منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 9 من 9

العرض المتطور

  1. #1

    مركزية القدس والأقصى: فلسفة الإحساس بالمنطق (الحلقة التاسعة)

    مركزية القدس والأقصى: فلسفة الإحساس بالمنطق (الحلقة التاسعة)
    مصطفى إنشاصي
    بعد أن قص عليّ صديقي ما اكتشفه عن الثورة عندما بدأ يحضر لإعداد رسالته للدكتوراه، وأنه لو كان يعلم ما علم قبل انتمائه لها لَمَا أضاع كم سنة من عمره معها، سألته: كم لنا نعرف بعض؟ أجاب: عُمر من نهايات عام 1983 تاريخ خروجنا من الأسر الصهيوني في أنصار، الذي تم أثناء اجتياح العدو الصهيوني للبنان عام 1982م. قلت له: وطوال هذا العمر لم تعرف السبب في اهتمامي بالصهيونية ومحاولة التأصيل لجذورها الدينية وهذه الأبحاث التي تراها مكدسة في درج المكتب، ولم ترى النور منذ ما يقارب الخمس وعشرون عاماً. وفيها كثير من الأفكار عن الأصول الدينية للصراع، التي كَتب فيها بعدي الكثيرين وفي بعضها لم يصلوا إلى العمق والتوثيق الذي وصلت له. قال: لا!.
    لست نادماً
    قلت: أقول لك الآن: أنت اكتشفت أن الثورة، أو قيادة منظمة التحرير الفلسطينية لا تملك مشروع ولا رؤية حقيقية لتحرير فلسطين في نهاية تسعينيات القرن الماضي، عندما بدأت تعد وتحضر لكتابة رسالة الدكتوراه وندمت على كم سنة ضاعت من عمرك مع هذه الثورة، ولو كنت تعرف ما عرفته قبلها ما قطعت دراستك وحضرت إلى لبنان للدفاع عن هذه الثورة. أما أنا فقد اكتشفت ذلك منذ عامي 1978-1979م، وعلى الرغم من ذلك بعد أن أنهيت دراستي الجامعة عام 1980م لم أسافر للعمل في أي دولة عربية، واكتفِ بما لحق بي من ضرر من علاقتي بالثورة في السنوات الماضية، وسجن كثير من أصدقائي، وحرماني من العودة إلى أرض الوطن، ومنع جميع أهلي من السفر للخارج. ولكني سافرت إلى لبنان، إلى حيث البندقية التي في ظلها أشعر بوجودي وبها أحافظ على كرامة أمتي، إلى القواعد العسكرية علني أجد فيها من يسمع قولة حق، كنت أظن أنني سأجد هناك البيئة الصالحة والتربة الخصبة التي من وسطها يمكنني تغيير كثير من مفاهيم الصراع للانطلاق نحو التحرير الحقيقي، وبالتأكيد أنت في غنى وأنت عشت حياة القواعد أن أشرح لك ما في نفسي وتعلم ما لقيت من معاناة ومطلع على ظروف حياتي الآن، ورغم ذلك لست نادماً، ولوعاد الزمان سأعود.
    في حياتي كنت شاباً مثل كثير من الشباب الذين لم يعرفوا باب المسجد في حياتهم إلا قليل، وكنا نصلي في المناسبات فقط، وفي نهاية عام 1976م سافرت من فلسطين إلى مصر لألتحق بالجامعة، وفي عام 1977م حضر إلى القاهرة ابن عم لي لمناقشة رسالة ماجستير في الطب وقد كان ملتزماً إسلامياً، وقد حرص على نصحي بالصلاة والالتزام وقد بدأت أستجيب له. عندما لاحظت حماسي للثورة واستشف من خلال تجربته الشخصية أني قد أكون منتمي تنظيمياً لحركة فتح قص علي تجربته في الثورة التي التحق بها بعد تخرجه من كلية الطب عام 1970، ومحاولاته هو وأطباء آخرين كانوا معه وغيرهم إصلاح بعض الفساد وفشلهم في ذلك لأن التوجه العام في الثورة هو الحفاظ على الفساد وتجذيره، وحدثني عن معارك السنوات الأولى للثورة بعد انتقالها للبنان التي شارك فيها وحصارهم في الشياح وتآمر البعض عليهم أثناء الحصار وعدم تقديم الدعم لهم، وانتهاء تجربته في مؤتمر الحركة عام 174 تقريباً عندما طرحوا خطة عملية للإصلاح زمحاربة الفساد وكان الرد عليهم: الباب يفوت جمل! وفعلاً فات منه هو وآخرين وتركوا الثورة وذهبوا للعمل في أقطار عربية بشهاداتهم! وطبعاً ذكر لي قصص كثيرة عن الفساد والانحطاط الأخلاقي وغيرها مما كانوا شهوداً عليه ومما يسمعون عنه بعد تركهم الثورة، وكان ردي النهائي عليه: أنت خضت تجربتك دعني أجرب! ولكني كنت أراجع مسئولي التنظيمي من فترة لأخرى بتلك المعلومات التي كان يحدثني عنها ابن عمي المتعلقة بالفساد المالي والخلقي وكان مسئولي أوقات يعترف واوقات يبرر لها!
    وعندما حافظت على صلاتي وبدأت أقرأ وأثقف نفسي في الأمور الدينية قمت عام 1978م بداية شهر رمضان بإهداء المصحف الشريف لمسئولي التنظيمي في حركة فتح، وعندما عدت لزيارته بعد أسبوع وإذا به يقول لي: تعالى هان!
    فشعرت أن هناك أمر هام. قلت خير؟ قال: وأنا أقرأ في المصحف الذي أهديته لي وجدت أية تقول: أن الله تعالى كتب الأرض المقدسة ـ فلسطين ـ لليهود؛ يعني الأرض بنص القرآن لهم، يقصد قوله تعالى: {يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الأَرْضَ المُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللّهُ لَكُمْ وَلاَ تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِينَ} (المائدة:21). حاولت أن أصحح له بمعلوماتي المتواضعة آنذاك أن كتب ليس معناها: أن الله جعل الأرض لهم، وأن حق اليهود في فلسطين سقط مع ظهور الإسلام وعدم إيمانهم بالرسول صلَ الله عليه وآله وسلم ولكنه لم يقتنع، وقد فشلت في توصل ما أريد لقلة معلوماتي قرآنياً حول هذا الموضوع.
    وبعد خروجي من عنده قضيت أسبوعي قبل عودتي إليه ثانية في قراءة التفاسير المتعددة، بحثاً عن كل ما له علاقة بهذه الآية من آيات قرآنية وأحاديث نبوية شريفة، وأسال من هم أكثر مني علماً في الأمور الدينية. إلى أن كونت فهم كامل وواضح حول الموضوع. وفي زيارتي التالية له استطعت أن أفسر له معنى الآية تفسيراً صحيحاً، وأن أوسع دائرة الحديث ليشمل بقية الآيات ذات العلاقة بالموضوع وبعد أن انتهينا من ذلك. قال لي: تعرف يا مصطفى؟ قلت له: خير؟
    قال: الذي قلته اليوم وتناقشنا فيه حول موضوع حق اليهود الديني في فلسطين، وكيف أن هذا الحق سقط عنهم كثير جميل ومهم، وللأسف نحن في حركة فتح في التنظيم لا يوجد لدينا شيء مكتوب عنه، وأنا على قدر قراءاتي ومعرفتي أول ما قرأت الآية كدت أفهم منها أن الله كتب فلسطين لليهود، وأنه لا حق لنا فيها، ما رأيك أن تكتب هذا الكلام وتحوله إلى ملزمة (مذكرة)، ونرسلها للأخوة في التنظيم في لبنان يعتمدوها من ضمن سلسلة الأدبيات و كراسات الإعداد والتربية لأبناء التنظيم.
    ويبدو وهو يتحدث أن الفكرة كبرت في رأسه. فقال: خلاص اعتبر هذا أمر تنظيمي، تكليف. أن تعد لنا بحث عن هذا الموضوع. قبلت بالتكليف الذي كان مثابة تحدي صعب لي، فأنا معلوماتي قليلة ولست باحثاُ ولا كتبت أبحاث قبل ذلك، والأمر عظيم وليس هين، له علاقة بآيات قرآنية وأحاديث نبوية وأنا في بداية التزامي، وكنت أخشى من الدخول في أمر شائك كهذا .. إلى غير ذلك.
    قلت لصديقي الدكتور: تعرف؟! لقد قضيت شهور طويلة وأنا أتنقل بين مكتبات القاهرة لقد مسحتها مسح، وكذلك الأزبكية وقد كانت سوق كتب مفروشة على الأرض تجد بها كتب قيمة لا تجدها في المكتبات. وأنا أجمع كتب وأبحث عن كتيبات مدفونة، وأتصفح ما اشتريه سريعاً لأحصل على أسماء كُتاب وكُتب لانطلق أبحث عنها، وبعد القاهرة انتقلت إلى بعض المحافظات أبحث عن كتب كادت تندثر أو مخزنة في مخازن المكتبات من سنين طويلة تم نسيانها ولم تعد تتداول. لقد اكتشفت ما اكتشفته أنت عند كتابتك لرسالة الدكتوراه عام2000 عن الثورة وحقيقتها وأنها لا تملك مشروع تحرير، وأيضاً أنها لا تملك رؤية صحيحة عن حقيقة الصراع مع العدو الصهيوني لأنها بنت رؤيتها على قراءة خاطئة لحقيقة الحركة الصهيونية .. اكتشفت أن عالم الحقيقة لا يوجد فيما يُقال أو يُسمع أو يُقرأ بين أيدينا، لا! ولكنه هناك في الكتب التي لا تُرضي كثير من حملة الأيديولوجيات الحديثة، ومن أتباع التنظيمات التي حددت رؤية وموقف عقائدي مسبق من اليهود ولا تريد تغييره، لذلك لا تشجع على نشر مثل تلك الكتب – لقد وجدت في القراءة متعة منقطعة النظير خاصة وأنا أكتشف كل يوم الجديد، إلى درجة أنني أصبحت أنسى كتب دراستي الجامعية.
    وبعد أن كنت أبحث في التفاسير وكتب الأحاديث النبوية وقليل من كتب إسلامية لها علاقة بالموضوع، وجدت نفسي أغوص في عالم الفكر والسياسة والتاريخ وغيرها لأنسى في النهاية البحث المكلف به، لقد ضعت في عالم المعلومات الهائلة عن فلسطين وتاريخها والرؤى المختلفة للصراع وأبعاد الهجمة والتحالف اليهودي – الصليبي ضد الأمة والوطن. لاكتشف أن الحقيقة الواحدة حول الصراع وبُعده الرئيس جعل لها الكتاب ألف وجه، وكل كاتب أعطاها الوجه الذي يخدم توجهاته الفكري والأيديولوجي فقط. وغيب الحقيقة.
    لقد وجدت أن الكتب المتداولة والمنشورة قد ذكرت معلومات وأقوال وأفعال لليهود والغرب الصليبي قادة ومجتمعات، وحللوها ووضعوها في سياق يقنعك أنها هي الرؤية الحقيقية عن أهداف اليهود والغرب الصليبي، في الوقت الذي استبعدوا فيه كل ما يدل ويؤكد على استقلالية المشروع اليهودي والهوية الدينية للحركة الصهيونية. وعن الغرب الصليبي كذلك وأن المستهدف في وطننا هو الإسلام في البداية والنهاية. لذلك توجهت منذ ذلك الوقت للتأصيل للصراع وعدم القبول بأي رأي إلا بعد تمحيصه. لقد كان ذلك الأمر أو التكليف التنظيمي نقطة الانطلاق التي ستضيء لي عالم الحقيقة حول كثير من أبعاد الصراع مع اليهود، وتكشف لي الكثير من الحقائق التي كنت أجهلها عن اليهود واليهودية والصهيونية وعن حقيقة الصراع كله، ولماذا هؤلاء الكتاب العظماء في نظري قبل أن أعرف ما عرفت يرفضون الاعتراف بالأبعاد الدينية في الصراع؟ ... كثير؟. ومن ضمن ذلك بدأ ينكشف لي واقع القيادة الفلسطينية الحقيقي وإلى أين تسير بنا.. الخ. لقد مثل ذلك الأمر لي نقطة التحول الرئيسة في حياتي نحو الإسلام الحقيقي.
    ققد كتبت بحث من حوالي (60) ورقة فورسكاب على الوجهين كعناوين رئيسة وفرعية مع كم سطر تحت كل عنوان لتكون مسودة كتاب أتفرغ لكتابته في المستقبل عن أبعاد الصراع التاريخية وصححت فيها كثير من المعلومات التاريخية عن تاريخ فلسطين التي كتبها مؤلفيها متأثرين بالروايات التوراتية عن تاريخ فلسطين وشعوب وطننا كله، والبُعد الديني في الصراع قرآنياً وأن الحق الدني في فلسطين لنا بحكم أننا نحن المسلمون ورثة الأنبياء جميعاً عليهم السلام وكل إرثهم الديني والتاريخي، والبُعد الحضاري للصراع بيننا وبين الغرب الذي انتهى بتحقيق النبوءة القرآنية والإعجاز التاريخي في القرآن وبالتحالف اليهودي النصراني والتآمر على زرع القومية اليهودية كقومية غريبة عن شعوب المنطقة في فلسطين، لتكون أداة الحفاظ على أنظمة التجزئة (أنظمة سايكس – بيكو)! والجزء الثاني كان عن الجذور التاريخية أو التطور التاريخي للديانة اليهودية وفكرة الخلاص المسيحاني وكيف تحولت من انتظار المسيح اليهودي والعودة السلمية إلى الفعل البشري والعودة بالجهود البشرية، وخصصت فصل لمناقشة مقومات القومية اليهودية العلمانية وعدم صحتها وأنها مقومات أمة دينية لا قومية علمانية، والنصف الثاني من الفصل تحدثت فيه عن دور حركة الإصلاح اليهودية (الهسكلاه) لا في دمج اليهود في المجتمعات الغربية ولكن في تهيئة الأوضاع على الصعيد اليهودي لنشوء الحركة الصهيونية وعلى الصعيد الدولي لدعم الحركة الصهيونية! وفصل مطول في مقدمته ركزت على إثبات أن قادة الحركة الصهيونية جميعهم يهود مؤمنون توراتيون ولكن كل منهم يؤمن بيهوديته على الطريقة التي يرى أنها تحقق أهداق اليهود في فلسطين وفي العالم، وأثبتت فيها أن اليهودي يبقى يهودي بغض النظر عن الفكر أو الفلسفة أو الأيديولوجيا التي يتنقها في الظاهر، وعن حقيقة تعصب اليهود اليساريين لعقيدتهم التوراتية واستغلال اليساريين والعلمانيين العرب والمسلمين وخداعهم ... وختمت بأن اقتبست من سير القيادات الصهيونية المؤسسة للحركة الصهيونية سواء ما كتبوه ونشروه أو خطوه في مذكراتهم وسير حياتهم ما يثبت إخلاصهم ليهوديتهم!

  2. #2
    : أنت اكتشفت أن الثورة، أو قيادة منظمة التحرير الفلسطينية لا تملك مشروع ولا رؤية حقيقية لتحرير فلسطين


    اكتشفت أن عالم الحقيقة لا يوجد فيما يُقال أو يُسمع أو يُقرأ بين أيدينا، لا! ولكنه هناك في الكتب التي لا تُرضي كثير من حملة الأيديولوجيات الحديثة، ومن أتباع التنظيمات التي حددت رؤية وموقف عقائدي مسبق من اليهود ولا تريد تغييره، لذلك لا تشجع على نشر مثل تلك الكتب – لقد وجدت في القراءة متعة منقطعة النظير خاصة وأنا أكتشف كل يوم الجديد، إلى درجة أنني أصبحت أنسى كتب دراستي الجامعية.

    اكتفي بما اقتبسته هنا ,وفيه اهم النقاط.
    ولنا عودة.
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  3. #3
    شكراً لمرورك أخت أم فراس
    قد انتقيت جزء مهم من الفكرة التي أردت توصيلها في هذه الحلقة
    تحياتي

  4. #4
    مثقفة فلسطينية خريجة لغة انكليزية
    تاريخ التسجيل
    Dec 2010
    المشاركات
    1,213
    لقد اكتشفت ما اكتشفته أنت عند كتابتك لرسالة الدكتوراه عام2000 عن الثورة وحقيقتها وأنها لا تملك مشروع تحرير، وأيضاً أنها لا تملك رؤية صحيحة عن حقيقة الصراع مع العدو الصهيوني لأنها بنت رؤيتها على قراءة خاطئة لحقيقة الحركة الصهيونية .. اكتشفت أن عالم الحقيقة لا يوجد فيما يُقال أو يُسمع أو يُقرأ بين أيدينا، لا! ولكنه هناك في الكتب التي لا تُرضي كثير من حملة الأيديولوجيات الحديثة، ومن أتباع التنظيمات التي حددت رؤية وموقف عقائدي مسبق من اليهود ولا تريد تغييره، لذلك لا تشجع على نشر مثل تلك الكتب – لقد وجدت في القراءة متعة منقطعة النظير خاصة وأنا أكتشف كل يوم الجديد، إلى درجة أنني أصبحت أنسى كتب دراستي الجامعية.
    على هذا فالتنظيمات مؤامرات اخرى انطلت علينا...أرجو التوضيح أستاذ مصطفى.

  5. #5
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شذى سعد مشاهدة المشاركة
    على هذا فالتنظيمات مؤامرات اخرى انطلت علينا...أرجو التوضيح أستاذ مصطفى.

    حياكِ الله أخت شذى
    سؤالكِ في محله ومهم الإجابة عليه دون تأخير تفادياً لسوء الفهم
    لا نتهم أحد بالمؤامرة وإن كان هناك فصائل فلسطينية تأسست أصلاً من جهاد استخبارية عربية وتم تطعيمها بعناصر مشبوهة وساقطة أمنياً وأخلاقياً بهدف تشويه الثورة الفلسطينية وتخريبها من الداخل وحرف الشباب الفلسطيني الي يأتي من أجل التحرير وتحويله إلى موظف، وشق صفوفهم وإثارة النعرات المناطقية والحزبية والعائلية داخل المنطقة الواحدة وغير ذلك .. وقد حققوا ذلك إلى أبعد الحدود ودعيني أحدثك هنا عن جزء من تجربتي أيام الثورة في لبنان:
    تم سجني وتعذيبي واتهامي لإرهابي (الذي تولى تلك المهمة الآن عضو لجنة مركزية) كي أـرك الثورة عندما فشل قائد قوات الثورة الفلسطينية والقوات المشتركة اللبنانية (كان أول الهاربين عند بدء العدوان الصهيوني على لبنان عام 1982 والآن وفشل في الانتخابات الأخيرة ليصبح عضو لجنة مركزية ويشغل منصب كبير وأكبر من حجم السلطة كلها الآن) في ثنيي عن أفكاري ونقدي لمساوئ الثورة ومحاولة الدعوة إلى العودة للأخلاق الأصيلة لشعبنا ولثورانا، ورصدي لسرقات المالية لبيوتهم بالمرصاد وتسليطي الضوء على البُعد الديني في الصراعع، والأهم من ذلك:
    مناصرتي لأخ مناضل سجن في فلسطين ويكافح في الحصول على شهادة جامعية كان معنا في المكتب ومحافظ على أخلاق شعبنا ومناضلينا ضد صاحب من رفح نفس مدينتي ولكنه لم يكن مناضل ولا جاء للثورة مناضلاً ولكنه مشبوه وساقط أخلاقياً ويجاهر بالدعوة للفساد، وعندما رفضت وقف مناصرتي للأخ المناضل من الخليل وقلت للأخ الذي تولى احتوائي وإقناعي في هذه النقطة بالتحديد:
    إن الصاروخ الذي تطلقه الطائرات الصهيوني علينا لا يفرق بين لبناني وفلسطيني ولا لاجئ منعام 1948 ولاجئ من عام 1967 ولا ابن ضفة وغزة، كيف بدك مني أفرق بين فلسطيني وفلسطيني وأساند فلان لأنه من غزة ومن رفح على كل ما فيه من عيوب وشبهات؟!أنا جئت مناضلاً منأجل فلسطين كل فلسطين!
    فما كان منهم إلا أن ذهبت بعدها بيومين إلى بيروت فقد كنت أدرس تمهيدي ماجستير وقتها ,اذهب لحضور بعض المحاضرات حتى سرقوا بندقيتيوأرادوا تحميلي مسئوليتها فاكريني ضعيف أو هش يمكنهم كسر إرادتي وإذلالي وإكراهي على قبول واقعهم وواقع الثورة كله كان كمذلك وليس هم فقط، ولكني رفضت أحالونا للتحقيق نحن كل من في المكتب ومن خلال التحقيق تبين أنها لعبة فأرادوا أن يوزعزا ثمنها علينا نحن الثلاثة العاملين في المكتب بحجة تحمل المسئولية لنا كلنا، فرفضت! وقلت:
    يجب أن يعاد التحقيق ولا بد أن يتم الكشف عن السارق لأن الذي يسرق اليوم بندقية غداً يسرق ملف أوخطة عسكرية أو أي شيء أخطر! فكان ردهم سجني تعسفاً وتعذيبي لاعتراف أنني أنا الذي بيعت بندقيتي والحمد لله الذي حفظنا لم أععترف على رغم سوء المعاملة والتعذيب!
    هم لا يريدوا ثمن البندقية ولا أن أعترف على بيعها هم يريدوا صدمي ودفعي لترك الثورة لأنهم لا يطيقون مثقف أو جامعي أو وطني واعيٍ ومخلص يبقى بينهم، وقد فعلوا ذلك قبلي مع مئات إن لم يكن آلاف واضطروهم لترك الثورة والذهاب للعمل في الدول العربية، ولكني لك أكن ذاهب للبنان ولا اعرف أساليبهم تلك أوأني ذاهب هكذا عشوائي كنت ذاهب لأجل هدف وغاية وأعرف ما أريد ولم أكن وحدي ولك ما جعل الأخ المحترم لمعرفته بشخصيتي وتاريخي بعد أن خرجت من سجن خمسة سنوات في مصر في مهمة لتلك الحركة التي كانت وقتها تنظيم سري في أيامه الأولى أن يتخلي ععني أثناء السجن وبعد خروجي ويسعى من جاء بعد اغتنياله لتركيعي والحمد لله وحده، قال:
    أن الحركة لا تتسع لاثنان! إما أنا أو مصطفى! وكذلك تم سجني مرة ثانية بسبب آرائي ومواقفي في الثورة أيام الجزائر .. الحديث يطول
    ولكن هنا أن أذكر وأربط بين ما يحدث اليوم للتنظيمات وحماس والجهاد وكلهم من تحويل الثائر المشروع الاستشهادي غلى موظف ومرتزق ينتظر مرتب آخر الشهر، وقد قلتها بعد الانقسام بدء حماس تكرار تجربة فتح وفصائل منظمة التحرير أن ذلك سينتهي بهم إلى ما انتهت إليه الثورة قبل خروجنا من بيروت، فقد كان الشعار مرفوع ويقال ألفمرة من المناضلين كل يوم:
    ثورة حتى آخر الشهر وثورة حتى آخر رغيف خبز ...!
    لذلك عندما حدث الاجتياح وهرب الجميع وبدأت أبحث عن مقاتلين ولم أجد إلا كم واحد بقوا معي جاءني الرد:
    مائة جبان ولا كلمة الله يرحمه! تريدني أستشهد وأترك زوجتي أو ÷لي للـ... علشان يساومها أو يساوموهم على ...
    أطلت معلش لأني منذ زمن أرغب في توثيق تلك التجربة ولكن نفسي عازفة عن ذلك، لم تكن مؤامرة بالمعنى ولكن تجربة تلك الفصائل التي رفضت القراءة الصحيحة لحقيقة الصراع مع العدو الصهيوني ومتأثرة بأفكارها الأيديولوجية ومازالت انتهت إلى فشل كل ما قدمه شعبنا والأمة من تضحيات ومن بطولات وملاحم بطولية نادرة وغير ذلك ومازلنا نجتر هزائمنا وفشلنا إلى اليوم وغداً ما لم يتغير الإنسان، فتحولت الفصائل إلى دكاكين وعناصرها إلى موظفين لا مناضلين، وكل أمين عام ومن حوله يصمت من أجل ملاليم تدفع له ولتنظيمه كل عام من الصندوق القومي، أو الفصائل الأخرى تجمع ملايين باسم الشعب والشعب جائع وليس له منها نصيب إلا تحمل عنطزتها وجعجعتها عن رمي اليهود في البحر وعن الرد المزلزل والماحق وال.. والـ... ولا نرى إلا سيارات فارهة يستقلها قادتها وترف وإسراف على أنفسهم والمطأطي الرؤوس لهم ... والواقع مرير كلنا نعيشه ونعرفه
    ليست مؤامرة وإن كان لا يخلو الأمر من بعض المتآمرين ولكنه خطأ القراءة الأيديولوجية المنتقاة وتحول الثوار إلى موطفين ومرتزقة
    اشكرك على سؤالك وإن كنتِ نكأتِ جرحاً لم ولن يندمل

  6. #6
    محاضر ومسؤول دراسات عليا في جامعة القاضي عياض، المغرب
    تاريخ التسجيل
    Jun 2009
    الدولة
    المغرب
    المشاركات
    1,497
    لكم استفدت هاهنا وانتفعت ..
    قرأت هذا الموضوع السديد الشديد بتمعن بالغ ، وتفكر عميق
    أستطلع منه ما يرفد معارفي، ويمد آفاق مشارفي، ويرفع وعيي بقضيتي إلى درجة الاستواء والاكتفاء.
    ولكم تمنيت في نفس الوقت أن لو اتسع وقتي لمزيد تفكر وتدبر
    لأني - وأنا أطالع ما تخطه أستاذي الفاضل مصطفى إنشاصي -
    أجد متعة الأصالة، ولذة التجديد في آن.
    بارك الله فيك ،وزادك رفعة وسموا، وأدام بك نفع الإسلام والمسلمين.
    أَسْرِي سَقَى شِعْرِي الْعُلا فَتَحَرَّرَا = وَرَقَى بِتَالِيهِ الْمُنَى فَتَجَاسَرَا

  7. #7
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الرزاق أبو عامر مشاهدة المشاركة
    لكم استفدت هاهنا وانتفعت ..
    قرأت هذا الموضوع السديد الشديد بتمعن بالغ ، وتفكر عميق
    أستطلع منه ما يرفد معارفي، ويمد آفاق مشارفي، ويرفع وعيي بقضيتي إلى درجة الاستواء والاكتفاء.
    ولكم تمنيت في نفس الوقت أن لو اتسع وقتي لمزيد تفكر وتدبر
    لأني - وأنا أطالع ما تخطه أستاذي الفاضل مصطفى إنشاصي -
    أجد متعة الأصالة، ولذة التجديد في آن.
    بارك الله فيك ،وزادك رفعة وسموا، وأدام بك نفع الإسلام والمسلمين.

    الأخ العزيز الكتور عبد الرزاق
    أشكرك جداً على كلماتك الثمينة التي أعتز بها كما أعتز بأخ مثلك
    حقيقة ضعف لغتي يعجزني عن كتابة كلمات تليق بقامتك الأدبية السامقة
    فاعذرني
    أعلم أن لك تجربة مثلي وليست بعيدة عن ما حدث معي في الحلقة السابقة في الصفحة الأخيرة رد من نفس هذا النوع اليث يهمك لتتعرف إلى قضيتك أكثر وهو لا يختلف عن كل ما يحدث في كثير من الحركات القائمة في زمناا
    تقبل خالص تحياتي واحترامي

  8. #8
    حلقة هامة لااظن انني حاليا املك إضافة لها ويهمني أستاذ مصطفى مرورك بهذا الموضوع:عندما يرحل العمالقة بصمت:
    \http://www.omferas.com/vb/showthread...51361&p=203432

  9. #9
    مررت أخي جريح فلسطين بالموضوع وكتبت تعليقي عليه إن شاء الله تكون قرأته وأعجبك

المواضيع المتشابهه

  1. مركزية القدس والأقصى فلسفة الإحساس بالمنطق (الحلقة العاشرة)
    بواسطة مصطفى إنشاصي في المنتدى فرسان الأبحاث الفكرية
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 06-28-2014, 04:55 PM
  2. مركزية القدس والأقصى: فلسفة الإحساس بالمنطق (الحلقة الثامنة)
    بواسطة مصطفى إنشاصي في المنتدى فرسان الأبحاث الفكرية
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 06-07-2014, 06:53 AM
  3. مركزية القدس والأقصى: فلسفة الإحساس بالمنطق (الحلقة السابعة)
    بواسطة مصطفى إنشاصي في المنتدى فرسان الأبحاث الفكرية
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 06-04-2014, 08:30 PM
  4. مركزية القدس والأقصى: فلسفة الإحساس بالمنطق (الحلقة الخامسة)
    بواسطة مصطفى إنشاصي في المنتدى فرسان الأبحاث الفكرية
    مشاركات: 21
    آخر مشاركة: 05-31-2014, 11:54 AM
  5. مركزية القدس والأقصى: فلسفة الإحساس بالمنطق (الحلقة السادسة)
    بواسطة مصطفى إنشاصي في المنتدى فرسان الأبحاث الفكرية
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 05-19-2014, 07:28 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •