عندما يقدم ناقد وشاعر كبر لديوان نثري لشاعرة حديثة عهد, فهذا يعني أن شاعرة كبيرة قادمة بقوة إلينا...
ديوان :أزهر في النار للشاعرة سلوى فرح,وادر شاعرة قادمة في الطريق تلوح بيدها لكي نراها جيدا...
كان العنوان لافت غريب لايشبه أي العناون ,لذا كان فريدا..ان تزهر في النار...إيحاء لأنثى في جحيم الوطن تتلوى بألم..
أما الغلاف فقيثارة تعبر عن بوح الشاعرة بامتيازكان قطع الديوان صغيرا يحمل 80 صفحة فقط, طبع عام 2014 ,أي حديثا.
تراوح الديوان في قصائده مابين الغزل والقصائد الوطنية ,تغطيها غيوم وضباب من الحزن خيم على معظم القصائد,ويحضرني قول للدكتور :اسماعيل البغدادي عندما قدم لي ديوان:
ذكريات ممنوعة:
الحزن يعشش في نفوسنا كعرب, ولكن أن يخيم على معظم دواواينا,فهذا يعطي انطباع للقارئ غير حسن.
كتبت الشاعرة في الإهداء:
إلى روح والدي المرفرفة في فضاءات الأبد الشاعر :موسى فرح -طيب الله ثراه ,وإلى والدتي مدّالله في عمرها , وإلى كل إنسان اتخذ من المحبة والسلام ضفتين لنهر حياته.
كان التقديم من الشاعر الكبير السماوي بدايته:
كلما أمشط الشمس يقصون أصابعي
كلما أغازل شفة القمر يئدون أنوثتي
وفي كل مرة أـحدى الريح يطعنونني برمح وثني!
***
بهذا الهديل نتسج حمامة قلب سلوى فرح حرير قصائدها لتمسح به دموع الروح المتشظية شوقا لغد يستعيد فيه الياسمين الشامي نضارته وعبيره بعد طول حريق احتطب.
-أو كاد -حتى فراشات الطفولة...
*********
حملت القصائد شحنات عاطفية تشبه إلى حد كبير النار التي أشعلتها الشاعرة في العنوان,جروح ونيران فكيف يكون الأمر هنا.؟
... صرخات احتجاج ضد الحرب انتصار لسلام الروح, تضامن مع الجمال في حربه العادلة ضد القبح, وفي كلا الحالين :بدت سلوى وكأنها كتبت قصائدها بدموع الياسمين على طين الشام
الشام التي حملتها معها إلى مغتربها بانتظار "غودو" السلام لتعود إلى حيث أرضها الأولى وسمائها الأولى وأبجديتها الأولى لأن سلوى تعترف بملء نبضها:
لاتتفجر ينابيع أنوثتي إلا في أحضان وطني..
*******
المتن:
أظن أن الجملة الأخيرة تفصح عن مكنون لديوان تماما, فقد كان الديوان وقصائده أنثوي خالص الأنوثة مليئ بحرائق العواطف الممزوجة بالآهات المتعمقه بالحزن:
خاصة أن أولى رسائها ونداءها كان قصيدة غزلية:
من أي كوكب هبط طيفك على قلبي؟
وأيقظ غفوة النسرين
في دفق شراييني
وبسمات المانوليا في وجناتي؟
مابين نسمة ونسمة
استنشقك عطر خلودي.
******
نرى هنا زحام صوري كثيف:كوكب وطيف غفوة النسرين-عطر خلودي.
فنحن نرى ونشم ونشعر...
وتتالى بعد قصيدة:حين لايغفو النسرين, قصيدة,إلى عرش الخلود,لأنيي أحلم, نرى تقارب النصوص وكأنها واحدة في المشاعر حتى تقطعها قصيدة:كن وطني
فنراها غزلية وطنية مزجت مابين الحب والوطن شأن معظم شعراء الغزل:
كن نهري
لأرف يمامة نور حول روحك
واستنشقك...
عشقا أبدا من روح الياسمين..
**
هل لاحظنا شيئا؟
وكأن القصيدة الأولى تمتد بمعانيها إلى هنا..
وتتالى العناوين بحزن باد:غيث دون ابتسامة, نزيف البراءة,دموع الليلك..
هل يستطيع القارئ تحمل كل هذا العبء الشعوري عن الشاعرة؟
توقفت عند عنوان قصيدة:زنابق الله, وأعترض على العنوان .
بكل الأحوال,أتمنى للشاعرة صعودا رائعا ومستقبلا زاهرا, فماتحمله من شحنة شعرية صورية مشاعرية ينبي بخير.
خاصة لو بات موزونا.
ريمه الخاني 25-5-2014