الشيخ عزيز بن الشيخ محمد الخاني الثاني

[1306-1369هـ] - [1889-1950]

عاش "61"عاماً
...
ترعرع الشيخ عزيز رحمه الله في كنف العلم والعلماء وتربى وأخذ التقوى والعلم على يد والده فكان يحب العلم والعلماء ومجالسهم وخصوصاً مجالسة العلامة الفاضل الشيخ أمين كفتارو وملازمة جلساته في جامع أبو النور بكل إصغاء وروية. وكان عالماً تقياً نقياً متعبداً متصوفاً أخذ طريقة التصوف وذكر الخواجكان بإجازةٍ عن والده عن الرسول صلى لله عليه وسلم وقد أجاز الحجة خديجة بنت صفية الخاني بنت الشيخ عبد المجيد بسلوك طريق الذاكرين النقشبندي مع من أجاز من مريديه .

كان الشيخ عزيز يتمتع بشخصية فذة وكان ذا هيبة وعظمة مع تواضعٍ واحترامٍ للأخرين. كان واسع الأفق ونير الفكر كان يردد دائما – الخلق كلهم عيال الله وأحبهم إلى الله أنفعهم لعياله:والعابد العالم خير من العابد الجاهل كان يحبه العلماء والمشايخ والبطاركة والمطارنة وحزنوا عليه جميعا ًبشدة عند وفاته.

وفي أثناء الحرب العالمية الثانية عام"1943"أوفد روزفلت رئيس الولايات المتحدة الأمريكية مبعوثه الجنرال باترك إلى الملوك والزعماء المسلمين والعرب ومنهم الشيخ عزيز يستطلع آراءهم وأمانيهم في مستقبل الأوضاع في المنطقة العربية حينما تضع الحرب أوزارها فرد على هذه المقابلة برسالة إليه يسعى إلى الاستقلال والتحرير والمحافظة على عروبة فلسطين والقدس ووحدة العرب من المحيط إلى الخليج تحت راية التوحيد فكتب روزفلت مجيباً برسالة إليه يحترم أماني العرب ورغبة الفلسطينيين وعدم إقرار أي تصرف يعارض ذلك.

وفي عام "1945" عندما جاءته الوفود المهنئة بالعيد بصفته القاضي الممتاز وهي أعلى سلطة شرعية في البلاد ومن بينهم وفد فرنسا ووفد انكلترا ووفد أمريكا بألبستهم الزاهية وأوسمتهم البراقة... فاستقبلهم الشيخ عزيز وكان على رأس الوفد الفرنسي الجنرال (أوليفا روجيه) وكان ذلك قبل قصف دمشق وحوادث "29"أيار فأخذ يهاجم الجنرال بحده ويهاجم المستعمرين عامة والصراع بين الشعوب وخداعهم ...وكان يوبخه بصفته القائد العسكري بالاعتداء على المدنين العزل والمفارقة بين الشعارات والواقع وشعارات الثورة الفرنسية في الحرية والعدالة والمساواة.. فما كان من الجنرال إلا أن فقد وعيه وقدرته على الاحتمال وظهرت على وجهه علامات الغضب ..فهب واقفاً بحركة عصبية وانصرف من البيت وتبعه الوفد الفرنسي .

حاول بعض المغرضين الإيقاع بالشيخ عزيز فطلب منه الحضور لعقد قران بين زوجين أمام جمع كبير من الناس وعند وصوله استدرك الموضوع حيث كان العريس غير مسلم والعروس مسلمة وفي هذه الحالة لا يجوز عقد القرآن .. فابتسم وجلس مع العريس وأمسك بيد العريس وقال له أمام الجمع الغفير من الناس قل أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله فقال العريس ذلك وأصبح من المسلمين وتمت مراسيم الزواج.. وهذا إن دل على شئ فإنما يدل على الهدوء والحنكة والذكاء وحسن التصرف.

وقد عرض الحلفاء على الشيخ عزيز رئاسة الجمهورية إثر وفاة الشيخ تاج الدين الحسني –وذلك كما ورد في مذكرات "سبيرس". والمدون في كتاب الأستاذ أحمد قدامه "من هو في سوريا " والشيخ الطنطاوي في كتاب "رجال من التاريخ"

التعريف: هو عزيز بن محمد بن محمد بن عبد الله بن مصطفى الخاني ولد في دمشق وتوفي ببلدة الزبداني قرب دمشق ودفن في مقبرة العائلة بتربة الشيخ خالد بسفح جبل قاسيون.

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي