعرّف الحداثة باعتبارها "الديمقراطية والتعددية واحترام الرأي والرأي الآخر"، والبعض يضيف "العلمانية" باعتبارها "العقلانية والإنسانية أو الأنسنة"، وآخرون يعرفونها باعتبارها نقيضاً: للأصوليات على اختلافها القومية واليسارية والوطنية والدينية (الإسلامية على الخصوص). ويضم البعض هنا كل من يتحدث عن الصراع مع الإمبريالية والصهيونية والإستعمار والممانعة والمقاومة والوحدة العربية..." باتهامه نقيضاً للحداثة.
وفي مناخ الثورات العربية ذهب البعض في التعريف النظري أو في التنظير إلى اعتبار كل من له علاقة بالإستبداد أيّ استبداد خارج العلمانية والحداثة. والإستبداد لا يشمل الإستبداد العالمي فالدول التي استعمرت غالبية شعوب العالم ونـهبت ثرواتها لا علاقة لها بالإستبداد بما في ذلك إحلال المستوطنين اليهود الصهاينة في فلسطين وطرد شعبها واستملاكها ما داموا سيطبقون نظاماً ديمقراطياً وتعدّدياً ويحترمون الرأي والرأي الآخر في ما بينهم. فالغرب الإستعماري ونظامه وقِيَمه لبس الحداثة، بالضرورة، وإلاّ تصبح الحداثة فرضية أيديولوجية لا علاقة لها بواقع عياني.
وبهذا تصبح الحداثة لا حدود ولا تخوم لها، وتحمل تعريفاً حسب مقتضى الحال. والأهم تصبح فرضية لا علاقة لها بمكان وزمان محدّدين ولا ببلدان بعينها. وإن كان المتضمن دائماً هو الغرب باعتباره الحداثة والعلمانية وهو نموذج الديمقراطية والتعدّدية واحترام الرأي والرأي الآخر وهو العقلانية والأنسنة.
وعندما يرتطم هذا التعريف الفضفاض والمتقلب بين ما هو فرضية أو نظرية وما هو واقع يهرب أصحابه من الربط بين الغرب والحداثة فيصبح حديث الحداثة والعلمنة خارج واقع الغرب تاريخاً وحاضراً ليدخل عالم الفرضية أو الإفتراض أو النظرية والتنظير. ولكن حين يناقش باعتباره تنظيراً جاء به العقل مستقلاً عن التاريخ والوقائع يصبح هذراً. لأن ما من تنظير يستطيع أن يهرب من حكم التاريخ والوقائع مهما لجأ إلى التأويل.
الحداثة في الأنظمة الغربية منذ الثورتين الأميركية والفرنسية، وقبلهما منذ ثورة كرومويل في إنكلترا عاشت مع العبودية والرق والميز العنصري واستئثار فئة إجتماعية بعينها للسلطة.. وصاحبت كل عهود الإستعمار والإمبريالية وهي تغوص الآن إلى حد التماهي بالصهينة بكل ما تحمل الكلمة من معنى.
والسؤال هل يمكن الحديث عن حداثة أو ديمقراطية أو علمنة مثّلها الغرب بعيداً من أنماط من الإستبداد الداخلي مثلاً في استئثار "الواسبس" (البروتستانت البيض الأنكلو سكسون) على الدولة في الولايات المتحدة الأميركية، وما مورس من نظام عبودي ثم ميز عنصري ثم ألوان من الميز الراهن المعلن والمستتر حتى الآن، ومن ثم تعايشت التعدّدية الديمقراطية وإياه، وكذلك "احترام الرأي والرأي الآخر"، كما يتعايش وجها العملة الواحدة. هذا إذا كان للحداثة موطن ما. ولها علاقة بالتاريخ والواقع ماضياً وحاضراً. وهل يمكن أن يسمّى الوجه الآخر لتلك العملة استبداداً أم ماذا؟ أو قل هل تدخل العنصرية في تعريف الإستبداد أم الإستبداد محصور تعريفاً ووجوداً في التجربة العربية في الأنظمة المستبدة.
أو مثلاً إشكالية أن يكون رأس الدولة في بريطانيا بروتستانتياً إنجيلياً ورأساً للكنيسة في آن واحد. فلا يستطيع رئيس وزراء بريطانيا، ليس في الماضي بل في الحاضر الراهن أن يعلن إيمانه بالكاثوليكية إلاّ بعد أن يخرج من الوزارة والسلطة وقيادة حزب العمال، كما حدث مع توني بلير.
ثم كيف يمكن من ناحية أخرى ألاّ تُقرأ علاقة الحداثة المتجليّة في الدول الغربية بما شنته تلك الدول ومجتمعاتها، وبمباركة الثقافة العامة، من حروب إستعمارية سواء أكان في ما بينها أم كان ضدّ شعوب العالم الأخرى.
وما عرفه التاريخ الحديث من سيطرة إستعمارية وهيمنة عالمية هل يدخل في حساب الإستبداد. والأهم هل له علاقة بالحداثة أو للحداثة علاقة به. أم الحداثة المقصودة موجودة في عالم وهمي أو في عالم غير عالمنا؟
إذا كانت الحداثة خارج التاريخ والواقع، ولا علاقة لها بتاريخ الغرب ماضياً ووضعه راهناً فكيف تؤخذ معياراً حتى في نقد الإستبداد الذي لا يستطيع أن يدافع عن نفسه، ولا يحتاج لفرضيات الحداثة الوهمية لنقضه والثورة عليه. فهو نقيض لفطرة الإنسان وبداهته ولأسّ العدالة والحق.
نقد الإستبداد يجب أن ينطلق من نقده من حيث أتى وليس استناداً إلى فرضية الحداثة التي تعيش في عالم كانت ولم تزل من صناع الإستبداد فيه ولا سيما في البلدان العربية والعالم ثالثية فالدولة المستبدّة الراهنة هي الدولة الموروثة من عهد الإستعمار. وقد أسهمت الدول الغربية بحداثيتها الرأسمالية والإشتراكية في التأسيس لها ورعايتها ودعمها فكيف يمكن نقدها استناداً إلى من أقامها وترعرعت في ظلاله وبناءً على أجنداته.
بل نقد الإستبداد المعاصر الذي عرفته البلاد العربية والعالم ثالثية لا يستقيم ما لم تنقد الحداثة الغربية المشطورة بين حداثة مهيمنة وحداثة تابعة.
فالإستبداد المعاصر استبداد عالمي، والفساد المعاصر فسادٌ عالمي (عولمي)، والتبعية لا تكون إلاّ بوجود الهيمنة العالمية.
لا يستطيع أحد أن يفصل بين ما عرفه نظاما زين العابدين بن علي وحسني مبارك من استبداد وفساد وتبعية من جهة وبين الهيمنة الأميركية-الغربية عليهما وأجندتها سياسياً واقتصادياً ومالياً وثقافياً.
ولكن باراك أوباما وهيلاري كلينتون استدركا الكارثة التي أنزلتها ثورتا تونس ومصر بنظامين تابعين للولايات المتحدة الأميركية باعتبار أن ما توجهت الثورات للإطاحة به لا علاقة لأميركا والغرب والصهيونية به. ولهذا كان لا بدّ من فصل الإستبداد والفساد عن إطارهما العالمي وتجاهل أشكال التبعية والتفريط في القضية الفلسطينية. فيصبح الإستبداد والفساد شأناً خاصاً جداً يتعلق بحسني مبارك وزين العابدين بن علي وأسرتيهما وبطاميهما. ومن ثم يمكن لأميركا إلقاء بعض الورود على الثورات التي أطاحت بهما، بل عرض المساعدات عليها لبناء الديمقراطية وتحقيق التنمية.
فيا للمهزلة، ويا لفقدان الذاكرة.




هل؟؟؟؟؟!!!!!!!!!أحتار مع هذه المسماة (ثقافة)!!! كثيرا ما يقف العقل – عقلي أنا بطبيعة الحال – حائرا أمام بعض الأفكار ... خصوصا تلك الرسائل التي تبدو إما مسيئة ... أو تحمل شبهة الإساءة ... وتعظم علامات الاستفهام ... حين توجه الإساءة إلى (الأم)!!!!!!
أم أن الأمر مجرد (دعابة) ضخمتها وجهة نظري عن الدور الخطير للنكتة؟!!
لكن الذاكرة .. – ربما دفاعا عن نفسها – نقلتني مباشرة إلى (طرف) مشابهة .. إما أنها تسعى للإساءة .. أو .. مجرد (دعابات) عبر التأريخ!!!
يعود أقدم ما تختزنه الذاكرة إلى كتاب (نثر الدر) – للآبي المتوفى في حدود 421هـ - وذلك حين أورد (طرفة) عن رجل تلاحى مع آخر ... وتنتهي الطرفة باكتشاف الأول أن أمه تقع في الخطيئة .
ثم نجد مخطوطا (مغاربيا) .. أجمل ما فيه خطه الرائع .. حيث نجد شابا يزور صديقه،فلا يجده في المنزل،ولكنه يجد أمه .. والتي تصر على أن ينام في منزلها،تفاديا للمطر الذي كان يهطل ... ثم .. نستطيع أن نقول أنها (اعتدت) .. (أغوت) الشاب!!!
.. إلى شريط (كاسيت) للمنلوجست أحمد غانم – كان منتشرا .. ربما في الثمانينات – حيث يروي أن شابا ذهب بأمه إلى الطبيب .. والذي اكتشف أنها لا تعاني شيئا .. فنصح الشاب بأن يزوج أمه .. وبعد خروجهما ... تقول الأم لولدها ..
سامع يا حمادة يا ابني ... الدكتور قال أيه؟ .. أقلك شوف لي عريس .. في الخمسين وإن ما لقتش .. هات لي اتنين من أبو خمس وعشرين!!!!!
فهل .. هذا كله مجرد (نكت) ؟!!!

أبو أشرف : محمود