منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 2 من 2
  1. #1

    أنور الجندي.. شاعر الصحراء والحب

    أنور الجندي.. شاعر الصحراء والحبأنور علي الجندي.. شاعر مرهف الاحساس، ومربِّ ناجح، ولد عام 1917 في بلدة «سَلَمْيَة» بمحافظة حماة، في أسرة مثقفة أنجبت عدداً من الأدباء والشعراء، فأخوه أحمد ( 1909-1990) شاعر وأديب وموسيقي ومحقق، وأولاد أخيه: إنعام وسامي وعلي وعاصم، كلهم أدباء وشعراء وروائيون.
    تلقى دراسته الابتدائية في «سَلَمْيَة»، والثانوية في الكلية الأرثوذكسية بحمص، وتخرج منها في أوائل الأربعينيات، ثم دخل ميدان التعليم، فعمل معلماً في سلمية وطرطوس، وكان من المربين الناجحين، إلى أن أحيل إلى التقاعد عام 1977، فتفرغ كلياً لنظم الشعر، ولا سيما الشعر الوجداني الذي احتل الحيز الأكبر في ديوانيه «الزورق التائه» و«حداء الصحراء».
    نشر أشعاره في مجلات : المكشوف والأديب والعرفان والأمالي في لبنان، والصباح وأصداء والدنيا في دمشق، والنواعير في حماة، والقيثارة في اللاذقية وغيرها من الصحف والمجلات السورية والعربية كالدفاع في فلسطين.. وكان أكثر الشعراء إنتاجاً، كما يؤكد الاستفتاء الذي أجرته مجلة أصداء الأسبوعية التي كان يصدرها الدكتور شكيب الجابري (1912 - 1996) في منتصف الأربعينيات.
    عاش الشاعر أنور الجندي طوال حياته في بلدته «سلمية» الواقعة على تخوم الصحراء دون أن يفارقها أو يغادرها إلى المدن الكبرى، كما يفعل المبدعون عادة، وكان عليه أن يختار، إما المجد الأدبي أو العزلة في بلدته فاختار الأمر الثاني.. وقد ظل شاباً على الرغم من بلوغه سن الرابعة والثمانين، يأسره الجمال، وتسبيه الملاحة، ويسحره الحسن والغنج والدلال، حتى وافته المنية في الرابع من آذار عام 2001، ولسانه يردد:
    حسبي وحسبك أن أموت
    وفي فمي عبق الحبيب
    وعلام أجزع من لقاء الموت
    في الزمن العجيب
    زمن تطوقه الهموم
    من الشمال إلى الجنوب
    ويموت فيه الشاعر
    الموهوب كالصلّ الغريب
    آثاره الأدبية
    على الرغم من أن أنور الجندي ضرب الرقم القياسي في النشر في الصحف والمجلات بين عامي (1941 - 1945)، فإنه لم يجمع شعره في ديوان واحد أو أكثر، بل ظل مطوياً في الأدراج، إلى أن قام الأستاذ حسام خضور بجمع مختارات من شعره وإصدارها عام 1992 في ديوان عن «دار الغدير»في سلمية تحت عنوان «الزورق التائه»، كما قام الشاعر مدحة عكاش في العام نفسه بإصدار ديوان ثان له تحت عنوان «حداء الصحراء» عن دار مجلة الثقافة في دمشق، لأنه كان يحب أن يلقب بشاعر الصحراء، كما في قوله مخاطباً الشاعر ألبير أديب (1908 - 1985) صاحب مجلة «الأديب في بيروت»:
    شاعر الليل لا تلم «شاعر الـ صحراء» والليل جنة الشعراء
    أحب الشاعر أنور الجندي الوحدة والسكون والاستقرار، فبقي في «سلمية» ولم يغادرها إلا نادراً، إما إلى طرطوس أو دمشق أو بيروت، ثم يعود سريعاً إلى بلدته التي ارتضاها مقاماً، ورآها جنة موحية، ألهمته الشعر الصافي، والمعاني البكر، والصور البديعة، والأخيلة المجنحة.. بعيداً عن ضجيج المدن وضوضائها.
    لقد أتاحت له الحياة الهادئة في بلدته - بلدة الأدب والشعر - أن يتفرغ للقراءة والاطلاع الواسع على الأدبين العربي والفرنسي، ويتأثر بأشهر أعلام الرومانسية والرمزية فيهما، كالياس أبو شبكة، وصلاح لبكي، وصلاح الأسير، ويوسف غصوب.. ولامارتين وألفرد دي فيني، وألفرد دي موسيه، ورامبو، وبودلير، وفاليري، وفرلين وغيرهم، معتزلاً السياسة وأهلها، منصرفاً عنها إلى شعر الحب والغزل الرقيق، منصتاً إلى صوت قلبه الخفاق، ووجدانه المضطرم قائلاً:
    يا نظرة من طرفه الأسمر
    أندى على قلبي من الكوثر
    تغلغلت في الصدر مرتاحةً
    طرية كالسوسن الأخضر
    لقد تميّز غزل أنور الجندي بالرقة والعذوبة والشفافية والصفاء.. نحس ونحن نقرؤه بانسيابه وتغلغله في أعماق النفس بسهولة ودون استئذان، لأنه صادر عن قلب شفه الوجد، وأضناه الجوى:
    ذوّبي عينيك في عيني وهاتي
    أطيب السلوى وأحلى ذكرياتي
    وانشري غيبوبة الحلم على
    شفة الماضي وأسرار حياتي
    ودعي الآلام في جفن الضحى
    وشوشات خضبتها وشوشاتي

    فهل هناك أحلى وألطف من استعماله تعابير: ذوّبي عينيك، وغيبوبة الحلم، وشفة الماضي، وجفن الضحى، والوشوشات المخضبة؟.. إنها صور تمور بالجمال، وتفيض بالموسيقا الشجية، ولعل هذا ما قصده الشاعر اسماعيل عامود في قوله عنه: «إنه كان في طليعة الذين أحدثوا في الصورة الشعرية التقليدية ظلالاً وأصداءً حديثة، وأدخلوا في البيت الشعري موسيقا عذبة رخيمة، وقدرة على إثارة الإحساس والانسجام».
    وكما تأثر بالمدرسة الرومانسية، كذلك تأثر بالرمزية، ولكنها رمزية شفافة، غير معقدة وغير مبهمة كرمزية بشر فارس (1907 - 1963) على سبيل المثال، كما في قوله:
    بعينيك من دنيا شبابي بقيةٌ
    منورة الأحلام ناعمة العطر
    أهدهدها والليل حيران تائهٌ
    وهينمة اللذات تجهش في ثغري
    وللمتع الشقراء وهج مفوّفٌ
    تثاءب محموماً على متع شقر
    إن عبارات: هينمة اللذات التي تجهش في الثغر، والمتع الشقراء، والوهج المفوّف، وهزج الآلام تحتاج إلى إيضاح أكثر، ولا يفهم معانيها ويكشف أغوارها إلا الشاعر نفسه.
    يدور أكثر شعر أنور الجندي حول الحب، وما يعانيه المحبوب من جوى وشوق ووجد وحرقة وألم وهيام... دون أن يلتفت إلى أغراض الشعر الأخرى، إلا في القليل النادر، وقد أشار الأديب عبد الغني العطري (1919 - 2003) إلى هذه الظاهرة في قوله: «شعر أنور الجندي يخاطب العاطفة والوجدان، لكنه ينسى في معظم الأحيان أن يرافق الأحداث السياسية والوطنية، أو مناسبات فقد العظماء، ورحيل الأهل والأصحاب».. وقد صح فيه ما قاله الشاعر عمر بن أبي ربيعة عندما سئل: «لماذا لم تمدح أحداً من خلفاء بني أمية أوسُراتهم؟»
    فأجاب: «أنا لا أمدح غير النساء!».
    وهو قصير النفس في قصائده الغزلية، فلا يكاد يتجاوز عدد أبيات القصيدة الواحدة منها أربعة أو خمسة أبيات،يصب الفكرة أو الخاطرة فيها دون حشو أو إسهاب، فخير الكلام عنده ما قل ّ ودلّ، على عكس الشاعر بدر الدين الحامد (1901 - 1961) الذي كانت القصيدة عنده تربو على الثمانين بيتاً، لكنه تجاوز هذا العدد في قصائده: في الليل، لنحترق، حدود، آلام، النعش الأخضر، جلنار، حديث، جمال.. التي احتلت نصف صفحات ديوانه «الزورق التائه»، وأهدى أربعاً منها إلى كل من :ألبير أديب، وياسين فرجاني، ونازك الملائكة، وأمه الضائعة في وجوده.
    يقول في قصيدة «آلام» التي أهداها إلى صديقه ألبير أديب:
    هجر الحياة، فما يلذ لقلبه
    غير الحنين يمزق الأحشاء
    هو شاعرٌ يا سفح ضل طريقه
    وتنكبت خطواته الأضواء
    عبر السراب، وهام في لمعاته
    وتعشقت أحلامه الصحراء
    قد كان يحلم بالصباح فلم يجد
    أثراً يلوح، فعانق الظلماء
    يبقى السؤال الذي يطرح نفسه: لماذا قصّر النقاد والدارسون في الكتابة عن شعر أنور الجندي، حتى إن الدكتور عمر الدقاق لم يذكره، ولم يشر إليه ولو إشارة في كتابه«فنون الأدب المعاصر»؟. هل لأنه تأخر في نشر ديوانيه حتى عام 1992، أو لأنه اعتكف في بلدته «سلمية» بعيداً عن الأضواء المرتبطة بالعواصم عادة، أو لأنه كان زاهداً في الشهرة، أو لأنه لم يتطور مع مسار حركة الحداثة الشعرية التي لم يكن من أنصارها، أو لأن أشعاره الرومانسية ظهرت في وقت أخذت فيه هذه المدرسة تلفظ أنفاسها الأخيرة، ولم يستطع أن يجدد شبابها؟!.
    كل هذه الأسئلة وغيرها لا نستطيع أن نجيب عنها، لأن من كان يمكن أن يجيب عنها صار في العالم الآخر.

    عيسى فتوح
    http://www.albaath.news.sy/user/?id=900&a=80911

  2. #2
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    لقد واجه { الغزالي } عناصر عديدة من خصوم الفكر الإسلامي كالباطنية و الدهرية و فلاسفة الإلهيات و علماء الكلام و شجب مفاهيمهم جميعاً

    و أعلن أن أسلوب " القرآن " هو أعلى الأساليب و أبلغها و أدقها و أقربها إلى مختلف العقول و النفوس ، و أنه أصدق من أسلوب " المتكلمين " و أنفع و أعم و أشمل للطبقات و المستويات الفكرية المختلفة

    و إن " علم الكلام " علاج مؤقت ، نشأ في ظروف معينة للرد على شبهات و شكوك مثارة ، ولا حاجة للطبائع السليمة و العقول المستقيمة إليه .. أما " القرآن " فالغذاء الصالح و الماء السائغ يحتاج إليهما كل إنسان و ينتفع به آحاد الناس و يستضر به الأكثرين

    •~• وواجه الغزالي " الفلسفة "
    فأثبت حقها في مجال الفلسفة الطبيعية و الرياضيات و هاجم " الفلسفة الإلهية " وحدها ... وقال أن أغلب هذه العلوم ( الفلسفة الطبيعية و الرياضية ) أمور برهانية و أنه لا يخدم الإسلام إنكارها ، و ليس في الشرع تعرض لهذه العلوم بالنفي أو الإثبات ولا في هذه العلوم تعرض للأمور الدينية

    أما ( الفلسفة الإلهية ) ففيها أكثر أخطائهم ، وقال أنهم ما قدروا على الوفاء بالبراهين على ما شرطوه في المنطق و يرجع ذلك إلى أن الإلهيات ليست كالعلوم الأخرى ( الرياضة و الطبيعة ) و ليس لها مقدمات و محسوسات و مبادئ و " لهذا كثرت فيها أغلاطهم و تخيلاتهم " .. وقال إن خطر الفلسفة على أذهان الناشئة هو أن " يجدوا أصحابها لامع رزانة عقولهم وغزارة عملهم منكرين للشرائع والنحل جاحدين لتفصيل الأديان و الملل ، وقد ألحدوا و أنكروا الدين تطرفاً و تكايساً "

    ووجه هدفه إلى " تهافت عقيدة فلاسفة اليونان "
    و تناقض كلمتهم فيما يتعلق بالإلهيات و أن هذه المسائل ليست حقائق علمية .. و حصر الغزالي خلافه معهم في ثلاث مسائل :-

    1- قولهم بقدم العالم
    2- قولهم بأن الله – سبحانه وتعالى – لا يحيط علماً بالجزئيات الحادثة من الأشخاص
    3- إنكارهم بعث الأجساد و حشرها

    وقال إن هذه المسائل الثلاثة لا تلائم الإسلام بوجه

    * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * *

    ■ ومن هنا فإن الحملة دوماً إلى الغزالي
    بأنه خصم " الفلسفة " هي دعوى باطلة .. و إنما هاجم الغزالي " الفلسفة الإلهية الإغريقية الوثنية " التي لا تتفق مع عقيدة التوحيد ، و كشف عن أثر هذه الفلسفة في نفوس من يتمسحون بها ليثيروا الشكوك و الأوهام حين ينكرون الأديان و الشرائع .. و لم يهاجم الغزالي إلا ما يصادم استدلالهم و تناقضهم و اختلافهم و تهافت عقيدتهم

    وقد استطاع الغزالي بقدرته الفكرية العريضة
    يستصفي الفكر الإسلامي من الدعوات المنحرفة التي اتصلت به عن طريق الشعوبية و الباطنية في محاولة لتغيير مفهومه أو هدم مقوماته .. فرد على كل هذه الفرق ، و كشف عن دسائسها و شبهاتها الخفية الدفينة

    * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * *

    •~• و كان مجمل دعوته إلتماس مفهوم الفكر الإسلامي و المجتمع الإسلامي في القرآن نفسه باعتباره المصدر الأصيل الذي بدأت منه رحلة الفكر نفسه ، و بحسبان أن منهجه و أسلوبه هو أصفى الأساليب و أقومها و أبسطها و أبعدها عن التعقيدات فضلاً عما له من " منطق " خاص ، يتصل بالفطرة و الذوق – و بذلك أعاد الغزالي – صياغة الفكر الإسلامي من جديد

    وقد اختار الغزالي منهج " التعليم و الثقافة " بدلاً من أسلوب " الجدل الكلامي " و ناقش المسائل على أساس " العقل المتأدب بالشرع "

    وهو يمزج علم النفس بالأخلاق و الدين
    و يرى أن هدف الدراسات النفسية هو أن تكون وسيلة إلى تهذيب النفس .. و يرى أن دوافع السلوك في الإنسان هي: الطعام و الجنس و المال و الجاه

    وقد سبق الغزالي بهذا الرأي ما ذهب إليه فرويد و إدلر و أولهما رد السلوك الإنساني إلى الغريزة الجنسية و الثاني رده إلى غريزة السيطرة

    •~• و إذا كان الغزالي قد واجه مشكلات عصره ووضع النهج القويم لعلاجها ، فإنه من خلال ذلك قد واجه أكبر معضلات الفكر الإسلامي كله وهو العمل على تكامل الفكر الإسلامي بإلتقاء الفقه بالتصوف و الفلسفة و الدين و العقل و القلب

    وقد عمل الغزالي على إطلاق الحركة
    للعلم و الفلسفة و العقل داخل إطار الفكر الإسلامي لا خارجه

    و يرى الغزالي أن للعقل مهمة كبرى لا شك فيها ولا ريب
    هي إدراك التناقض في الآراء و القضايا النظرية و استبعاد الأحكام المتناقضة في ميدان العلم و في ميدان الآراء الدينية

    ■ و بالجملة فإن الغزالي قد أعـاد صـيـاغـة الـفـكـر الإسـلامـي من جديد ملتمساً مصدره الأساسي من القرآن الكريم : [ عـقـيـدة و عـبـادة و مـعـامـلـة و خـلـقـاً ]

    •~•~••~•~••~•~••~•~••~•~••~•~••~•~•
    العلامة الأستاذ أنور الجندي | المفكر الإسلامي الكبير
    " طيب الله ثراه "






المواضيع المتشابهه

  1. السنة النبوية في مواجهة شبهات الإستشراق - أنور الجندي
    بواسطة محمد عيد خربوطلي في المنتدى فرسان المكتبة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 12-09-2014, 07:53 AM
  2. لونٌ صَبُوْحْ
    بواسطة فردوس النجار في المنتدى الشعر العربي
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 06-25-2014, 04:02 PM
  3. برنامج شاعر المليون يعلن قائمة الـ (100) شاعر
    بواسطة ملده شويكاني في المنتدى فرسان الأدبي العام
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 11-23-2009, 08:33 PM
  4. الصحراء
    بواسطة أحمد العربي في المنتدى فرسان النثر
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 08-30-2009, 07:40 PM
  5. شاعر بألف شاعر فى الأهرام
    بواسطة ابراهيم خليل ابراهيم في المنتدى فرسان الأدبي العام
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 02-27-2009, 01:29 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •