أخوتنا وزملاءنا الأعزاء
كل القصائد التي نظمت بحق نبينا ورسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم كانت منظور عابد يراه رسولاً ونبيناً ، وقد فاضت نبضات روحي وقلبي كطبيب يعشق كل طبيب حقيقي ، بأبيات شعر تعبر عن فرح بولادة هذا الرسول الكريم الطبيب الحكيم..
إنه أول طبيب صلى الله عليه وسلم يضع قانوناً أو تشريعاً ينظم الطب بقوله
"من تطبب ولم يعلم منه الطب قبل ذلك فهو ضامن "
إنها نظرة إليه من زاوية طبية ... لعل فيها تجديد ..

الرسول الطبيب

يا ذِلَّةَ الأدواءِ بَعْـدَ عُتُـوِّهَا = لِطـهارَةٍ ونظـافَةٍ تَسْتَسْلِمُ
وَضَعَ الإلهُ أصـولَها في ديننا = تَحْمي لنا جِسْمَاً بِحِصْنٍ يُحْكَمُ
فلتحمدوا رباً تَجَلَّى عِلْمُـهُ = وعطاؤهُ فوق العبادِ لَمُكْـرِمُ
بَشَرَ المَلائكَ والوَرَى ببشارةٍ = قدْ بَدَّدَتْ ظُلَماً فغارتْ أنْجُمُ
وُلدَ الطَّبيبُ مُحَمَّدٌ برسـالةٍ = وَضَّـاءة ليذودَ داءً يـَصْلِمُ
حَـمَلَ الرِّسالةَ رحْمَةً فَيَّاضَةً = سَجَدَتْ لها قِيَمٌ ليُذْكَرَ مُنْعِمُ
وُلدَ الطَّبيبُ فكانَ رَحْمََةَ عَصْرِهِ = وبِطِبِّه فـي عَصْرِنا نَتَـنَعَّـمُ
يا مَنْ حَـباهُ اللهُ سِرَّ شِـفائه = وبحـبه تشفى القلوبُ وتُرْحَمُ
آتى المسيحَ كَـرامةً داوى بها = من أكمهِ أو أبرصٍ هِيَ مَـعْلَمُ
وبإذنه يُْحيِي رَمـيماً دارسـاً = وليؤمنَ الكُـفَّارُ مِمَّن قد عَمُوا
لكنَّ علْـمكَ قد علا بسمائه = أضحت به كل العوالم تُسْلِم
أنقذتَ قومكَ مِنْ على جُرُفٍ بدا = قيد انهيار فيه كادت تُـعْدَمُ
يا مَنْ شَرَعْتَ أصولَ طبٍّ راشدٍ = وضَمِنْتَ جَوْرَ مُعالجٍ لا يَـعْلمُ
ودفعت عنه مشعوذا لا يرعوي = نعمَ المُشَرِّعُ من طبيبٍ يُلْهَـمُ
مِنْ هَدْي طِبِّكَ نْسْتَقِي في عَصْرنا = طِباً لجسمٍ هـالكٍ يَتألَّـمُ
قالوا الصلاةُ عليك خَيْر هداية = وبـها تدوم رعايةٌ هي أسلمُ
عَرَفوكَ في صُحُفِ العُلا مُتـَنَبِّئاً = وعرفتكم نِعمَ الحكيمُ الأحْكمُ
ومبشراً برسالة تشفي الورى = من عِلَّةٍ في القلب باتتْ تَقْضِمُ
كالغِـلِّ والحَسَـدِ اللئيم بنارِه = ينجو غداً من كان منها يَسْلَمُ
إنِّي لأشهدُ فيك صِدْقَ شهادة = أنتَ الطبيبُ وفيك يشهد زمزم
صار العلاجُ من الدواء رهـينة = بيد الغلاة من الطغاةِ تَحَكَّموا
ومنَ القثاطر ما يَجُوس عروقنا = ومَبَاضعُ الحُكَماءِ باتتْ تَكْلِمُ
فَتَثَلَّمتْ من ضَعْفِهَا وتَكَسَّرتْ = وَمَضاءُ طِـبِّكَ يُسْرُه لا يُثْلَمُ
ونَجَحْتَ في مَحْو الضَّلالِ وظُلْمِهِ = تفني الجهالةَ بالعلومِ وتَعْـدِمُ
جابُوا الكواكبَ والنُّجومَ بِعِلْمِه = في حينِ كنتَ بسِدْرَةٍ تَتَكلمُ
مع بارئ أحيا الوجودَ بِحُبِّكمْ = وبِهَديِكم عُـبِدَ الإلهُ الأكْرَمُ
ودَنَوْتَ تقتربُ اقترابَ نُبُوَّةٍ = يا من تدلى والحبيبُ يُـسَلِّمُ
ببشاشَةٍ يَلْقَـاكَ ربٌّ ماجِـدٌ = فحَبـيبهُ في ذكْـرِهِ يتَنـغَّمُ
وسَمِعْتَ صَوْتَ حقيقةٍ وضَّاءَةٍ = فَدَنوتَ من صُحُفِ العُلا تَتَسَلَّمُ
وبِفضلْهِ فِقْتَ الورى مُتَـوَكِّلاً = متسـابقاً وبِحَـمْـدِهِ تَتَقَدَّمُ
جَعَلوا من الأنسابِ فيها مَجْدُهم = وجعَلتَ تَقـوى اللهِ نِعْمَ المَغْنَمُ
وجعَـلتها نسباً كريـماً فيكمُ = يا جَدَّنا منْ هَدْيـكم نَتـَعَلم
هاجرتَ بالقرآنِ تبغي طَيْـبَةً = فأنَرْتَ كوناً مِنْ ضِياءٍ يُحْـرَمُ
يا أيها الصِّـدِّيقُ قَـدْ صاحَبْتَه = في دَعْوَةٍ مِنْ أجلِها بُذِلَ الدَّمُ
ولِصُحْـبَةٍٍ في الغارَ نادى ربُّنا = لا تَحـزَنا إني حَفيظٌ مُـنْعِمُ
وعَلِيُّ دِرعٌ في الفراشِ مُضَلِّلٌ = طُـغَمَ الطُّـغاةِ وإنَّهُ لَمُكَرَّمُ
حَسَدوكَ مِنْ ظُلْـمٍ ألَمَّ بقلبِهم = كُرْهاً وكارِهُ سُـنَّةٍ هُوَ أظلَمُ
ركَنوا إلى الدنيا بِمَكْرِ غِوَايَةٍ = فَتَلذذوا نِعـَمَ الدُّنا وتأقْلَمُوا
مَكَرَتْ بِهِمْ مَكْراً يُزَلْزِلُ عَرْشَهُم = فتفَرَّقوا وتَزَعْزَعُوا وَتَهَدَّمُوا
وسَكَنْتَ في ظِلِّ الإلـهِ مُجاوراً = تَـدْعُو لهُ وبوَحْيِهِ نَطَقَ الفَمُ
نَظَمُوا القَصائدَ كاللآلئ حُلْوةً = تَشْدو بوجْهٍ فيـهِ ثَغْرٌ يَبْسِمُ
وجَمالُ روحكَ لا يضاهَى مِثْلُه = والسِّرُّ مشغولٌ بآي تُحْـكَمُ
بِبَصائرِ القُرْآن تُنْـزَلُ جُـملةً = وقُلُوبُنا غُـفْلٌ تَغيبُ وتُظْـلِمُ
فأنارَ قَـلَبَكَ آيهُ فـي وَمْـضَةٍ = تَشريـعُهُ حَـقٌ يُصَاغُ ويُنْظَمُ
ومُنَجَّمٌ حَسْبَ الظروفِ أوانُها = جـِبْريلُ يُنـْزِلُها بأَمْرٍ يُحْسَمُ
وعلى الصِّرَاطِ تَذودُ عن ضُعَفائنا = مَعَـهُمْ تَجوزُ بِسُرْعَةٍ كيْ يَسْلَمُوا
وجَهـَنَّمٌ قَـدْ سُعِّرَتْ نِيرانُـها = في دَرْكِهِا كُلُّ الطُّـغاةِ تَفَحَّمُوا
نِلْتَ الشَّـفاعةَ مِنْ غَفُورٍ راحِمٍ = تُـنْجِي بذلكَ غافِلاً لا يَـعْلمُ
ما نِلْتَـها إلاَّ وأنْتَ مَحَـمَّدٌ = غَبَطُـوكُ فيها والحبيبُ يُكَـرَّمُ
هل لي رسولَ اللهِ منكَ شَفَاعةً = يومَ الخلائـقُ كالِحٌ ومُنَـعَّـمُُ
صَلَّى عليك الله يا عَلمَ الهُدى = وَصَلاتُهُ فـيهاِ الخَلائِقُ تَسْلَمُ
ياربِّ صَلِّ على النَّبـيِّ وآلـهِ = ما قُلتَ كُنْ وارْحَمْهُ أنتَ الأرحَمُ
شعر الدكتور ضياء الدين الجماس
24 من ذي الحجة 1428
1/1/2008