في واحتي
يرفرف الكنارْ
يحبه الكبار والصغارْ
... ويحلمون أن يطيروا مثلهُ
فيسقطون كلهمْ
ويُسْدَل السِّتارْ
في واحتي
تُنْتَهك الأسرارْ
يُعلَّم الإيمان للكفارْ
يوزَّع الياقوت والمحارْ
لكل من عزا جفاف جدول المياهْ
وغُصّة العقول والجباهْ
إلى قساوة الأقدارْ
في واحتي
نعيش في سلامة جميعنا
الأخيار والأشرارْ
وعندما نقتسمُ الثمارْ
نرضى بما يُلقى إلينا حصة ضئيلةً
فموسم الربيع كان أصفراً
لقلّة الامطارْ
ونحن من سذاجةٍ
نصدق الأشرارْ
في واحتي
يَسُبّنا المغول والتتارْ
يأخذنا أربابنا
لجنة ونارْ
وحولنا أسوارنا مكهربه
وفي بيوتنا
همومنا مهرَّبه
ومن حبالنا
على الغسيلِ .. نصنع الحصارْ
في واحتي
تزقزق العنادل السمراءُ والأشجارْ
ويضحك الرمان والزيتون والهزارْ
الصدق يملأ المكان بالأزهارْ
لكنّ ما يشوبها
تسلّط الأذيال والتجارْ
وكِذْبة صغيرة كبيرةٌ
في نشرة الأخبارْ
في واحتي
ستملأ السنابل القفارْ
ستُهْدَم القيود والأسوارْ
ستخرج الحياة من مخاضها لتمسح الغبارْ
في واحتي
ستشرق الطيور من اعشاشها
ليبدأ النهارْ