عَرُوضِيٌّ بَيْنَ مُوسِيقِيَّاتٍ
(قصة تدريس عروض الشعر لطالبات الموسيقى)
(1)
=====================================
يختص قسم الموسيقى بكلية الآداب والعلوم الاجتماعية من جامعة السلطان قابوس، بناحية نائية من الطابق الأعلى، لم أجئها من قبل، تفتح فيها الفصول أبوابها، ويتردد بينها الطلاب وأغلبهم طالبات، ليعزفوا على الآلات الموزعة عليها نفخية ووترية وإيقاعية، أو يستمعوا إلى من يعزف؛ عسى أن يطلقوا نغمة، أو يمسكوا أخرى!
ليس أثقل من رجل غريب!
تقول عيون طالبات مجتمعات في الممر، مستوليات على المنظر!
ما أسعد حظوظنا جميعا!
تقول عيني الباحثة عن رقم 2401، في لوائح الأبواب المفتوحة!
نعم نعم، أنا أستاذ العروض.
يا حظكن؛ أستاذ جديد!
قالت إحدى طالبات منفردات بالفصل، وذهبت.
ليتني تأخرت قليلا؛ فهذه أستاذة روسية أعرفها، قد انتحت يسار الفصل تجادل طالبا غريبا بين الطالبات، ثم تذهب به، ولا دليل هنا على حدود المحاضرات، بفتح الباب أو إغلاقه!
لا بأس، لا بأس!
فتحت حاسوبي، ووصلته بالعارض، وأذعت على الطالبات بعض موادي الخاصة الممتزجة فيها الفنون اللغوية وغير اللغوية؛ فلم يملكن أنفسهن بعدما انتهت أن صفقن تصفيقا!
سلمت، وعرفت، وتعرفت.
الآن الآن -يا بنياتي- الآن الآن!
لقد رغبت من قديم في العمل بكلية الفنون الجميلة، أو كلية التربية الموسيقية، أو معهد الموسيقى العربية، أو معهد الكونسيرفتوار- أعلم موسيقى الشعر، وأتعلم موسيقى الآلات والموسيقى النظرية، حتى تعود الموسيقى اللغوية وغير اللغوية سيرتهما الأولى، مزاجين في شرابي، ووترين في عودي.
ولم أحظ بما رغبت إلا الآن!

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي