منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 27

العرض المتطور

  1. #1

    من أروع ما كتب /الشيخ الطنطاوي رحمه الله :

    من أروع ما كتب
    الشيخ الطنطاوي رحمه الله :

    ( نفسك ) عالمً عجيب !
    يتبدل كل لحظة و يتغير
    ولا يستقر على حآل
    تحب آلمرء فتراه ملكاً
    ثم تكره فتُبصره شيطآنًا
    و مَآ كان ملكاً ولا كان شيطاناً
    . . و مَآ تبدّل !
    و لكن تبدلت ( حآلة نفسك )
    و تكون في مَسرة
    فَ ترى الدنيا ضآحكة
    ثم ترآهآ و أنت في كدر ،
    بآكية قد فرغت في سوآد الحدآد
    مآ ضحكت الدنيآ قطّ ولآ بكت !
    و لكن كنت أنت :
    ( الضآحك البآكي ) . .

    مسكين جداً أنت
    " حين تظن أن الكُره يجعلك أقوى "
    وأن الحقد يجعلك اذكى
    وأن القسوة والجفآف هي مآ تجعلك
    إنسانآ محترماً !

    تعلّم أن تضحك مع من معك
    وأن تشآركه ألمه ومعآناته
    عش معه وتعايش به عش كبيراً ،
    وتعلم أن تحتوي كل من يمر بك
    ولا تصرخ عندما يتأخر صديقك
    ولا تجزع حين تفقد شيئآ يخصك
    تذكر أن كل شيء قد كآن في
    لوحة القدر قبل أن تكون
    شخصاً من بين ملآيين البشر . . !

    ان غضب صديقك :
    اذهب وصآفحه واحتضنه
    وان غضبت من صديقك :
    افتح له يديك وقلبك
    ان خسرت شيئآ :
    فتذكر انك قد ربحت أشيآء
    وان فاتك موعد :
    فتذكر انك قد تلحق موعداً آخر !
    مهما كآن الألم مريراً
    ومهما كآن القآدم مجهولاً
    افتح عينيك للأحلام والطموح
    فَغداً يوم جديد
    وغداً أنت شخص جديد .. ُ





  2. #2
    الأستاذة : ريما حلواني
    رائع ما نقلته هنا
    بارك الله بك
    ورحم الله الشيخ الطنطاوي

    اللهم صل على النبي محمد

    "وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب

    ينقلبون"

  3. #3
    صفات الواعظ:
    أن يكون عالماً بالشريعة، لا علم حفظ ورواية، بل علم فهم ودراية، علم الذي فهم المسائل وهضمها، فهو يرددها عليك بالأساليب المختلفة، يزيد وينقص ويشرح ويختصر، ويضرب الأمثال، وينوع العبارات حتى تفهم.
    وأن يكون الوعظ أديباً، طيع القلم، حسن الأسلوب، يكتب بلغة العصر، لأهل العصر.
    وأن يكون خبيراً، بطبائع النفوس، وأعراف الناس، ومصطلح المجتمع، ليعرف من أين يدخل على القلوب.
    وأن يكون القاؤه إلقاء طبيعياً، لا متكلفاً ولا مصنوعاً
    وأن يكون الواعظ ميسراً لا معسراً، مبشراً لا منفراً، لا يضيق على الناس لإن في الشريعة سعة، يأخذهم بأسهل الأقوال، حتى يتألفهم، لا يلزمهم بأشدها وأصعبها.
    وأتمنى [ولا تصدق الأماني دائماً] أن يكون الواعظ خفيف الروح، باسم الوجه، عارفاً بآداب المجتمع، لا يكون فظاً غليظ القلب، ولا عابساً باسر الوجه، ولا يخالف أعراف الناس....
    (من كتابات علي الطنطاوي واختيار حفيدته عابدة العظم)







  4. #4
    صيدلانية/مشرفة القسم الطبي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2009
    المشاركات
    2,020

    من كتاب رجال من التاريخ لعلي الطنطاوي رحمه الله .

    من كل شيءٍ اذا ضيعتهُ عوضٌ
    وما منَ اللهِ إن ضيعتهُ عوضٌ
    **********

    واعلم ان الله ما منعك الا ليعطيك
    وما ابتلاك الا ليعافيك
    وما أمرضك الا ليشفيك
    وما اماتك الا ليحييك

  5. #5
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    وكان اللقاء بالأستاذة الجليلة بيان علي الطنطاوي ، وكأني عدت به إلى بيتنا و مائدة الإفطار تجمع شمل أسرتنا ، وأبي الحبيب يلم شعت طفولتنا و يرتب فوضى هذرنا فننصت معجبين لحديث دافئ وماتع حتى بات شيخنا الجليل يرحمه الله رفيقنا الدائم و صاحب أوقاتنا الجميلات .
    لم أملك مشاعر الشوق و الحنين لتلك الليالي الرمضانية العابقة بالرحمة ، و لم أتمالك دموعي و أنا أسمع ابنته تتحدث ذات حديثه بنرة دافئة و محببة إلى الأذن ، فعادت إلى كل تلك الذكريات الطفولية عمن ظننته صديق والدي الأثير ، فكتبتني الكلمات حينما طفقت تسأل الجمع : ما كان والدي للعالمين ؟
    و تسألين ما كان والدك للعالمين ؟
    فاسمحي لي أن أقول لك ما كان لي ، كان رفيق طفولتي ، ألتقي به على مائد الإفطار كما ألتقي بأمي و أبي و سائر أخوتي .. ألتقي به كل ليلة من ليالي رمضان و كل خيالات الطفولة جعلتني أظنه صديقا لوالدي .. بل أكثرهم قربا إليه ، لكثرة ما يتحدث عنه و يجالسه .. بل و يحدثه حديث الصاحب لصاحبه ، فيتابع كلماته و يتم جمله ، و تدمع عيناه كلما ذكر الشيخ و تذكر ابنه الحبيبة بنان رحمها الله .
    كم تمنيت اللقاء به ، بل ظننتي يوما سألقاه ، فهو صاحب والدي ، و لكني علمت حينما كبرت أنه كان الصاحب لكل من عرفت ، و كان الأديب لكل من أحب العربية و أهلها ، و أني كمن ادعى قربا بليلى !
    كنت أظنني سألقاه و سأقول له : أني أحبك حبي لوالدي العظيم ، لكنني ما التقيت به و لا قابلته ، و قدر من الله أن تجمعني الأيام بك ِلأخبرك ِ: أني أحببته حب الابنة لوالدها ، رحمه الله وجمعنا به و بكل أحبابنا في عليين .
    إذا كنتَ لا تقرأ إلا ما تُوافق عليـه فقط، فإنكَ إذاً لن تتعلم أبداً!
    ************
    إحسـاس مخيف جـدا

    أن تكتشف موت لسانك
    عند حاجتك للكلام ..
    وتكتشف موت قلبك
    عند حاجتك للحب والحياة..
    وتكتشف جفاف عينيك عند حاجتك للبكاء ..
    وتكتشف أنك وحدك كأغصان الخريف
    عند حاجتك للآخرين ؟؟

  6. #6
    عن عابدة مؤيد العظم:



    أول من لحق بخالتي "بنان الطنطاوي" من أهل بيتها
    أظن أن أكثر القراء علموا بقصة خالتي التي قُتلت غدراً في مثل هذا اليوم قبل ثلاث وثلاثين سنة 17 آذار- 1981، في يوم لا أنساه.
    وقصصت عليكم نبأ وفاتها في حديث مطول "خالتي التي بدلت حياتي"، واليوم أنا معكم في حديث آخر يتوافق معه بالحرقة والألم:
    قبل وفاة خالتي بنان بثلاثة أشهر رزقهم الله أول حفيدة من بنتها فطارت بها سروراً، وكانت تحب الأطفال كثيراً، وأصبحت الوليدة مصدر بهجة للعائلة الصغيرة المغتربة في ألمانيا، مثلها كمثل عبد الله بن الزبير الذي كان أول مولود بالمدينة. وألقت خالتي على هذه البنية "هدى" محبة منها وصنعتها على عينها باهتمامها وعنايتها وحنوها وعاطفتها الجميلة. وتعلقت بها تعلقاً كبيراً.
    وطار الخبر السعيد على صعوبة الاتصالات في تلك الأيام، وفرحنا في دمشق لفرحهم، وكيف لا نفرح و"هدى" أول حفيدة لجدي "علي الطنطاوي" ولجدتي "عائدة الخطيب" من طبقة الأحفاد، ومما زاد في سرورنا أن أم جدتي على قيد الحياة فأصبح في عائلتنا خمسة أجيال متتابعة كلهم حي يرزق وبصحة جيدة!
    الفكرة أثارت جدي "علي الطنطاوي" وأسعدته حتى قال: "كلها أيام وتكبر هدى وتنادي حماتي (أي جَدّة والدتي): يا جدتي جدتك تريدك لأمر فتعالي يا جدتي وكلمي جدتك"!
    وخشينا أن يصيب جدتنا الكبيرة أي مكروه –قبل أن تكبر هدى- وقد بلغت الثانية والتسعين، وصرنا ندعو لها بالصحة والبركة، ومرت ثلاثة شهور تقريباً، وإذا بالمفاجأة الكبرى التي ما كانت تخطر في بال أحد: اغتيال خالتي... في حين عاشت جدتنا الكبيرة ست سنوات بعدها حتى بلغت السابعة والتسعين وبقيت بصحة جيدة وعقل نشيط.
    وكبرت الحفيدة هدى وأظهرت تفوقاً في مجالات مختلفة، أبرزها تفوقها في الثانوية العامة حتى غلبت الألمان في ديارهم، وأتقنت لغتهم وفاقتهم في التحصيل العلمي، ودخلت جامعة متميزة بهامبروغ من أرقى جامعات العالم لتدرس القانون.
    زارتنا هدى في ديارنا عدة مرات وزرتُها في ألمانيا، فأحببتها وأحبتني، وربطت بيننا علاقة جميلة هي أشبه بعلاقة الخالة ببنت أختها، فكلمتني عن حياتها وطموحها وأخذتْ مني بعض المشورة، وعرفتُ منها طبيعة الحياة في الغرب وسمعت هي مني ذكريات قديمة جميلة –لم تشهدها- عن عائلتنا الطنطاوية.
    اتصل الود بيني وبينها مدة جيدة ثم شغلها التحصيل الجامعي، وكانت عظيمة الطموح وينتظرها المستقبل الواعد -فيما يبدو- والحياة الغنية الناجحة، وفي يوم مهم من أيام الجامعة افتقدتها رفيقاتها، وهي التي لا تتخلف عن مسؤولية هامة، اتصلن بها فلم ترد وجئن لشقتها ولم تفتح الباب... أسلمت الروح وأصبحت "هدى" أول أهل بيت خالتي لحاقاً بها.
    توفيت خالتي وهي في الثامنة والثلاثين، ولحقت بها حفيدتها وهي في السابعة والعشرين، أحبتها فأسرعت إليها، وسبحان الله كيف يقدر الأقدار، ويجمع الناس في الآخرة إذا فرقتهم الدنيا.
    ومن عجائب القرن أن وصل خبر الوفاة إلى جدة قبل أن ينتشر بألمانيا؛ واتصلت والدتي بهم للمواساة والتعزيه فرأت صوت ابن أختها طبيعياً وعادياً فآثرت ألا تخبره، وإذا به يتصل بخالتي الأخرى، ويسألها: "لماذا اتصلت بنا خالتي بيان؟ هل حدث لديكم مكروه في جدة وأرادت أن تخبرني به بالتدريج لكيلا أقلق"! فلم تدري خالتي ماذا تقول له هي الأخرى، وأخفت الموضوع عنه، وأقفلت الخط، ولم تكن إلا دقائق حتى وصله الخبر...
    رحلت حفيدة خالتي من سنوات 2007، فأثار رحيلها شجوني، وتتابع الرحيل، إنهم يرحلون واحداً وراء الآخر ويتركون لنا صوراً وذكريات وحنيناً كبيراً لأيام مباركة لمت شملنا وجمعت شتاتنا وأدفأت قلوبنا وسكنت أنفسنا... أيام جميلة حملتني رصيدا كبيرا وزادا ضخما ما زال ينير لي حياتي ويهبني الوقود والهمة لأتابع الصمود والمسير حتى يوقفني عنه اللحاق بهم يوما
    (وتظهر في الصورة الأولى هدى، وفي الثانية خالتي بنان... رحم الله الجميع)


    See Translation

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي




    رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاَةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاء
    رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ
    **************
    قال ابن باز رحمه الله
 :

    لباسك على قدر حيائك
    وحياؤك على قدر ايمانك

    كلما زاد ايمانك زاد حياؤك
    وكلما زاد حياؤك زاد لباسك

  7. #7
    مدرسة لغة أنكليزية
    تاريخ التسجيل
    Dec 2013
    المشاركات
    224
    يحكي أحدهم قائلاً:

    حدث خلاف بيني وبين والدتي حتى وصل إلى اعتلاء الأصوات، وكان بين يدي بعض الأوراق الدراسية رميتها على المكتب و ذهبت لسريري والهم والله تغشى على قلبي وعقلي..

    وضعت رأسي على الوسادة كعادتي كلما أثقلتني الهموم حيث أجد أن النوم خير مفر منها..

    خرجت في اليوم التالي من الجامعة
    فأخرجت جوالي وأنا على بوابة الجامعة، فكتبت رسالة أداعب بها قلب والدتي الحنون فكان مما كتبت:

    "عَلمت للتو أن باطن قدم الإنسان يكون أكثر ليونة ونعومة من ظاهرها يا غالية فهل يأذن لي قدمكم ويسمح لي كبريائكم بأن أتأكد من صحة هذه المقولة بشفتاي؟"

    أدخلت جوالي في جيبي وأكملت طريقي ولمّا وصلت للبيت وفتحت الباب وجدت أمي تنتظرني في الصالة وهي بين دمع وفرح..

    قالت: "لا لن أسمح لك بذلك لأنني متأكدة من صحة هذه المقولة، فقد تأكدت من ذلك عندما كنت أقبل قدماك ظاهراً وباطناً يوم أن كنت صغيراً".. ولا أذكر سوى دموعي وهي تتساقط بعد ما قالتها...

    سيرحلون يوماً بأمر ربنا.. فَتقربوا لهُم قبل ان تفقدوهم وإن كانوا قد رحلوا فترحموا عليهم وادعوا لهم..

    أروع ما كتبه الطنطاوي

  8. #8
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    Ayman Yaghi

    الطنطاوي تعرض في شبابه لفتنة النساء عن طريق تدريس فتاة فائقة الجمال فكيف تصرف ؟
    يقول الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله:-
    ومن أصعب ما مر بي من تجارب في مجال الدروس الخصوصية تجربة كنت ناسيها فما حدَّثْتكم حديثها، هي أنه كان في (بوَّابة الصالحية) مؤسسةٌ أهلية لأستاذٍ لبناني اسمه (كما أذكر) سليمان سعد، تُدعى (كما أظن) "الجامعة العربية"، سمِع بأني أُحْسِنُ العربية وأحتاج إلى المال، فعرض عليّ أن أُلْقي عنده درساً خاصاً لطالب واحد بأجرٍ كان يُعْتَبَر كبيراً جداً، فقَبِلْتُ .. وكانت المفاجأة الكبيرة يوم الدرس أن هذا الطالب جاء يحمِلُ معه تاء التأنيث، لم يكن طالباً ولكن طالبة شابةً تتفجَّر شباباً وتفيضُ حُسْناً، تنشر حولها ساحة من الفتنة مثل الساحة المغنطيسية، لم أقْدِر أنْ أُمَكِّن نظري منها لأَصِفَ وجهها وعينيها، ولكنَّ اللحظة التي لقيَتْ عينايَ فيها عينيها كَفَتْ لتقول لي وأقول لها ...
    والخلاصة أني أُصِبْتُ منها بمثل ما يصيب من يَمَسُّه السِّلْك مشحوناً بتيار الكهرباء، ووقفتُ ألتقط أنفاسي وأرقُبُ أن أفيق من دهشتي، يتَقاذَفني مَيْلُ نفسي إلى تدريس هذه الفتاة مع حاجتي إلى الأجر الكبير الذي عُرِضَ عليّ، وخوفي من الله الذي أسأله أن يُبْعِدني عن طريق الحرام ومَزّلَّات الأقدام ..
    وترَدَّدْتُ هل أقول: لا، فأحْرِم نفسي مُتْعَةَ الجمال والمال، أم أقول: نعم، فأسلك سبيل الضلال؟
    وتمَنّيْتُ أن أقوى على الرفض، فلم أستطِعْهُ، ومَنَعَني ديني من أن أُعْلِنَ القبول، وكانت هذه الخواطر تمُرّ في نفسي مرَّ "الفِلم" الذي يكرُّ مُسرعاً، وهما يَرْقُبان الجواب، وهو يُشجِّعُني على القَبول ..
    فقلت: ولكني لا أستطيع أن أُدَرِّس الآنسة وحدها _ وقد نسيت أن أقول لكم إنها كانت سافرةً يَتَهَدَّل شعرها على كتِفها وتبدو ذراعاها _ قالا: ولِمَه؟ قلت: لأن ديني يُحَرِّم هذا عليّ .. قالت: آتي بأخي معي يحضُر الدرس. وليتَها ما نطَقَتْ؛ فقد كان صوتُها فتنةً أخرى كامنةً فيها، ومن الأصوات ما يفْتِن ولو نَطَقتْ صاحِبتُه بالموعظة والتّذكير.
    وحضر أخوها ودرَّستها... درَّستُها أربع حصص أو خمساً، الله أعلم كيف كنتُ فيها، وإن لم أدْرِ (صدِّقوني) ما لونُ عينيها، فأنا كنت الخجلان لا هي، فكنت أتحاشى النظر إليهما، على رغبة نفسي فيما أتحاشاه.
    ثم رأيت أن استمرار الدرس مع غضِّ البصر ولزوم الاحتشام ومع ما في النفس من الرغبة الطاغية نوعٌ من عذاب الدنيا، ونظري إليها ورفع الكُلْفة معها وتوثيق الصلة بها تعريض نفسي لما هو أشدُّ منه من عذاب الآخرة، فتركت لها ما بقي من الأجرة معها وهربتُ منها وقلبي عندها.
    من كتاب (الذكريات) الجزء الثاني



  9. #9
    شكرا لك أستاذة ريما على ما نقلته لنا وجزاك لله خيرا
    وجعله في ميزان حسناتك وبارك لله بك ونفع بك
    ورحم لله الشيخ الطنطاوي
    حبذا لو نقلتي لنا المزيد

  10. #10
    يقول الشيخ علي طنطاوي : إن كل أب يحب أولاده ، ولكن ما رأيت ، لا والله ما رأيت من يحب بناته مثل حبي بناتي ،. ما صدقت إلى الآن وقد مر على استشهادها أربع سنوات ونصف السنة الآن يقصد عام 1404 هـ ، وأنا لا أصدق بعقلي الباطن أنها ماتت ، إنني أغفل أحيانا فأظن إن رن جرس الهاتف ، أنها ستعلمني على عادتها بأنها بخير لأطمئن عليها ، تكلمني مستعجلة ، ترصف ألفاظها رصفاً ، مستعجلة دائما كأنها تحس أن الردى لن يبطئ عنها ، وأن هذا المجرم ، هذا النذل .... هذا .......يا أسفي ، فاللغة العربية على سعتها تضيق باللفظ الذي يطلق على مثله ، ذلك لأنها لغة قوم لا يفقدون الشرف حتى عند الإجرام ، إن في اللغة العربية كلمات النذالة والخسة والدناءة ، وأمثالها ، ولكن هذه كلها لا تصل في الهبوط إلى حيث نزل هذا الذي هدد الجارة بالمسدس حتى طرقت عليها الباب لتطمئن فتفتح لها ، ثم اقتحم عليها ، على امرأة وحيدة في دارها فضربها ضرب الجبان ، والجبان إذا ضرب أوجع ، أطلق عليها خمس رصاصات تلقتها في صدرها وفي وجهها ، ما هربت حتى تقع في ظهرها كأن فيها بقية من أعراق أجدادها الذين كانوا يقولون ، ولسنا على الأعقاب تدمى كلومنا ..........ولكن على أقدامنا نقطر الدما ثم داس الـ .... لا أدري والله بم أصفه ، أن قلت المجرم فمن المجرمين من فيه بقية من مروءة تمنعه من أن يدوس بقدميه النجستين على التي قتلها ظلما ليتوثق من موتها ، ولكنه فعل ذلك كما أوصاه من بعث به لاغتيالها.
    دعس عليها برجليه ليتأكد من نجاح مهمته ، قطع الله يديه ورجليه ، لا ، بل أدعه وأدع من بعث به لله....لعذابه ... لانتقامه.. ولعذاب الآخرة أشد من كل عذاب يخطر على قلوب البشر... لقد كلمتها قبل الحادث بساعة واحدة ، قلت :أين عصام ؟ يقصد عصام العطار زوجها – قالت : خبروه بأن المجرمين يريدون اغتياله وأبعدوه عن البيت ، قلت وكيف تبقين وحدكِ ؟ قالت : بابا لا تشغل بالك بي أنا بخير ، ثق والله يا بابا أنني بخير ، إن الباب لا يفتح إلا إن فتحته أنا ، ولا أفتح إلا إن عرفت من الطارق وسمعت صوته ، إن هنا تجهيزات كهربائية تضمن لي السلامة ، والمسلِّم هو الله . ما خطر على بالها أن هذا الوحش ، هذا الشيطان سيهدد جارتها بمسدسه حتى نكلمها هي ، فتطمئن ، فتفتح لها الباب . ومرت الساعة... فقرع جرس الهاتف.. وسمعت من يقول كلم وزارة الخارجية ...قلت نعم. فكلمت رجل أحسست أنه يتلعثم ويتردد ، كأنه كلف بما تعجز عن الإدلاء به بلغاء الرجال ، بأن يخبرني..... كيف يخبرني؟؟؟ ثم قال : ما عندك أحد أكلمه ؟ وكان عندي أخي ؟ فكلمه ، وسمع ما يقول ورأيته قد ارتاع مما سمع ، وحار ماذا يقول لي ، وأحسست أن المكالمة من ألمانيا ، فسألته : هل أصاب عصاماً شيء ؟؟ قال :لا ، ولكن .... قلت ولكن ماذا ؟؟ قال : بنان ، قلت : مالها ؟؟ قال ، وبسط يديه بسط اليائس الذي لم يبق في يده شيء.... وفهمت وأحسستُ كأن سكيناً قد غرس في قلبي ، ولكني تجلدتُ وقلت هادئاً هدوءاً ظاهريا ً، والنار تضطرم في صدري: حدثني بالتفصيل بكل ما سمعت.فحدثني ، وثقوا أني مهما أوتيت من طلاقة اللسان ، ومن نفاذ البيان ، أن أصف لكم ماذا فعل بي هذا الذي سمعت.... كنت أحسبني جلداً صبوراً ، أثبت للأحداث وأواجه المصائب ، فرأيت أني لست في شيء من الجلادة ولا من الصبر ولا من الثبات......)الذكريات الجزء السادس صفحة ١٢٢.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    تعددت يابني قومي مصائبنا فأقفلت بالنبا المفتوح إقفالا
    كنا نعالج جرحا واحد فغدت جراحنا اليوم ألوانا وأشكالا

صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. من روائع الشيخ علي الطنطاوي …. رحمه الله
    بواسطة راما في المنتدى فرسان التجارب الدعوية
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 10-01-2011, 01:18 PM
  2. من روائع الشيخ علي الطنطاوي …. رحمه الله‎
    بواسطة مصطفى الطنطاوى في المنتدى فرسان الإسلام العام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 11-21-2010, 08:47 PM
  3. عن الشيخ الطنطاوي رحمه الله‎
    بواسطة المتفائل في المنتدى فرسان الإسلام العام
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 05-26-2010, 08:41 AM
  4. مقالة رائعة جدا للشيخ علي الطنطاوي رحمه الله
    بواسطة ندى نحلاوي في المنتدى فرسان الإسلام العام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 08-25-2009, 07:29 AM
  5. مقال للشيخ علي الطنطاوي رحمه الله
    بواسطة هشام الخاني في المنتدى فرسان المقالة
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 01-11-2009, 11:04 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •